
تواصلت أشغال الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم عدة اجتماعات رفيعة المستوى شارك فيها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, حيث أبانت المحادثات التي أجراها عن التقدير الكبير الذي يكنه الشركاء الأجانب للدور الرئيسي الذي تضطلع به الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون في الساحتين العربية والافريقية.
وفي هذا السياق, سجل الوزير لعمامرة حضور الجزائر الأربعاء في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز أين أكد على ضرورة تعزيز دور الحركة في خضم التوترات المتصاعدة على الصعيد الدولي, مذكرا في هذا السياق بالمقترح الذي تقدم به رئيس الجمهورية والرامي لإطلاق “جهد جماعي لتهيئة الظروف المواتية لتمكين حركة عدم الانحياز من الإسهام في تفادي مزيد من التصعيد, وترقية علاقات متوازنة وودية بين الأمم على أسس المبادئ والمثل المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة”.
لعمامرة يدعو إلى وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات منظمة التعاون الإسلامي
نفس الانشغالات المتعلقة بالتوترات الدولية على خلفية أزمة أوكرانيا كانت في صلب النقاشات التي طبعت أشغال الاجتماع الوزاري لمجموعة “أصدقاء الوساطة” تحت الرئاسة المشتركة لكل من تركيا وفنلندا.وهنا ذكر الوزير لعمامرة نظراءه من الدول الأعضاء, بالسجل الحافل للدبلوماسية الجزائرية في مجال الوساطة وفض النزاعات بالطرق السلمية, كان آخرها اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر, داعيا في هذا السياق إلى “الاستنارة بالدروس المستقاة من هذه التجارب الناجحة, وتفعيلها لتمكين الأمم المتحدة من الاضطلاع بدورها, وفقا لأحكام الفصل السادس من الميثاق الذي ينص على فض النزاعات بالطرق السلمية”.
ومن جانب آخر, شارك رئيس الدبلوماسية الجزائرية في اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الافريقية حول التغيرات المناخية التي انعقدت بمقر بعثة الاتحاد الافريقي بنيويورك تحت رئاسة رئيس جمهورية كينيا, ويليام روتو.ويندرج هذا الاجتماع في إطار التحضير للمؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) المقرر عقده بشرم الشيخ (مصر) في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل.وفي مداخلته, شدد الوزير لعمامرة على ضرورة توحيد مواقف البلدان الافريقية عبر تجديد الدعوة لمضاعفة الجهود نحو عمل مناخي “فعلي وفعال يأخذ في الحسبان أولويات القارة الافريقية, لا سيما فيما يتعلق بالمحاولات المتكررة التي تستهدف اضعاف مبدأ المسؤوليات المشتركة والمتباينة”.
وعلى هامش أشغال الدورة, استقبل لعمامرة من قبل رئيس دولة فلسطين, محمود عباس, حيث أبلغه رسالة شفوية من الرئيس عبد المجيد تبون تتعلق بالتنسيق المستمر بين قائدي البلدين في أفق القمة العربية المقبلة بالجزائر.كما أجرى محادثات مع الوزير الأول لدولة غرينادا, توماس ميتشيل, وكذا مع نظرائه من كل من فنزويلا, إيرلندا, ترينيداد وتوباغو, و أوغندا, بالإضافة إلى نائبة وزير الخارجية الأمريكي.وثمن معظم الشركاء الأجانب المساعي التي تبذلها الجزائر لتوحيد الصف الفلسطيني, وجهودها لدعم الاستقرار في كل من ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء بصفة عامة.
كما أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة انخراط الجزائر الجدي في المساعي الرامية لحل الأزمة في أوكرانيا.وناقش لعمامرة خلال اللقاء الوزاري الذي جمع بين وزراء خارجية الدول العربية الستة أعضاء لجنة الاتصال العربية مع وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف ملف الأزمة الأوكرانية. وقد تم خلال هذا اللقاء مناقشة آخر تطورات الأزمة في أوكرانيا، وآفاق تمكين طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا، من استئناف المفاوضات بغية التوصل إلى حل سياسي يضمن إنهاء الحرب، مع العمل بالتوازي على التخفيف من حدة انعكاسات الأزمة وتداعياتها، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقوي.
من جانب آخر، وعبر مداخلته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي، شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على ضرورة إدراج القضية الفلسطينية في صلب أولويات المنظمة، مؤكداً في هذا الصدد أن الجزائر التي تستعد لاحتضان القمة العربية لن تألو جهدا للمساهمة في عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال إعادة تنشيط وتفعيل مبادرة السلام العربية.أما فيما يتعلق بالجوار الاقليمي للجزائر، فقد شكل الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد بدعوة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش حول التحديات التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، فرصة لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها بلادنا لتعزيز السلم والاستقرار في مالي بحكم توليها رئاسة لجنة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر وقيادة الوساطة الدولية، هذا إلى جانب الدور الريادي للجزائر في مجال مكافحة الارهاب في المنطقة واستعدادها لتعزيز الآليات العملياتية التي تجمعها بدول الجوار في هذا المجال.هذا وشارك كذلك الوزير لعمامرة في الاجتماع الوزاري للجنة تنسيق الشراكة العربية-الافريقية أين أكد حرص الجزائر الدائم على تعزيز جسور التضامن والتعاون والتكامل بين المجموعتين وعزمها على إحاطة هذه الأولوية بالعناية اللازمة خلال فترة رئاستها للقمة العربية.وأجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، محادثات مع العديد من نظرائه، تركزت معظمها حول أهم البنود المُدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى جانب مسائل أخرى.
لعمامرة يؤكد انخراط الجزائر في مساعي حل الأزمة في أوكرانيا
وناقش لعمامرة مع نظيره السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مواضيع متعلقة بالعمل العربي المشترك في إطار التنسيق المتواصل بين البلدين الشقيقين تحضيراً للقمة العربية بالجزائر.وخلال جلسة العمل التي جمعته مع نظيره من جمهورية قبرص، يوانيس كاسوليديس، تطرق الطرفان إلى تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية وإلى أوجه التعاون الثنائي وسبل تعزيزه في مختلف المجالات، كما ناقش مع نظيره من جمهورية كوبا، “برونو رودريغيز بارييا”، تطورات الأوضاع في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث أكدا على الطابع الخاص للعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين.وتباحث الوزير لعمامرة مع نظيره من جمهورية أذربيجان، “أغلو بيراموف”، حيث سلمه رسالة الدعوة التي يوجهها الرئيس تبون إلى أخيه الرئيس إلهام علييف للمشاركة كضيف شرف في القمة العربية بالجزائر بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز. كما ناقش الطرفان بهذه المناسبة سبل تجسيد مبادرة الرئيس تبون لتفعيل دور الحركة في خضم التوترات الراهنة على الساحة الدولية.وخلال اللقاء الذي جمعه بنظيره من الجمهورية العربية السورية، الدكتور فيصل المقداد، تطرق الطرفان إلى الأوضاع السائدة في العالم العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين والتحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة.
محمد/ل