
عبرت الأحزاب السياسية الفائزة بمقاعد البرلمان في تشريعيات 2021 عن نيتها الكاملة للمساهمة في التغيير و بناء جزائر جديدة وفق مؤسسة نابعة من إرادة الشعب .وفي هذا الإطار أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى يوم أمس الأربعاء أن الانتخابات منحت حزب جبهة التحرير الوطني أكثر من ربع مقاعد البرلمان بكل حرية وشفافية واعتبرها مباركة لتجديد وازدهار هذا الحزب ودعا في السياق ذاته كل رؤساء الأحزاب السياسية للتعاون من أجل بناء الجزائر وفق الإصلاح الديمقراطي و الترفع عن كل الحسابات الشخصية الضيقة للذهاب نحو عملية البناء المؤسساتي و العمل لصالح الشعب الجزائري.
من جانبه رحب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني بالنتيجة المتحصل عليها معتبرا أن ما أسفرت عنه الانتخابات التشريعية لبنة كبيرة لبناء الجزائر الجديدة وفق مؤسسة نابعة من إرادة الشعب بعد قطع الطريق على كل المشككين في استمرار وتقدم الجزائر وأردف قائلا : “نحن نسير بخطى ثابتة نحو بناء الجزائر بمؤسساتها الجديدة ودستورها الجديد ونيل ثقة الشعب الجزائري وفي نفس الوقت هي مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقنا.”
زيتوني:”يجب إعادة النظر في قانون الانتخابات واقتراح نظام جديد وطريقة جديدة لمراقبة”
هذا و وعد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني بالعمل على إعادة النظر في قانون الانتخابات واقتراح نظام جديد وطريقة جديدة لمراقبة الانتخابات وتنظيمها.وأرجع زيتوني في ندوة صحفية له اليوم، العدد الهائل للأوراق الملغاة إلى صعوبات الاختيار ضمن النمط الجديد القائم على القائمة المفتوحة، بالإضافة إلى قلة التجربة.وثمن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، نتائج حزبه التي حققها في الانتخابات التشريعية، معتبرا أنها نتائج إيجابية جدا، و”النجاح الذي حققناه نجاح حقيقي، والأرندي الجديد سيدخل قبة البرلمان بأفكار وورشات جديدة.”وقال زيتوني بأنه قام رفقة مناضلي الأرندي بتخليص قيادة الحزب من العصابة سنة 2012، لكن قرارات الرئاسة آنذاك أرجعت قيادات العصابة من جديد.
وتحدث طيب زيتوني عن وجود لوبيات أجنبية استخدمت أبواق داخلية لتعطيل بناء مؤسسات الجزائر الجديد، قائلا: “لوبيات أجنبية استخدمت أبواق داخلية وأجندة لندخل في فراغ سياسي ودستوري، وأهنئ الشعب الجزائري أننا وضعنا اللبنة الكبيرة في بناء الجزائر الجديدة، واليوم اكتمل البناء المؤسساتي للدولة الجزائرية”.
بلعيد: الانتخابات أفرزت الخريطة السياسية الحقيقية
أما جبهة المستقبل المتحصلة على 48 مقعدا أكدت هي الأخرى على لسان رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، إن الانتخابات التشريعية جرت في جو هادىء إلا في بعض المناطق، معتبرا أن الخروقات كانت معزولة.ورغم اعتراف بلعيد في ندوة صحفية نظمها اليوم بفندق الجزائر أن المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المواطن أثر على نسبة المشاركة يوم 12 جوان، إلا أنه أكد أنها نسبة متوسطة موضوعية، واعتبر بالمقابل أن الانتخابات التشريعية أفرزت الخريطة السياسية الحقيقية.وفي اجابته على سؤال لـ”سبق برس” حول إمكانيته دخول جبهة المستقبل في الحكومة القادمة رد بلعيد: ” سيكون هنا حوار مع باقي الاحزاب حول موضوع الحكومة”.ومن جهة أخرى اتهم رئيس جبهة المستقبل من أسامهم بـ ” المتطرفين في منطقة القبائل” بفرض رأيهم عبر القوة والعنف وممارسة الإرهاب ضد المواطنين يوم الاقتراع.وتابع: ” منطقة القبائل جزء من الجزائر وأغلبيتها الساحقة متشبثة بالوحدة والازمة تحل بالحوار وعلى السياسيين تحمل مسؤولياتهم”.
الخريطة الحقيقية هي أن تبدأ في مفاوضة العصابة على استرداد الأموال التي نهبتها للخزانة العمومية،هذه هي خريطة الطريق التي ينبغي أن تكشف خيوطها من الآن طالما صرت رقما صعبا في الحياة السياسية الجديدة في الجزائر الجديدة،جزائر يغلب عليها الجنون بفنون-أو كما زعم بوكروح-
من جهته اعتبر نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان أن الحزب حقق قفزة نوعية بعد فوزه ب 40 مقعدا وهو ما اعتبره احتضانا حقيقيا من الشعب الجزائري لحركة دخلت غمار هذا المسار واستطاعت أن تترشح في كل الدوائر الانتخابية .أما الأمين العام لجبهة الحكم الراشد عيسى بلهادي فقد أرجع تحصل حزبه على ثلاثة مقاعد إلى نسبة المشاركة التي تعكس طبيعة الوعاء الانتخابي مضيفا أن تحديات المستقبل في الانتظار لإنجاح ترشيد مسار الانتقال الديمقراطي. “
مقري: “حققنا نتيجة تاريخية في التشريعيات وأصبنا خصومنا الإيديولوجيين بالحسرة”
في حين قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، يوم الأربعاء، خلال ندوة صحفية، نشطها حول نتائج تشريعيات 12 جوان. إن حزبه حقق نتيجة تاريخية في التشريعيات، مما أصاب من أسماهم بالخصوم الإيديولوجيين بالحسرة.وصرح مقري “حسرة كبيرة أصابت خصومنا الايديولوجيين في الجزائر وما قرأناه في صفحاتهم. وكذلك مما سمعناه في بعض الفضائيات أحدها فرنسية. والتي قالت نأسف كثيرا على صعود حزب سياسي ولو أنه معتدل ولكنه يناضل ضد استعمال اللغة الفرنسية في الهيئات الرسمية”.
وأضاف رئيس حركة مجتمع السلم “نجاح حركة مجتمع السلم في التشريعيات هو نجاح للجزائر. ونجاح لي لأنني تحملت مع إخواني عناء لا يخطر على بال. وتحملت من التهديدات والضربات والمؤامرات بكل أنواعها ما لا يخطر على البال. من أجل ضرب الحركة بضرب رمزها”.
جاب الله يحمّل مناضلي حزبه جزء من مسؤولية خسارة التشريعيات
هذا و أرجع رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، خسارة تشكيلته السياسية في الانتخابات إلى أسباب وصفها بالداخلية والموضوعية، يتحمل جزء مسؤوليتها –حسبه- إطارات ومناضلو حزبه. وقال جاب الله خلال كلمة له عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، أن الكثير من إطارات حزبه ومناضليه لم ينضبطوا بقرار مجلس الشورى الوطني المتعلق بالمشاركة في الانتخابات، مضيفا بأن بعضهم رفض الانصياع لهذا القرار ولم يعمل على جمع التوقيعات لاستمارات الترشح وكذا مقاطعة الانتخابات، إلى جانب عدم المشاركة في الحملة الانتخابية بالنسبة للبعض الآخر، وهو الأمر الذي يتعارض حسبه مع الانضباط الحزبي المطلوب.من جهة أخرى، برر المتحدث مقاطعة المواطنين للانتخابات، قائلا: “المواطنون سكنهم اليأس من جدوى الانتخابات وفاعليتها ومن إمكانية أن يقع إصلاح للأوضاع عبر خيار المشاركة في الانتخابات”، محملا نظام الحكم انتشار هذا اليأس.وفي سياق آخر، دافع الرجل الأول في جبهة العدالة، عن خيار مشاركة حزبه في التشريعيات، بقوله: “مشاركتنا في الانتخابات لا تعني أننا زكينا النظام، ومثل هكذا كلام جهل وتجاهل للحقيقة وغلطٌ لتاريخ الناس والرجال”.
وأضاف: “سعينا لنكون ضمن مؤسسات الدولة طلبا للإعذار عند الله ونسعى في الإصلاح وتبليغ ما يجب تبليغه، ونقد ما يجب نقده.”وقال عبد الله جاب الله، إننا خضنا المعركة الانتخابية التشريعية بكل شرف، علم، موضوعية ونزاهة، وقدمنا من الرؤى والتصورات للشعب الجزائري ما هو في أمس الحاجة إلى ذلك.
م.حسان