الثقافة

الأستاذ عبو محمد :”اخفاء تاريخ الشهيد زدور ابراهيم … هو نسيان عمدي ماكر”

احتضن أول أمس  المسرح الجهوي لوهران عبد القادر علولة، مراسيم إصدار كتاب الشهيد زدور إبراهيم بلقاسمم، بحضور مجموعة من الكتاب على رأسهم الأستاذ و الوزير السابق عبو محمد، إلى جانب مجموعة من المجاهدين و من ذوي عائلة الشهيد. و قد اشرف على هذا الافتتاح المدير مراد سنوسي، بإعلانه أيضا عن الافتتاح الرسمي لمحطة الكتاب بالمسرح، و هي مكتبة تضم 400 عنوان.

هذا و قد تم التطرق خلال الكلمة التي ألقيت بمناسبة إصدار هذا الكتاب، إلى تاريخ الشهيد و مساره النضالي. إذ أوضح الأستاذ عبو محمد بان ” فكرة فحوى الكتاب، تدور حول عامل النسيان في إخفاء التاريخ الحقيقي للشهيد”، و أضاف خلال محادثتنا له،  بان” الكتاب هو مبادرة قام بها السيد محمد بن فريحة،  رئيس الجمعية الثقافية لذاكرة تاريخ وهران، فتم تقديم كتابات ومقالات   مجموعة من المجاهدين، تحكي كلها عن مسار النضال التاريخي للشهيد.و قد كلفوه  بالكتابة و جمعها كلها ، من جل إصدار هذا الكتاب”. و قال: “بان نسيان تاريخ الشهيد المغوار زدور إبراهيم، ما هو إلا نسيان عمدي ماكر، من اجل إخفاء نضال الشهيد ، و بالمقابل إظهار تاريخ لأحداث أخرى يمكن آن تكون زائفة”.

هذا و قد جاء الغلاف الخارجي للكتاب بلونين الابيض و الأسود يحمل صورة الشهيد ببدلة كلاسيكية متحضرة، و بجانبه معلمه العلامة  عبد الحميد ابن باديس، الذي يعد اول شخص زرع فيه فكرة حب الوطن، وضرورة محاربة الاستعمار الغاشم.  هذا و تطرق الكاتب “شيكو حسون” خلال مداخلته عن اصدار الكتاب، الى  مراحل نضال الشهيد منذ أن كان في عمره 10 سنوات. فهو من مواليد 1923 بوهران،  و كان يسكن بشارع سان تاتوان ، من أصول عريقة تعرف ب” 40 شاشية”. حفظ القرآن في سن التاسعة، ليتلقي بالعلامة عبد الحميد ابن باديس سنة 1933 ، أثناء نزوله كضيف عند والده الشيخ الطيب المهاجي،  الذي كان سينضم لقاءا مع ابناء وهران  بمسجد الطحطاحة، و نظرا لضيق المكان ، تم التنقل الى مسجد الباشا، اين القى العلامة درسا بين صلاتي الظهر و العصر، تلفظ فيه بكلمات و عبارات مشفرة، لها مغزى عميق و تحمل فكرة النضال و ضرورة محاربة الاستعمار، بتلاوته سورة “سورة المدثر”، بعد بسم الله الرحمن الرحيم “يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنْذِرْ ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ… ” صدق الله العظيم”

 حيث قام باداء صلاة التراويح بالمسجد بالمصليين و هو في سن العاشرة، و راح يدرس و يتعلم لينتقل إلى الإسكندرية بجامعة الأزهر،  و في افكاره علم الجزائر  و الحرية،  كما شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 . فالكتاب قد تطرق اذن  لكل هذه المراحل ، ليخبر القارئ عن تاريخ هذا الشهيد المغوار، و نضاله  في تحريك أول بوادر الثورة التحرير، من خلال تحريره لبيان اول نوفمبر.

 بن زعمية. ش    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى