عالجت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار التي راحت ضحيتها أم لثلاثة بنات في الثلاثينيات من عمرها و الجاني هو زوجها (خ.عبد القادر) الذي عوقب ب 20 سنة سجنا نافذا، مع إدانة ابن أخيه(خ.صحبي) بثلاث سنوات حبسا نافذا عن جنحة عدم الإبلاغ عن جناية بعد إعادة تكييف الوقائع من قبل غرفة الاتهام والتي كانت على أساس جناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار.
قتلها و قدم بلاغ باختفائها ثم بدأ يبحث عنها مع عائلتها
تعود وقائع القضية خلال السادس و العشرين أفريل المتزامن مع شهر رمضان سنة 2021 عندما تقدم المدعو(خ.عبد القادر) إلى مصالح الأمن بوهران للتبليغ عن اختفاء زوجته التي خرجت من المنزل الكائن بكوشة الجير منذ الصباح متوجهة إلى سوق المدينة الجديدة لشراء ملابس العيد لبناتهما دون أن تأخذهن معها ومنذ ذلك الوقت لم يظهر لها أثر،حينها تم فتح تحقيق و مباشرة عملية البحث و التحري، و من جهته الزوج بدأ عملية البحث عن زوجته برفقة عائلتها و لم يتوقف عن البكاء، و بعد مرور حوالي عشرون يوما تقدم مجددا شقيق زوج المختفية الى مصالح الأمن للإبلاغ أن شقيقه (خ.عبد القادر) قد اعترف له أنه أقدم على تصفية زوجته (ب.هانية) جسديا ودفنها في الجهة الخلفية للمسكن في الجزء المطل على الأحراش، ومباشرة قامت عناصر الشرطة بتوقيف المشتبه فيه بساحة فاليرو على الساعة الثالثة بعد الزوال وفي نفس اليوم تم الانتقال الى مسكنه رفقة عناصر الحماية المدنية وفرقة تحقيق الشخصية تمت عملية حفر و استخراج الجثة التي كانت في حالة جد متقدمة من التعفن والتي نقلت الى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بوهران ،كما تم استرجاع أداة الجريمة المتمثلة في مطرقة حديدية ذات مقبض خشبي والفاس والرفش المستعملين في عملية الحفر.
ضربها بمطرقة… أغلق فمها بقماش، كبلها ثم لفها بجلابة و دفنها……
الزوج المشتبه فيه اعترف بما نسب إليه كاشفا انه يوم قبل الواقعة قامت زوجته بفتح علب جمع النقودالثلاثة الخاصة ببناته واستفسرها عن سبب فتحها بالرغم من توفر المال لاقتناء ملابس العيد ووجدت مبلغ 12000 دج فأخذته دون رضاه وخلد للنوم دون تعنيفها .وفي صبيحة اليوم الموالي بدأت زوجته في استفزازه وسبه والتقليل من شأنه بعبارة (انت راك قاعد هنا مراك دايرلي والوا ،روح… ،نقعدو غير كما هاك يليق نطلقو وهذو قاع صوالحي ) وطلبت منه الاعتناء ببناته وانها سوف تذهب إلى سوق المدينة الجديدة بوهران لاقتناء
لبناتها ملابس العيد رفقة شقيقتها نجاة ،حينها ثارت حفيظته وانتباهه قلق وتوجه إلى فناء المسكن وأحضر مطرقة وتوجه مباشرة نحو زوجته بالمطبخ وطلبت منه التريث بعبارة ( نعل الشيطان شراك تدير ) ووجه لها ضربة واحدة بواسطة المطرقة على مستوى الرأس الجهة
اليسرى والتطم رأسها مباشرة بجدار المطبخ وسقطت مغمى عليها دون تحرك وأدرك أنها فارقت الحياة ، فتوجه إلى الغرفة الثانية واحضر وشاح و قطعة قماش صغيرة بيضاء اللون ووضعها بداخل فمها حتى تتوقف عن الشخير ولا يتفطن بناته لفعلته بعدها قام بخنقها عن طريق لف الوشاح الأحمر اللون على عنقها عدة مرات و إحكامه بعقدة في الأخير ثم قام بلفها بجلابة سوداء وكبلها من يديها ورجليها والحوض والكتفين بواسطة سروال داخلي خاص بها بعد تمزيقه ، ثم قام بسحبها من رجليها بمفرده وتوجه مباشرة إلى الفناء و عبر فتحة صغيرة بين سطح الفناء والتراب جهة الأحراش قام بإدخالها حتى لا يتمكن أي احد من مشاهدته و وضع فوقها بساط بلاستيكي ثم عاد إلى المطبخ وقام بتنظيف آثار الدم بماء جافيل ومزيل الروائح باستعمال وشاح الضحية وجلابة زرقاء اللون ثم وضعهما بداخل كيس بلاستيكي بحديقة الفناء ،مضيفا أنه بعد تنظيف المكان توجه إلى مسكن والده وقام بإيقاظ ابن شقيقه المدعو (خ.صحبي) من النوم وطلب منه مساعدته في إنزال مواد البناء و بعد حضوره توجه معه مباشرة إلى مكان دفن زوجته وأخطره أنه قام بقتل زوجته وطلب منه مساعدته في الحفر لدفنها وقام بالحفر بواسطة الفأس وقام هو باخراج التراب بالرفش وساعده في وضعها بالحفرة ثم وضع التراب فوقها وتهيئة المكان حتى لا يتفطن أحد وغادر ابن شقيقه المكان لمزاولة عمله ، وفي نفس اليوم في حدود الخامسة التقى بابن شقيقه صحبي ومنحه مبلغ 25000دج وطلب منه عدم إبلاغ أي أحد بالقضية.
الجاني يستعين بإبن أخيه لدفن الجثة
من جهته المتهم الثاني وهو ابن أخ المتهم كشف انه في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا كان بمسكنه العائلي نائما وحضر عمه وطلب مساعدته في حمل مواد البناء كعادته ورافقه إلى مسكنه وعند دخوله لم يجد السلعة وأخطره انها في الطريق وبطلبه رافقته إلى أسفل سطح الاسمنتي وساعدته في حفر حفرة لمياه الصرف الصحى على ان يدفع له أجرة الحفر فحفرها باستعمال الفاس فيما كان هو يقوم برمي التراب باستعمال رفش حينها أخطره انه قام بقتل زوجته وطلب منه عدم إبلاغ أي احد وهدده أنه سيقوم بقتله هو الآخر ثم رافقه إلى داخل المطبخ فشاهد جثة المرحومة ملقاة على ظهرها، وطلب منه عمه مساعدته في نقل الجثة من اجل دفنها بالحفرة فقام المشتبه فيه بسحبها من رجليها فيما قام بمساعدته بحملها من يديها وقاما بجرها إلى الفناء إلى غاية تمريرها من فتحة تحت السقف ودفنها بالحفرة و ردمها بالتراب مواصلا أنه قبل كما طلب منه المشتبه فيه القول انه شاهدها في الصبيحة بالقرب من مسجد كوشة الجير ، وانه قبل أذان صلاة المغرب عاد إلى الحي الذي يقطن فيه وجد أفراد عائلة زوجة عمه المرحومة يبحثون عنها وأخطرهم أنه شاهدها صبيحة نفس اليوم أثناء توجهه للعمل و بادلته التحية وذلك تنفيذا لتعليمات عمه مؤكدا انه لم يشارك في قتلها و كل ما قام به بسبب خوفه وتهديده له بالقتل. ممثل الحق خلال مرافعته تطرق لبشاعة الجريمة التي ارتكبها الجاني في حق زوجته وأم بناته الثلاثة ملتمسا توقيع عقوبة الاعدام للاول و 5 سنوات سجنا للثاني، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف. أ
