Non classé

الأسبوع العلمي الوطني: كفاءات طلابية تتطلع لإبراز مواهبها و تحقيق طموحاتها من أجل مستقبل أفضل

شكل الأسبوع العلمي الوطني المنظم بكلية الطب بجامعة الجزائر1, فرصة سانحة لاكتشاف مواهب و أفكار مبتكرة لطلبة شباب “تميزوا” في مجالات تخص استخدامات التكنولوجيات الحديثة و الرقمنة, في محاولة من هؤلاء لإبراز إمكاناتهم و قدراتهم و تعبيرا منهم عن رغبتهم في تقديم كل ما يمكنهم تقديمه من أجل مستقبل أفضل.

وحظيت أجنحة الأسبوع العلمي الوطني المنظم من قبل وزارة التعليم العالي و البحث العلمي (من 17 الى 20 مايو الجاري) و الذي تحتضنه كلية الطب بجامعة الجزائر 1 بإقبال معتبر من الطلبة المهتمين بمجالات استخدامات التكنولوجيات الحديثة بما فيها تلك المتعلقة بالتطبيقات الرقمية, و يتبادل الجميع من زوار و منشطي الاجنحة – كما لوحظ بعين المكان- الافكار و الحديث و المعلومة, في أجواء شبانية مميزة القاسم المشترك فيها رغبة متعطشة لاكتساب و تبادل الخبرات و أحلام و طموحات بمستقبل أفضل.

و عن جامعة الأغواط ممثلة في النادي العلمي “الواحة الرقمية” بكلية العلوم قسم الإعلام الآلي, تحدث كل من الطلبة زاد الخير علي و ريان أيوب و عامر مازن  إلى وأج عن مشاركتهم في فعاليات الأسبوع العلمي الوطني و الذي كان من خلال اعدادهم و تقديمهم لمنصة الكترونية حملت اسم “الصحة الالكترونية و القوافل الطبية عبر مناطق الظل”, حيث أكد الطلبة الثلاث أن تفكيرهم في هذه المنصة جاء للمساهمة في خلق قاعدة بيانات رقمية لن تتغير بتغير الاطباء المتنقلين إلى مناطق الظل, فتبقى بذلك معطيات ساكني المناطق النائية محفوظة بشكل يضمن تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لهم.

و أضاف الطلبة أنهم يأملون في أن يتم تبني فكرتهم من قبل مصالح وزارة الصحة و غيرها من الهيئات المعنية بتنظيم قوافل المساعدات الطبية لتشمل كافة مناطق الوطن, مؤكدين أنهم حرصوا من خلال اعدادهم لتلك المنصة على استحداث و توفير كل ما يتوقع الطبيب المعالج الحصول عليه عند اطلاعه على الملف الطبي لمريضه, و هم مستعدون لتطوير تلك المنصة بشكل مستمر بحسب ما تقتضيه المعطيات الميدانية.من جهتهم,عبر منتسبو النادي العلمي للإعلام الآلي بقسم الإلكترونيك و الإعلام الآلي بجامعة هواري بومدين بباب الزوار بالجزائر العاصمة, عن شغفهم بتصميم كل ما يتعلق بتطبيقات الالعاب الالكترونية و التي يمكن أن تصبح قاعدة لمؤسسات ناشئة بمعايير عالمية, بالنظر الى ما يعرفه هذا المجال من تطور “مذهل” بصفة مستمرة, قائلين أنهم مستعدون لخوض غمار منافسات دولية في المجال من خلال ما تمكنوا لحد اليوم من انجازه.و في هذا الخصوص, قالت الطالبة مرسلي نادين أن مشاركة النادي (ميكرو كلوب) في المسابقة الوطنية لتحدي الالعاب الالكترونية و تمكن فريقها من تحقيق المرتبة الاولى في تلك المنافسة في طبعة 2017, أعطاهم رغبة جامحة في التقدم لمنافسات دولية في ذات السياق, معتبرة أن تصميم مثل هذه الالعاب بصبغة جزائرية و ايصالها للعالمية هو بمثابة الحلم الذي يطمح جميع أعضاء الفريق لتحقيقه.

و عن ذات النادي العلمي, تحدث الطالب شيخي سفيان الذي قال أن ناديهم يضم “عديد الطلبة الاكفاء الذين تمكنوا من تصميم عديد التطبيقات التي تخص مجالات مختلفة و لا تقتصر على مجال الالعاب الالكترونية, و قد تم اعتماد تلك التطبيقات من قبل هيئات رسمية”.و أضاف الطالب شيخي ”قدمنا منتجا رقميا عملنا لفترة عليه و اجتهدنا ليكون متكاملا و قد حظينا بفرصة استخدامه من قبل هيئة رسمية, لكننا فوجئنا لاحقا بعدم متابعة مشروعنا, و هو ما أحبطنا قليلا, لكننا نامل في أن يتم تدارك الامر و أن يحظى هذا المشروع بالرعاية التي يستحقها”.

منصة رقمية أخرى عمل عليها النادي و طورها بشكل كامل موجهة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة, منصة تحمل اسم “سندي”, يقول ذات المتحدث, مضيفا أن كل الفريق ينتظر منذ فترة أن تقوم الجهة الرسمية التي بادرت إلى تبني هذا المشروع الانطلاق في استخدامه لاسيما و أنه توفر على كل الشروط اللازمة من أجل استخدامه الفوري.و إضافة إلى الافكار المختلفة التي قدمتها النوادي العليمة للجامعات الجزائرية من خلال أجنحة فعالية الاسبوع العلمي الوطني, شكلت مراكز البحث المتخصصة خلال هذه التظاهرة فضاء مميزا لتقريب هذه الهياكل من الطلبة و تعريفهم بما تقدمه من خدمات مختلفة.

و في هذا السياق, استقطب جناح مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية التابع للمديرية العامة للبحث العلمي و التطوير لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي, عشرات الطلبة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بكل ما تعلق بصناعة الطائرات المسيرة عن بعد, و التي عرضت على الجمهور العام موسومة بالراية الوطنية و حاملة لاسم “آمال”.

و ممثلا عن المركز, قال الدكتور و الباحث في الاليكترونيك, تابركيت محمد الأمين, في تصريح لوأج, أن المنصة التكنولوجية بالمركز تقدم ضمن واحدة من مهامها المتعددة, صناعة نماذج للطائرات المسيرة عن بعد, ليتم تقديمها كوسيلة جد مهمة في عالم الرقمنة عن طريق التقاطها في مساحات صغيرة أو كبيرة لصور ثلاثية الأبعاد.و يمكن أن تستغل تلك الطائرات في مجال الزراعة الذكية, كما قال, مشيرا إلى نموذج الطائرة التي تحمل “آفاق ”, التي توظف لحماية الموارد المائية عن طريق استعمالها في كل ما تعلق بعمليات الري المحدد, و كذا بالنسبة للحفاظ على البيئة و المحيط من خلال استعمالها في تحديد المواقع بالمساحات المزروعة و التي تحتاج إلى المبيدات دون مواقع أخرى.و أضاف الدكتور تابركيت أن تنويع نماذج الطائرات المسيرة التي يتم تصميمها على مستوى المركز يأتي انطلاقا من الاستعمالات التي ستوجه لها. و يتم حاليا في هذا السياق العمل مع مصلحة المخاطر الكبرى التابعة لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية و المديرية العامة للحماية المدنية و المديرية العامة للغابات من أجل تطوير نموذج طائرة مسيرة عن بعد سيتم توظيفها لمحاربة حرائق الغابات بمستشعرات دقيقة لمراقبة قريبة و سهلة للمناطق الغابية من أجل ضمان التدخل السريع في حالة نشوب أي حريق, و ذلك تبعا لمخلفات سلسلة الحرائق التي شهدتها الجزائر سنة 2020.

و إلى جانب عرض تلك النماذج من الطائرات, قدم مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية نموذجا خاصا بتوزيع المحلول المعقم للأيدي لتفادي الاصابة بفيروس كورونا, و الذي تزامن تصميمه مع انتشار الفيروس في البلاد السنة الماضية -كما يقول الدكتور تابركيت, مضيفا أنه “تم الحرص في النموذج الذي تم تصنيعه على توفير كل سبل الحماية لمستخدميه من الفيروس, اضافة الى مراعاته لظروف ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يمكن الاستفادة من هذا النموذج للجميع و بصفة سليمة و سريعة في نفس الوقت”.و تبقى أجنحة هذا الفضاء العلمي التي تنوع مضمونها بتنوع أفكار الطلبة القادمين من مختلف جامعات الوطن, واجهة و نافذة مشرقة على كفاءات واعدة تنتظر الاهتمام بها و توجيهها لتحقيق و تجسيد أفكارها في الميدان بشكل يسهم في تحسين مناحي الحياة المختلفة على جميع الاصعدة.

يشار إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنظم و لأول مرة هذا الاسبوع العلمي الوطني حول موضوع ” الرقمنة وتطبيقاتها” بهدف تعزيز الثقافة العلمية وتثمين منتوجات البحث العلمي في مجال الرقمنة.ويشارك في هذه المبادرة العلمية أساتذة وطلبة ينتمون إلى 30 مؤسسة جامعية و5 مراكز بحث متخصصة في مجال الرقمنة, فضلا عن مشاركة مختصين دوليين في مجال الرقمنة وذلك عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد. كما يتضمن برنامج هذه الفعالية العلمية إلقاء محاضرات تعنى بموضوع استخدامات الرقمنة في التخصصات العلمية, على غرار الطب والمالية, علاوة على تنشيط ندوات فكرية بهدف تبادل التجارب بين أعضاء الأسرة الجامعية.

ق.ح/الوكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى