الألعاب المتوسطية (وهران-2022)…. الملعب الأولمبي الجديد يكتسي ألوانا متوسطية
حركة غير عادية تلك التي ميزت محيط الملعب الأولمبي بوهران نهاية هذا الأسبوع الذي عادة تكون فيه حركة السير سلسلة في الطريق المؤدي إلى المجمع السكني الجديد ببلقايد (بلدية بئر الجير)، الذي تحول بالمناسبة إلى قبلة لهواة كرة القدم والذي سيكون مركزا للألعاب المتوسطية بعد سنة من الآن.
كل شيء كان يشير إلى أن حدثا ما مبرمج بعين المكان، والأمر يتعلق بالاستلام المؤقت للملعب الأولمبي الجديد لعاصمة الغرب الجزائري، والذي اختار له القائمون عليه أن يستضيف مباراة للمنتخب الوطني للمحليين أمام منتخب ليبيريا الأول.صحيح أن الحدث لا يخص المنتخب الأول ونجومه، أبطال إفريقيا، الذين أصبحوا يغذون أحلاما كبيرة لشعب بأكمله، ومع ذلك فإن المباراة جلبت الأنظار بشكل غير منتظر على الإطلاق.ورغم أن الموعد جرى بدون جمهور، مثلما هو معمول به في الملاعب الجزائر منذ انتشار جائحة فيروس كورونا، أي منذ أكثر من سنة، إلا أن الإقبال كان معتبرا على الملعب الذي يتسع لنحو 40.000 مقعد، أملا من المتنقلين في الظفر بفرصة معايشة الحدث التاريخي عن قرب، بعد أن انتظر الجميع في وهران الانتهاء من أشغال تشييده منذ أكثر من عشرية.كل ذلك يفسر الصعوبات التي صادفها كل من كان متوجها إلى عين المكان، وهي الصعوبات التي عرفها الوهرانيون بالطريق الاجتنابي الرابع الذي غالبا ما يتميز بحركة مرورية سلسة في مثل هذه الأوقات.
ولأن كرة القدم رياضة شعبية بامتياز في الجزائر، فإن المناسبة هي سانحة للجنة تنظيم الألعاب المتوسطية المقررة بوهران في صائفة 2022 لإطلاق وبشكل فعال الحملة الترويجية لهذه التظاهرة الجهوية.هذا الأمر تجلى في الألوان المتوسطية التي اكتساها الملعب الأولمبي التابع لمركب رياضي ضخم، متواصلة الأشغال به، ليكون المركز الرئيسي لأغلب المنافسات خلال الألعاب المتوسطية.وتجندت لجنة تنظيم الألعاب لتزيين كافة أطراف الملعب بشعارات عملاقة للحدث المتوسطي بجانب الأعلام الوطنية ما زاد هذه التحفة المعمارية الجديدة التي تدعمت به الحظيرة الكروية الجزائرية رونقا وجمالا.
فرحة مزدوجة
كل ذلك منح جرعة إضافية لحملة الترويج للألعاب المتوسطية قبل أيام قليلة عن الحفل الكبيرة الذي يعتزم منظمو التظاهرة إقامته بوهران للإطلاق الرسمي للعد التنازلي للألعاب، والذي سيدخل المدينة في أجواء هذا الحدث الذي استضافته الجزائر مرة واحدة في تاريخها (1975).ويدخل أيضا ضمن هذا الإطار لقاء الجزائر-ليبيريا الذي كان أيضا مناسبة لتجريب المنشآت الرياضية المعنية بالألعاب المتوسطية ومن بينها الملعب الأولمبي، في انتظار أن تخضع المنشآت الأخرى الجديدة أو تلك التي شهدت عمليات إعادة تهيئة لنفس العملية من خلال برمجة منافسات رياضية بها.
الأمر نفسه ينطبق على ”جيش” من المتطوعين الذين تدعمت بهم لجنة التنظيم والذين تجند العشرات منهم لتسهيل مهمة الوافدين على ملعب وهران الجديد، حيث استغل المشرفون على لجنة التطوع والتكوين المقابلة كي يمنحوا الشباب المتطوعين من الجنسين فرصة اكتساب التجربة لتنشيط مثل هذه المواعيد الكبرى، علما أن اللجنة المعنية تراهن على تجنيد ما لا يقل عن 10.000 متطوع بمناسبة الحدث المتوسطي.
وكانت الفرحة مزدوجة. ففضلا عن الاستلام المؤقت للجوهرة الكروية، فإن المنتخب الوطني تألق باكتساح ضيفه الذي تنقل إلى وهران بتشكيلة ضمت في صفوفها عددا من اللاعبين الناشطين في البطولات الأوروبية والعربية.
وفي أول ظهور له بقيادة المدرب مجيد بوقرة، استفاد منتخب المحليين من متابعة خاصة لم يسبق له وأن عرفها في سنوات سابقة شهدت إخفاقاته متتالية له تسببت في سقوط حر لأسهم اللاعب المحلي لدى الجماهير الجزائرية.وكان الاهتمام هذه المرة كبيرا، سيما من طرف وسائل الإعلام التي تجندت لتغطية الحدث، مثيرة دهشة الناخب الوطني نفسه الذي استغل الأمر لتحفيز أشباله داعيا إياهم لإثبات إمكانياتهم الحقيقية فوق الميدان، مثلما صرح به شخصيا خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة.
وتلقى زملاء المتألق محمد الأمين عمورة، صاحب أول الأهداف المسجلة في ملعب وهران الجديد قبل أن يتمكن من زيارة شباك المنافس بأربعة أهداف كاملة، رسالة مدربهم بإحكام وهو ما يفسر دكهم لشباك المنافس بخماسية كاملة بعدما كان الخصم سباقا لفتح مجال التهديف.وحصل تألق أشبال بوقرة تحت أنظار الناخب الوطني الأول جمال بلماضي الذي خطف الأنظار من كل المدعوين الآخرين، بعدما استقبله المحظوظون والمحظوظات من الذين تمكنوا من دخول الملعب بتصفيقات حارة وزغاريد دوت في المدرجات.
هي أيضا الزغاريد التي أعطت إشارة انطلاق الأفراح ودخول المنعرج الحاسم في التحضير للألعاب المتوسطية. وبفضل ظهورهم على الأرضية الرائعة لملعب وهران الجديد، ساهم لاعبو منتخب المحليين بطريقتهم في حملة الترويج للألعاب المتوسطية، في انتظار مبادرات أخرى قد تسمح بتحقيق الهدف المنشود من خلال تنظيم الألعاب المتوسطية بالجزائر وهو إعادة الاعتبار لهذه التظاهرة التي فقدت كثيرا من بريقها في السنوات الماضية.