الحدثعاجل

الإرهابيان الموقوفان بن حميدة وعبد الحق يعترفان بأن العمل المسلح مشروع فاشل يعتمد على فتاوى خاطئة

اعتبر الإرهابيان بن حميدة رشيد المدعو حذيفة وزموري عبد الحق المدعو الحاج, الموقوفان مؤخرا بولاية سكيكدة, أن العمل المسلح الذي يتبناه التنظيم الإرهابي الذي ينتميان إليه هو “مشروع فاشل” يعتمد على “فتاوى خاطئة” تصدر عن أشخاص “لا يعتد بآرائهم”.

وفي اعترافات بثها يوم أمس  السبت التلفزيون الجزائري حول نشاطاتهما الإجرامية, وجه الإرهابي بن حميدة رشيد الذي التحق بالجماعات المسلحة سنة 1996 ببومرداس, رسالة إلى من تبقى من الإرهابيين الذين لا يزالون معزولين بالجبال, مفادها أن “العمل المسلح مشروع فاشل ولا يصلح”, وذلك انطلاقا من تجربته الشخصية.

 

الإرهابي حذيفة: “شاركت في عدة عمليات ارهابية و العمل المسلح مشروع فاشل”

 

وأضاف أن الفتاوى التي اعتمد عليها من غرر بهم من الشباب في بادئ الأمر, كانت “في غير محلها” وتصدر عن أشخاص “لا يعتد بآرائهم”.كما عبر الإرهابي الموقوف عن شعوره ب”الندم” لانتهاجه طريقا غير قويم كان سببه اتخاذ “الخيار الخطأ”, داعيا إلى تجنب هذا الطريق لأن نهايته –كما قال– غير محمودة العواقب.

وفي سياق متصل, اعترف الإرهابي بمشاركته في “عمليات متفرقة بعدة مناطق”, قبل أن ينتقل إلى كتيبة “النور” بتيزي وزو إلى غاية سنة 2011 حيث شارك حينها في عمليات إرهابية استهدفت إحداها بنكا, غير أنها باءت بالفشل, كما قام رفقة مجموعة من الإرهابيين بتفجير سيارة مفخخة قرب مركز للشرطة بمنطقة تيزي وزو.وأشار الإرهابي الموقوف أنه انتقل سنة 2019 إلى منطقة العنصر بجيجل ثم إلى منطقة سكيكدة, حيث عانت المجموعة الإرهابية التي كان من بين عناصرها من “نقص في المؤونة” ومن “حصار” فرضته قوات الجيش الوطني الشعبي, اثر عملية التمشيط الأخيرة بسكيكدة, والتي أسفرت عن القضاء على 7 إرهابيين وجرح آخر توفي بعد 10 أيام متأثرا بجروحه.

وقال إن أفراد المجموعة الإرهابية كانوا في “حالة مزرية”, وهو ما دفعهم إلى اتخاذ قرار “الاستسلام وطلب الأمان وتسليم السلاح لقوات الجيش” التي أضاف أنها عاملتهم “بطريقة حسنة” ووفرت لهم “العناية الطبية الضرورية والغذاء واللباس”.

من جهته, ذكر الإرهابي زموري عبد الحق الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2003 بمنطقة بومرداس, أن أفراد الجيش الوطني الشعبي تقاسموا مع عناصر المجموعة الإرهابية الموقوفة مؤونتهم الخاصة وأسعفوا الجرحى وحملوهم إلى غاية مقرهم.

و وجه بهذا الصدد رسالة إلى من تبقى من فلول الإرهاب في مناطق محصورة من الوطن, دعاهم فيها إلى عدم تصديق الأكاذيب التي يتم بثها في صفوفهم حول نوعية المعاملة التي يلقونها في حال وضع السلاح, مؤكدا أنهم “سيلقون المعاملة الحسنة والعناية الطبية من طرف قوات الجيش”.

واعترف بضلوعه في عدد من العمليات الإرهابية بكل من ولايتي بومرداس وبجاية قبل إرساله رفقة عناصر أخرى إلى منطقة الشرق , حيث كان ينشط تحت إمرة أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال عبد المالك دروكدال المكنى “أبو مصعب عبد الودود”.

وتابع قائلا إن الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق عانت منذ سنة 2019 من حصار شديد فرضته قوات الجيش الوطني الشعبي, كما خضعت إلى ضغط كبير جراء التبليغات التي لم تسمح لعناصرها بالمكوث في منطقة واحدة لفترة طويلة.وأوضح أنه نتيجة لهذا الطوق الأمني المشدد, لجأت الجماعة الإرهابية إلى البحث عن أي مصدر للمؤونة يمكنها للبقاء على قيد الحياة, بما في ذلك “جمع كميات الخبز الملقى أو حتى الاستيلاء على مواشي المواطنين”.

وتحدث الإرهابي الموقوف بالتفصيل عن عملية التمشيط الدقيقة التي قامت بها قوات الجيش بغابة واد الدوار بسكيكدة, والتي مكنت من توقيف عناصر المجموعة الإرهابية, مشيرا إلى أنها اتسمت بالفاعلية وتضمنت عنصر المفاجأة, حيث لم يبق من خيار للإرهابيين سوى تسليم أنفسهم بعد عدة أيام من الحصار.

يذكر أن هذه الاعترافات تأتي في سياق أخرى أدلى بها الإرهابيون الذين ألقي القبض عليهم في عملية التمشيط النوعية التي قامت بها مفارز للجيش الوطني الشعبي يوم الـ16 مارس المنصرم بغابة واد الدوار, قرب بلدية بني زيد, دائرة القل, بولاية سكيكدة وأسفرت عن القبض على 7 إرهابيين والعثور على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في عملية سابقة يوم الـ19 فيفري الفارط.

م.حسان  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى