أفغانستان: تواصل عمليات الاجلاء وسط إجراءات أمنية مشددة
تتواصل عمليات الإجلاء في أفغانستان وسط إجراءات أمنية مشددة, عقب الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف محيط مطار كابول, قبل يومين.وتم استئناف رحلات الإجلاء من أفغانستان, بشكل عاجل, الجمعة, بعد يوم من التفجير الانتحاري على المطار, حيث قال مسؤول أمني غربي في مطار كابول, إن “عمليات إجلاء المدنيين من كابول تسارعت, بعد الهجومين”, مشيرا إلى أن “الرحلات الجوية تقلع بانتظام”, في انتظار أن يتم الإجلاء قبل 31 أغسطس المقبل تاريخ انتهاء انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
يأتي ذلك, بينما أكد الجيش الأمريكي أنه وجه ضربة بطائرة مسيرة في شرق أفغانستان أمس لعضو بتنظيم “داعش” الإرهابي مسؤول عن التخطيط, في الوقت الذي استمرت فيه عمليات الإجلاء تحت مراقبة مشددة.وكانت عديد الدول قد نددت بالهجومين اللذين استهدفا الخميس محيط المطار, وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 103 أشخاص من بينهم 13جنديا أمريكيا وإصابة 158 آخرين.
وفي السياق, طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, أعضاء مجلس الأمن الدولي بعقد قمة لمناقشة الوضع الأمني في أفغانستان.وقال المتحدث باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان الأممي, روبرت كولفيل, إن الهجوم الإرهابي على المطار, كان خطوة مروعة من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق والشام وخراسان, موضحا أنه كان مصمما خصيصا لإحداث مذبحة وقد تسبب في حدوثها بالفعل.وأضاف كولفيل, في بيان أن الهجوم كان محسوبا لقتل وتشويه أكبر عدد ممكن من الأشخاص المدنيين (أطفال ونساء وأباء وأمهات) , مضيفا أنه كان اعتداء شنيعا على المدنيين اليائسين.
من جهته, توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن, الإرهابيين بالمطاردة ودفع الثمن باهظا.ففي خطاب ألقاه في البيت الأبيض, قال بايدن “لأولئك الذين نفذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنى الضرر لأمريكا, اعلموا هذا: لن نسامح. لن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن”. كما دعت الولايات المتحدة رعاياها المتواجدين في عدد من بوابات المطار إلى مغادرتها فورا.
بدورها, لفتت الرئاسة الروسية إلى أن هذه الهجمات تؤكد صحة التنبؤات المتشائمة بخصوص تطورات الوضع في أفغانستان. ودعت موسكو العالم بأسره للضغط على السلطات الأفغانية الجديدة, لحضها على إقامة حوار بين الأفغان, حوار شامل.وأعلن رئيس الوزراء البريطاني, بوريس جونسون أن بلاده “ستواصل” عملية إجلاء رعاياها والمواطنين الأفغان على الرغم من الهجوم الذي قال “كنا نتوقعه”, مضيفا “سنواصل هذه العملية, ونحن الآن نقترب من نهايتها على أي حال”.
كما استنكرت دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج والسويد وبولندا وتركيا الهجوم, واصفة ما جرى بأنه “مأساة مروعة”.وأدانت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد” بشدة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابول”.دول عربية عديدة استنكرت بدورها, و”بشدة “ما شهدته كابول من “عمل إرهابي آثم يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية”, معربة عن ” تطلعها لعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى أفغانستان”.
أعمال العنف تعرقل جهود السلام
من جهة أخرى, أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير, أن العنف والإرهاب والوضع الأمني غير المستقر والخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين في أفغانستان تعرقل جهود السلام والمصالحة بقيادة أفغانية وهي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في البلاد.كما أشارت الرئاسة الروسية إلى أن هذه الهجمات تؤكد صحة التنبؤات المتشائمة بخصوص تطورات الوضع في البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف, “للأسف يؤكد ذلك صحة التنبؤات المتشائمة القاضية بأن الجماعات الإرهابية التي تنشط في أفغانستان وبالدرجة الأولى التنظيم الإرهابي لن تتوانى عن استغلال الفوضى التي ظهرت في هذا البلد”.وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, أن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني قد يفرون من الأزمة في بلادهم, وناشدت الدول المجاورة إبقاء حدودها مفتوحة لمن يبحثون عن الأمان.وقالت كيلي كليمنتس, نائبة المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين “فيما يتعلق بالأعداد فإننا نعد لنحو 500 ألف لاجئ جديد في المنطقة (…) هذا أسوأ سيناريو”.وأضافت أنه على الرغم من أننا لم نشهد تدفقات كبيرة من الأفغان في هذه المرحلة, إلا أن الوضع داخل أفغانستان تطور بسرعة أكبر مما توقعه أي شخص.
وذكر عاملون بالمجال الإنساني في الأمم المتحدة, إن الأزمة الإغاثية في البلد تتدهور بسرعة, حيث يعاني 12.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 735 ألف شخص عادوا إلى البلاد هذا العام من إيران وباكستان ودول أخرى وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وأصبح 550 ألف شخص آخرين نازحين داخليا منذ يناير الماضي.وأفاد بأن “الاحتياجات الإنسانية من المتوقع أن تتدهور أكثر في النصف الثاني من العام بسبب الجفاف”, مضيفا أن غالبية ال12.2 مليون شخص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد سيتأثرون أكثر بالجفاف. وأوضح العاملون في المجال الإنساني أن سوء التغذية الحاد الوخيم زاد بنسبة 16 بالمئة, مما أثر على 900 ألف شخص, وزاد سوء التغذية الحاد المعتدل بنسبة 11 بالمئة, ليصيب 3.1 مليون طفل.