
أفغانستان: تسارع وتيرة اجلاء الرعايا الأجانب، بايدن لا يستبعد تمديد الوجود العسكري
تتسارع وتيرة اجلاء الدول الأجنبية لرعاياها من أفغانستان مع سيطرة حركة طالبان مؤخرا على البلاد، وسط احتمال بقاء الجنود الأمريكيين في البلاد بعد 31 أغسطس”، وذلك عشية انعقاد الاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة السبع.
وتتواصل عمليات اجلاء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والمواطنين من أفغانستان ومساعدة العالقين في مطار كابول, بينما ينتظر غدا الثلاثاء انعقاد قمة مجموعة الدول السبع افتراضيا بشأن الوضع في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
وتقوم دول عديدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان كندا وفرنسا والعديد من الدول العربية الاخرى بإجلاء مواطنيها وموظفيها المحليين عبر طائراتها العسكرية, وسط دعوات الى تأمين المرور الآمن للمواطنين الاجانب, حيث تسببت الفوضى العارمة الناجمة عن تدفق عشرات آلاف الأفغان اليائسين إلى مطار كابول, بوفاة سبعة أشخاص.
كما قُتل حارس أفغاني في تبادل لإطلاق النار اليوم الاثنين في مطار كابول ما دفع القوات الألمانية والأمريكية إلى التدخل.وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي , ينس ستولتنبرغ اعلن في وقت سابق أن الحلف يساهم في تأمين مطار كابول للسماح بإجلاء مواطنين غربيين.
اما وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) فقد اكدت اعتزامها إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان من أجل المساعدة في تنفيذ عملية تقليص عدد الأفراد المدنيين في سفارة الولايات المتحدة في كابول بصورة “آمنة ومنظمة” .في غضون ذلك , علقت إدارة مطار /حامد كرزاي/ الدولي في كابول الرحلات التجارية (الشحن) حتى إشعار آخر لإتاحة الفرصة للطيران المدني لنقل المسافرين المغادرين.وذكرت إدارة المطار “إن حركة الطيران التجاري معلقة مؤقتا” بسبب الفوضى والتزاحم الناجم عن رغبة مسافرين بمغادرة البلاد على اثر التطورات السياسية والأمنية الحاصلة في البلاد. واذ كانت شركات طيران إقليمية ودولية قد علقت رحلاتها إلى كابول, فان دول أخرى ايضا حذرت مواطنيها من السفر إلى أفغانستان وسط عمليات الإجلاء الواسعة.
الطالبان تعارض تمديد بقاء القوات الأمريكية
من جهة اخرى, قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن القوات الأمريكية قد تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب في 31 أغسطس لإجلاء الأمريكيين.
وأضاف أن ثمة مناقشات جارية مع الجيش الأمريكي بشأن التمديد, ولكنه أعرب عن أمله بألا تضطر بلاده إلى التمديد, مشيرا إلى أن الأمر منوط بمدى التقدم في عملية الإجلاء.
وقال بايدن -في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض عقب اجتماع مع مستشاريه- إن عدد من تم إجلاؤهم من أفغانستان وصل إلى 33 ألف شخص.وأشار إلى أن الجانب الأميركي أجرى محادثات مع حركة طالبان, مؤكدا أنها تتعاون في تمديد مساحة المنطقة الآمنة حول المطار.وكان الرئيس الأمريكي تعرضه لانتقادات بسبب طريقة تعامله مع الانسحاب حيث حث أعضاء في الكونغرس الامريكي واخرون الإدارة على إجلاء الأمريكيين والأفغان بسرعة لحمايتهم من حركة طالبان.وبعد تلويح مسؤول البيت الابيض, باحتمال تمديد بقاء الجنود الأمريكيين في أفغانستان مع ضغط بريطانيا التي ترأس حاليا مجموعة السبع, قالت حركة طالبان إنها لن تقبل تمديد مهلة انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان التي تنتهي أواخر الشهر الجاري.
وحذر المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان, سهيل شاهين, من أنه ستكون هناك عواقب إذا أخّرت إدارة بايدن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وقال إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لتمديد احتلالها العسكري لأفغانستان.وأضاف أن هذا التمديد سيخلق عدم ثقة بين الحركة والأميركيين, موضحا أنه إذا كان الأميركيون عازمين على استمرار ما وصفه بالاحتلال فسيؤدي ذلك إلى رد فعل.
مجموعة ال7 تجتمع افتراضيا
وعقد قادة مجموعة ال 7 اجتماعا افتراضيا , الثلاثاء لمناقشة الوضع في أفغانستان حيث يبدو أن الخلاف بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين قد اتسع بشأن الانسحاب الأمريكي الذي وصف ب”المتسرع” .
وفي السياق, قالت مصادر في الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيسعى في القمة إلى إقناع الرئيس الأميركي بتمديد مهمة القوات الأميركية إلى ما بعد المهلة المحددة.وقال جونسون في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: “أدعو قادة مجموعة السبع لإجراء محادثات عاجلة الثلاثاء حول الوضع في أفغانستان”.وأكد على ضرورة “عمل المجتمع الدولي معا لضمان عمليات الإجلاء الآمنة ومنع حدوث أزمة إنسانية ودعم الشعب الأفغاني لتأمين مكاسب السنوات العشرين الماضية”.وقال وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين أجريا محادثات بهذا الشأن مع نظيريهما الأميركيين أمس.
وأشار إلى أن هذا القرار لن يتخذ في واشنطن فحسب, بل يجب أن توافق عليه حركة طالبان أيضا.وقال هيبي أنه إذا لم تكن هناك إمكانية للتمديد إما بسبب غياب الإرادة الدولية أو احتمال رفض طالبان فإن على بريطانيا إنهاء عملياتها بنهاية الشهر الجاري. وأكد على ضرورة “عمل المجتمع الدولي معا لضمان عمليات الإجلاء الآمنة, ومنع حدوث أزمة إنسانية, ودعم الشعب الأفغاني لتأمين مكاسب السنوات العشرين الماضية”.وفي واشنطن, أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الرئيس جو بايدن سيشارك في القمة الافتراضية.وقالت في بيان: “خلال القمة الافتراضية سيناقش بايدن مع القادة مواصلة التنسيق و التعاون الوثيق بشأن أفغانستان وخاصة إجلاء الرعايا الاجانب والأفغان الذين وقفوا معنا على مدار العقديين الماضيين وغيره من الأفغان المستضعفين”. وذكرت أن قادة مجموعة السبع سيناقشون خطط تقديم الدعم للاجئين الأفغان.