الثقافة

إفتتاح معرض “السيراميك العصري” للفنان التشكيلي بشير مداحي بالجزائر العاصمة

إفتتح مساء يوم السبت بالجزائر العاصمة معرض “السيراميك العصري” للفنان التشكيلي بشير مداحي الذي إستحضر بلمسة عصرية ومن خلال مجموعة من الأعمال الفنية بديعة التصاميم والأشكال عناصر من تراث وتقاليد الممارسة الفنية الجزائرية.

ويضم المعرض, الذي تنظمه الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف بالحامة, قرابة 40 عملا فنيا خزفيا تزيينيا عرضت بجمالية وبتسلسل أنيق وفق سينوغرافيا دقيقة وتوزيع ضوئي بديع مع إعطائها طابعا عصريا على غرار مزهريات وأباجورات (مصابيح كهربائية للإضاءة) بتصاميم تمازج التقاليد بالحداثة, وكذا فوانيس مضيئة وقارورات ومنحوتات نصفية وشمعدانات وقطع أخرى من الدعائم موجهة للتزيين تستعمل في الديكور الداخلي, بأحجام وأشكال مختلفة.

ويقدم في هذا الإطار بشير مداحي في معرضه الأول الخاص بالخزف المعاصر مجموعة ثرية من التحف تخص سلسلة قارورات بأحجام طويلة مختلفة مطعمة بعناصر جمالية, وكذا أباجورات وحاملات فوانيس الإضاءة بتصاميم متعددة إلى جانب منحوتات ومجسمات خزفية بديعة تترجم تنوع تقنياته ومواضيعه الفنية.

وتعكس مختلف التصاميم الخزفية والفخارية موهبة فنية لهذا المبدع الشاب في تطويع مادة الخزف الأبيض والأحمر على حد سواء, والذي يقدم أعماله الفنية المبتكرة لأول مرة أمام الجمهور, أين يبرز اجتهاده في إبداع أعمال من الخزف والفخار وهي أرقى الفنون التطبيقية بروحه المجددة على مستوى التصاميم والأشكال والمواضيع حيث حاول المزج بين رؤيته الفنية الحداثية والوظيفة الاجتماعية لتحفه.

وقد أبدى الجمهور اهتماما بالغا بالأعمال المعروضة وبشغف هذا الفنان بتصميم أعمال فنية ذات وظائف تزيينية تضفي على الفضاء رونقا ومعنى وجمالية, وهي أبعاد تؤكد بحثه الحثيث لتجديد رؤيته الفنية بجماليات وقاموس لوني يطغى عليه اللون الأبيض المتدرج ودعمها بتفاصيل تعكس شخصيته الإبداعية الواعية وسعيه لتطوير الفن المعاصر في الجزائر.كما تمنح الأعمال الفنية المعروضة للجمهور فرصة اكتشاف تجربة مغايرة في الفضاء الفني الجزائري من خلال انتقائه واختياره لتصاميم فنية هندسية مجددة واهتمام أيضا بتفصيل الجسم البشري وتركيباته وأجوائه النفسية.

و بالمناسبة, أعرب الفنان عن سعادته بافتتاح هذا المعرض الأول, الذي يتواصل لغاية 30 يونيو الجاري, والذي يهدف من خلاله إلى “التعريف بموهبته في مجال الخزف المعاصر برؤية وأسلوب فني خاص معتمد على تقنيات وأدوات معينة, وسعيه لتجديد هذا التوجه الفني, حيث يعمل على تصميم أعمال فنية بلمسته الخاصة”, معتبرا أن “علاقته بالخزف متجذرة وقوية”, وأنه “مولع جدا بتطويع مادة الطين منذ بداياته, حيث اختار دراسة هذا التخصص الفني للحفاظ على هذا الموروث الثقافي ولاستمرار تقاليد هذا الفن الجزائري العريق بروح مجددة ومغايرة حداثية”, مضيفا أن المعروضات “أنجزها بلمسة من التجديد واللمسة الشخصية دون المساس بأصالة هذه الحرفة العريقة”.

وتخرج الفنان بشير مداحي, وهو من مواليد 1993 بولاية البليدة, من ملحقة مدرسة الفنون الجميلة لعزازقة بولاية تيزي وزو تخصص فن الخزف/ السيراميك (2016- 2020) ليتفرغ بعدها للمشاركة في العديد من الورشات الفنية المتخصصة في الخزف المعاصر ليعزز مهاراته وتقنياته في المجال وهو ما ألهمه ولوج تجربة صياغة تصاميم برؤية حداثية وبخيال واسع و نابض وفق أدوات الفن التشكيلي المعاصر.

ق.ث/الوكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى