أعضاء مجلس الأمة يرافعون من أجل تحقيق التنمية المحلية وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن
تمحورت مداخلات أعضاء مجلس الأمة, يوم أمس , في ثاني يوم من مناقشتهم لمخطط عمل الحكومة المعروض عليهم, حول ضرورة تحقيق التنمية المحلية والنهوض بمناطق الظل مع تعزيز القدرة الشرائية للمواطن.
وفي هذا الإطار, أكد عضو المجلس عن الثلث الرئاسي, محمد الطيب العسكري, أن استعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة “يستدعي التنفيذ الجيد لبرنامج رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, وتحقيق التنمية والتقدم على أساس العدالة الاجتماعية, إلى جانب تجسيد مخطط عمل الحكومة على أرض الواقع بتنفيذ المشاريع مع التحكم في زمن التنفيذ وعدم إضاعة الوقت لكسب ثقة المواطن”.كما دعا إلى “ضرورة ضمان الحوكمة الراشدة والعصرنة من خلال إدارة رقمية لكل القطاعات بما يمكن –حسبه– من نجاح التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها”, لافتا من جهة أخرى إلى “أهمية تكييف التكوين المهني مع متطلبات المرحلة القادمة وتوجهاتها”.
من جهته طالب عضو المجلس عن حزب جبهة التحرير الوطني, بوجمعة زفان, ب”استغلال مخطط عمل الحكومة لبناء الوطن وخدمة المواطن في إطار تطلعات الجزائر الجديدة”, معتبرا أن ذلك لن يتأتى إلا “بتخصيص ميزانية أكبر لتحقيق التنمية المحلية”.
كما لفت إلى “ضرورة إيلاء الاهتمام للفئات الهشة والضعيفة وإعفائهم من تكاليف الغاز والكهرباء و الماء مع تدعيمهم في مجال الصحة وتعزيز قدراتهم الشرائية التي انهارت جراء الارتفاع الكبير لأسعار المواد واسعة الاستهلاك, إلى جانب دعم أسعار الرحلات الجوية خصوصا بين الشمال والجنوبي”.
وفي مداخلته, أبرز عضو المجلس عن التجمع الوطني الديمقراطي, علي بلوط, مدى انعكاس تداعيات جائحة كوفيد-19 على المواطن البسيط بعد تعطيل عجلة الاقتصاد, حيث أدت إلى انهيار القدرة الشرائية للمواطنين, مما يستوجب –على حد قوله– “دعم هذه الفئات”.وأضاف في ذات السياق, بأن التكفل بمناطق الظل كان من أبرز التزامات رئيس الجمهورية, داعيا في هذا الشأن إلى “مواصلة الجهود لتحقيق التنمية في هذه المناطق مع احترام تكافؤ الفرص بين كل الجزائريين”.أما عضو المجلس عن حزب جبهة التحرير الوطني, عبد المجيد مختار, فأشار بدوره إلى انعكاسات وباء كورونا على الجبهة الاجتماعية ما زاد من معاناة المواطن أمام الارتفاع الحاد لأسعار مجمل المواد الاستهلاكية, داعيا الحكومة إلى “التدخل السريع ووضع إستراتيجية عاجلة لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش قصد دعم القدرة الشرائية للمواطن”.
من جانبه, أثار عضو المجلس عن نفس الحزب, محمد يحياوي, مسألة التنمية في ولايات الجنوب والهضاب العليا مطالبا “بالإسراع في تجسيد المشاريع مع توفير مناصب الشغل لشباب تلك المناطق”.وبذات الخصوص, اعتبر عضو المجلس عن ذات الحزب, أحمد خرشي, أن مسؤولية بناء الجزائر الجديدة مسؤولية الجميع وفق مخطط مدروس وانخراط جدي, مطالبا ب”الأخذ بعين الاعتبار كافة المشاكل العالقة مع ضرورة الدفع بعجلة التنمية نحو الإقلاع الحقيقي لاسترجاع ثقة المواطن المفقودة”.وبالمناسبة, أخذت الانشغالات المحلية حصتها من مناقشات الأعضاء لمخطط عمل الحكومة, حيث تطرق كل عضو إلى أبرز المشاكل في الولاية التي ينحدر منها وحرص على نقل أهم مطالب سكانها.للإشارة, سيقوم الوزير الأول وزير المالية, أيمن بن عبد الرحمن, بالرد على انشغالات الأعضاء خلال جلسة مساء اليوم برئاسة رئيس المجلس, صالح قوجيل.
م.حسان