حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في دورتها السابقة في قضية تكوين جمعية أشرار، السرقة بتوافر ظروف التعدد، استحضار مركبة والتهديد بالعنف و جنحة سوء استغلال وظيفة، المتابع فيها 7متهمين من بينهم شرطي،كما لا يزال اثنين منهم في حالة فرار، حيث قضت برفع عقوبة الشرطي (ب.رضوان) من 10الى 12 سنة سجنا نافذا و بمعاقبة كل من (م.علي)،(ب.نور الدين)، (ب.حسين)،ب 7سنوات سجنا نافذا و ب 3سنوات سجنا ضد (ب.سمير).و تجدر الاشارة انه سبق ادانة المتهمين الفارين(ب.كمال)،(م.عبد الحق) غيابيا بالسجن المؤبد.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ الخامس جانفي من سنة 2018 في حدود السابعة مساءا لما تقدم شخصين الى المناوبة المركزية للأمن الولائي بوهران، وأبلغا عن تعرضهما للسرقة بحي السعادة بوهران داخل مركبة تحت طائلة التهديد بواسطة سلاح ناري (مسدس) من طرف خمسة أشخاص كانوا على متن مركبة من نوع كيا بيكانتو رمادية اللون ، واستولوا على مبلغ مالي قدره 100 مليون سنتيم ولاذوا بالفرار،ليتم فتح تحقيق في القضية و بسماع الشاكي (ح.إ) اضاف انه في حدود منتصف النهار تنقل رفقة صديقه (ع.ر) من مدينة غليزان الى مدينة وهران على متن المركبة من نوع لوقان ،بغرض شراء مركبة فيما كان صديقه يرغب
في شراء بعض الملابس لأصدقائه ،وكشف على انه قبل ذلك كان قد تحدث مع (ب.نورالدين) الذي تعرف عليه بواسطة مرافقه وأبلغه عن رغبته في شراء مركبة ،كما أبلغه بوجود واحدة معروضة للبيع من نوع كيا بيكانتو ملك لأحد أصدقائه ،وبوصولهما إلى وهران هاتف (ب.نور الدين) ليدله على المركبة المراد شراءها ، وتوجهوا الى حي الكميل للقاء صاحبها وراح هذا الأخير يوجههما الى الأزقة الضيقة ،فلمح السيارة المراد شراءها حسب الأوصاف المذكورة التي تجاوزتهم ثم قام سائقها بغلق الطريق أمامهم وكان من بين أولئك الأشخاص شخص يحمل مسدسا ناريا بيده، وأشهره في وجوههم وتلفظ بعبارات (شرطة ، شرطة وين راهم لكاشيات ) ،وقام أولئك الأشخاص بتفتيشهم وقام السائق بتفتيش جيبه وسلب منه 3 ملايين سنتيم ،فيما قام شخص آخر كان يحمل أصفادا تبدوا انها تابعة لمصالح الأمن الى التوجه مباشرة الى صديقه (ع.ر) الذي كان يضع تحت كرسيه محفظة بنية اللون متوسطة الحجم كان بداخلها 100 مليون سنتيم واستولوا عليها ولاذوا بالفرار على متن السيارة من نوع بيكانتو سالفة الذكر سالكين الأزقة الضيقة ، وقدم أوصافا عن الشخص الذي كان يحمل المسدس بيده،وعن الشخص الذي كان يحمل الأصفاد ، وأكد الشاكي أن (ب.نورالدين) هو من استدرجه لسرقته بحجة أنه كان يدلهما على الأزقة وفي نفس الوقت كان يتحدث عبر الهاتف مع الشخص الذي كان من المفروض أن يبيعه المركبة وأصر على متابعة الفاعلين قضائيا، و هذا ما أكده مرافق الشاكي.كما تم سماع المشتبه فيه (ب.نور الدين) الذي تقدم رفقة الضحيتين لتقديم الشكوى.
المتهمون يجمعون أن الصفقة تعلقت بالمهلوسات..!!
و بعد توجيه له الاتهام كشف أنه التقى ب(ع.ر) بقصر المعارض وطلب منه التوسط له من أجل شراء كمية من الأقراص المهلوسة على أن يمكنه من مقابل مالي نظير ذلك ،فاتصل بقريبه (ب.حسين)المدعو امين جانيتو وعرض عليه الفكرة ووافق عليها ،ثم عاد الى الاتصال به بتاريخ الواقعة واستفسره عن الكمية المطلوبة ثم حدد لقاءا مع (ع.ر) و(ح.ا) الذي يعرفه عن طريق الهاتف ،وهاتف قريبه أمين على خطه وطلب منه التوجه إلى حي الكميل وانتظاره قرب مقر البلدية ولحق به وتفاهموا على كمية الأقراص و سعر العلبة الواحدة وبدأوا في عد المبلغ المالي،وحينها طلب (ح.ا) من قريبه أمين أن يشتري منه 10 علب من الأقراص المهلوسة المعروفة باسم (صاروخ) مقابل 18 ألف دج للعلبة لواحة فرفض سالف الذكر ، وبعد انتهائه من عد المبلغ أجرى قريبه مكالمة هاتفية ،مع المدعو سمير ،وبعد نصف ساعة التحق بهم وهو يحمل كيسا بلاستيكيا أحمر اللون ،وحينها توقفت سيارة من نوع بيكانتو ونزل منها ثلاثة أشخاص وبقي سائقها داخلها وتقدموا منهم وكان أحدهم يحمل شيئا أسودا لم يستطع تبينه ان كان مسدسا أم لا ،وراحوا يصرخون بعبارة (شرطة وين راهم الكاشيات) وأخذ أحدهم الحقيبة التي كان بداخلها المبلغ المالي ، واقتادوا المدعو سمير معهم على متن مركبتهم ،وانصرفوا وحاولوا اللحاق بهم غير أنهم لم يتمكنوا ،وبعد توجههم الى مقر الأمن الولائي لمح جهاز هاتف نقال بالمقعد الخلفي يخص قريبه (ب.حسين) ولم يخبر صديقه (ع.ر) ولا (ح.ا) بذلك،وانتهى في افاداته الى أنه ينفي علمه بأن قريبه خطط لسرقة الضحيتين.
و قد أسفر التحقيق عن كشف عن باقي عناصر العصابة من بينهم الشرطي الذي انكر في بادئ الامر ما نسب اليه و بعد مواجهته بكشف المكالمات بينه و بين المشتبه فيهم، اعترف باقتراف السرقة بمشاركة صديقه (م.علي) والمدعو الألماني (ب.كمال) واقترح عليه هذا الأخير فكرة السطو والاستيلاء على مبلغ مالي معتبر من أشخاص غرباء عن مدينة وهران ،وأكد له بانهم بصدد اجراء عملية تجارية غير شرعية في الأقراص المهلوسة ، مؤكدا أنه ألح عليه بأن أولائك الأشخاص من المستحيل أن يقدموا شكوى كون الأمر متعلق بقضية
مؤثرات عقلية ،مقترحا عليه إشهار مسدسه فقط لترهيب وتخويف الضحايا فوافق ، خاصة وأن صديقه (م.علي) كان سيشاركهما في العملية باستعمال سيارته وكان يتحدث مع شخص يدعى أمين كان برفقة الضحايا طالبا منه الالتقاء بحي بريني كونه خالي من المارة مما يسهل عملية الانقضاض عليهم ، وأكد أنه علم من خلال الاتصالات الهاتفية بأن المدعو أمين له شريك مندس ضمن الضحايا ،وتم تنفيذ العملية بسرعة واخراج المدعو أمين من المركبة من نوع لوقان والحقيبة التي كان بداخلها المبلغ المالي يجهل مقداره ، وتم اقتياده الى المركبة بيكانتو على أساس أنه تم توقيفه ،وبتوجههم قرب مقر الحماية المدنية أنزلوا المدعو أمين دون تسليمه نصيبه من المال المسروق ،وتم الاتفاق على تقسيم المال دون علمه بقيمته ،وعند انزاله في حي اللوز رجع اليه فيما بعد كل من المدعو علي وكمال وسلماه مبلغ 24ألف دج نصيبه من العملية.
خلال جلسة المحاكمة تراجع المتهمين عن تصريحاتهم التي أدلوا بها عبر جهات التحقيق،حيث أجمع اغلبهم ان العملية تعلقت بصفقة مهلوسات و ليست سيارة و تم توقيفهم، في حين البعض الآخر أنكر علاقتهم بالقضية من بينهم الشرطي.
من جهته الضحية كشف انه تمت متابعته عن جنحة محاولة شراء الأقراص المهلوسة حيث استفاد من البراءة.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثوب التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 15 سنة سجنا، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب