
حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها طالبة جامعية في العشرينيات من عمرها على يد زوج أختها ذنبها الوحيد أنها كانت ترعى بناته كما حاول قتل صهره بواسطة “شاقور”،حيث قضت بمعاقبته بالإعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و كذا جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد ،في حين قضت ببراءة المتهم الثاني المتابع بجنايتي المشاركة.
أطوار الجريمة الشنعاء كانت مسرحها بلدية حاسي بونيف بتاريخ الرابع عشر أكتوبر من سنة 2022 الذي صادف يوم الجمعة أين اهتز الحي على واقعة الاعتداء على الضحية (ا.فاتح) بواسطة شاقور من قبل شخص كان يترصد خروجه من المقهى أين انهال عليه ضربا على مستوى رأسه تاركا إياه غارقا في دمائه و لما كان الحاضرين بصدد اسعاف الضحية ،استغل الجاني الفرصة و توجه الى منزل المصاب و واصل مجزرته و اعتدى على الفتاة العشرينية التي كانت تحضر لتخرجها في مجال الاعلام بوحشية تاركا اياها وسط بركة من الدماء التي اغرقت ابن اختها ذو التسعة اشهر،و غادر المكان ليتبين ان الجاني هو صهر الضحيتين ليتم توقيفه بالشارع الرئيسي المحاذي لمقر الدرك الوطني وتفتيشه تفتيشا أمنيا ، عثر بحوزته على شاقور مخبأ تحت معطفه الشتوي مثبتا بحزام سرواله ملطخ بالدم وكذا كومة من الشعر،و لدى سماعه اعترف عبر جميع مراحل التحقيق و حتى أثناء المحاكمة و بكل برودة اعصاب أنه توجه من منزله بحي الامير خالد راجلا لحي الشهيد محمود نحو مكان تواجد صهره (زوج أخت زوجته) الضحية الأول و يلتقيه عند احد الشوارع ، ليقوم بضربه بواسطة شاقور على مستوى الرأس و الكتفين ، تاركا إياه ملقى على الأرض ، بعدها تنقل مباشرة إلى منزل هذا الاخير المتواجد بالحي الفوضوي لنفس الحي راجلا وبعد وصوله و تسلقه الجدار المحيط بالمنزل ، دخل إلى أحد الغرف التي كانت تتواجد بها الضحية ليقوم من دون أي سابق إنذار بتوجيه ضربات للفتاة على مستوى الرأس و الرقبة وكذا الكتف الأيسر وهو ماخلف لها جروح عميقة، أردتها جثة هامدة غارقة في بركة من الدماء ، ليلوذ بالفرار بعد فعلته الشنيعة دون أن يلفت انتباه أي شخص ،مبررا فعله الشنيع لإحساسة بالظلم من طرف عائلة زوجته المتوفاة (عائلة المرحومة كذلك) ، و التي وافتها المنية منذ حوالي عامين بعد صراعها مع المرض ، حيث و بعد وفاتها مباشرة قاموا بأخذ أولاده منه بالقوة و حرمانه من رؤيتهم، وهذا ما جعلها حجة لتبرير فعلته خاصة مع وجود حسب تصريحاته صديقه المقرب و الساكن معه بحي الامير خالد بلدية حاسي بونيف ، هذا الأخير في كل مرة كان يدعوه لمواجهة عائلة زوجته و أخذ اولاده منهم بالقوة إن اقتضى الأمر ، ويدفعه في كل مرة للدفاع عن نفسه و هو مازاد في نفسه شعوره بالإحتقار و ولد شعور الظغينة اتجاههم،هذا ما جعله يقرر الانتقام منهم أين قام بأخذ من صديقه مبلغ 2000 دج لشراء مهلوسات وسلاح لقتل اصهاره فمنحه مبلغ 1000 دج وعرض عليه هو شراء له الدواء فاشترى شاقور واستظهره له فاشترى له اقراص مهلوسة نوع صاروخ والتقاه يوم الغذ وذهب معه الى دوار بوجمعة دون ان يقترب معه من منزل الضحايا واكد انه سيراقبه من بعيد، وحين رؤيته للضحية و هو يغادر المقهي لحق به ووجه له ضربة بالشاقور على الراس من الخلف ثم عدة ضربات على انحاء مختلفة من جسمه ولما فقد الوعي وسقط ارضا واصل ضربه على راسه ثم توجه الى منزله وتسلق الحائط ودخل المنزل فوجد المرحومة اخت زوجته فوجه لها مباشرة ضربات على انحاء جسمها لانه كان تحت تأثير الاقراص المهلوسة وفي حالة غضب هستيري وتوجه للدرك وسلم نفسه،لكنه تراجع خلال جلسة المحاكمة عن توريط صديقه الذي أنكر بدوره جميع التهم المنسوبة إليه .
دفاع الطرف المدني خلال مرافعتها تأسفت لبشاعة الجريمة التي راحت ضحيتها طالبة جامعية قدمت من ولاية غليزان للدراسة و ذنبها الوحيد انها كانت يومها ترعى أطفال شقيقتيها ،و التي لم تكن هي المقصودة من قبل الجاني بل أختها التي ذهبت للعمل كقابلة بالمستشفى الجامعي لكن القدر كتب لهذه الأخيرة العيش و الموت للأولى تاركة وراءها والديها الذين يبكونها حرقة في كل دقيقة خاصة و انهم لم يشفوا بعد من وفاة ابنتهم الاولى و هي زوجة الجاني ،الذي حسب تصريحات اختها أنها منذ زواجه بها و هي تعاني الأمرين بحيث كان يعنفها و يسلبها راتبها الشهري كما كان لا يسمح لها بتواصلها مع عائلتها إلى حين إصابتها بمرض السرطان و اضطرت الوقوف بجانب اختها متحملة زوجها العدواني ،إلى أن توفيت و بقيت الفتيات الصغيرات تكابدن عناء زوجة الاب بعد زواجه مرة أخرى حينها قام برميهن عند جدتهن فقرروا الحصول على حضانتهن بموجب قرار من المحكمة مؤكدة أنها لم تكن بينهما اية عداوة خاصة مع زوجها الضحية و انها كانت المقصودة بالرغم من أنها كانت تسهر على تربية ابنائه بمعية اطفالها،ناكرة ما جاء على لسانه يخصوص حرمانه من رؤية بناته.
ممثلة الحق العام خلال مرافعتها تطرقت لتفاصيل القضية و ثبوت اركانها ضد المتهمين ملتمسا تسليط عقوبة الاعدام ضد الجاني و ضد شريكه لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب