
حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في أبشع جريمة قتل راحت ضحيتها أم في السبعينيات من عمرها و جلادها الابن العاق (ح. عبد القادر) في سن الخامسة و الأربعين الذي حكم عليه سابقا في قضية التعدي و ضرب الأصول و كانت الأم الحنون يرق قلبها و تصفح عنه لكن هذه المرة تمادى الابن العاق في عقوقه إلى حد تعذيبها ،قتلها و التنكيل بجثتها ثم دفنها بعد شرب دمها ليستولي بعدها على مجوهراتها و أموالها ،لتقضي هيئة المحكمة بإدانته بالإعدام عن جنايات القتل العمد لأحد الأصول مع سبق الإصرار والترصد، السرقة بظرف الليل والعنف وتشويه جثة ،مع تبرئة ساحة المجوهراتيين (ب.عبد القادر)،(ب.ميلود) عن جنحة إخفاء أشياء مسروقة .
انكشفت جريمة القتل البشعة بتاريخ الرابع و العشرين جانفي من سنة 2022 عندما حررت الفرقة الجنائية فصيلة المساس بالأشخاص لأمن ولاية وهران محضرا جراء غياب السيدة (ب.فاطمة) مدة أسبوع وعند انتقال عناصر الأمن إلى منزلها الكائن بدوار المروك عين البيضاء رفقة ابنتها (ح.س) تم العثور عليها جثة هامدة مدفونة بفناء البيت مغطاة بالتراب كما تم العثور بالمنزل على ثیاب ملطخة بالدماء خاصة بابن المرحومة (ح.عبد القادر) كما كشفت ابنة المغدور بها عن اختفاء مجوهرات والدتها ،و عليه تم فتح تحقيق و سماع المشتبه فيه الأول و هو ابنها (ح.عبد القادر) الذي اعترف و عبر جميع مراحل التحقيق بالتهمة المنسوبة إليه أي انه قتل والدته التي يعيش معها منذ وفاة والده سنة 2011 ،إذ منذ أسبوع توجه إلى غرفتها حوالي منتصف الليل فوجد بابها مغلق ففتحه بالقوة وجعلها تجلس على السرير وكسر ذراعيها وادخل يده في فمها فعضته وغوطت على نفسها ثم توجه إلى المطبخ وحاول إحضار بوشية لكن تراجع و استبدلها بكيتار وذبحها فسالت دماء قوية شرب منها وكسر صحن زجاجي على رأسها ليخاف خوفا شديدا ،فاستلقى فوق السرير وعلى الساعة 4 صباحا استيقظ فذبح 3 قطط كانوا بالمنزل وشرب دمهم ثم عاد للنوم .
نكل بجثتها و شرب دمها ثم قتل قططها و شرب من دمهم و دفنهم !!!
وفي اليوم الموالي حفر حفرة بالفأس ووضعها بها وقطع بالكيتار لحم رجليها وبشفرة ساطور و عندما لم تسعها الحفرة حاول قطع لها رجليها بعدة ضربات وكسرهما على مستوى المفصل باستعمال رجله ودفنها بلباس نومها وردمها بالتراب لوحده دون مساعدة أي شخص ودفن القطط تحت شجرة الليمون المتواجدة بفناء المنزل وسبب ما فعله تسول أمه وخروجها للعمل لدى الناس وبعد دفن والدته فتش المنزل فوجد مبلغ 120 أورو ومصوغات(سلسلتین ،طاقم اصفر، تاج اصفر -زروف- خاتمین و اسوارين داخل قطعة قماش وكذا مبلغ 300 أورو) فاستولي عليهم وباع المصوغ للمدعو عبد القادر صاحب محل بالمدينة الجديدة بمبلغ 64 مليون سنتيم وكذا مبلغ 120 أورو ، واشترى هاتف نقال ب 20 مليون سنتيم وشريحة هاتف نقال، وعند إيقافه ضبط عنده مبلغ 252.000.000 دج، ساعة يدوية وهاتف نقال نوع سامسونغ مضيفا انه سلم للمشتري المصوغات داخل قطعة قماش ملطخة بالدماء والغبار ليخبر هذا الأخير بناء على سؤاله عن مصدر الدماء والغبار أنه ورثهم عن والدته.هذا و قد تم استرجاع أدوات استعملت في الجريمة كيتار،فاس، منشار،ساطور،كما أن تقرير الطبيب الشرعي الأولي أفاد أن الضحية توفيت جراء نزيف معقد نتيجة جروح عميقة بآلة حادة.
بسماع ابنتي الضحية أكدتا أن أمهما تتمتع بكامل قواها العقلية ولا تعاني من أي ضرر و أن أخاهما المتهم يقيم معها وفي مشاكل مستمرة معها لمطالبتها بالمال من المنحة التي تتقاضها وكان في كل مرة يهددها بقتلها و يضربها عند رفضها منحه المال كما كان يحرمهم من زيارتهم لها .
و استكمالا للتحقيق تم التوصل إلى المجوهراتيين اللذين كشفا أن المتهم تقدم إليهما في هيئة محترمة مقدما لهم مصوغ ثمين بمبلغ أكثر من 52 مليون سنتيم أي ب 1800 دج للغرام الواحد ومبلغ 200 أورو ب 42.000 دج ولم يسجل عملية الشراء على سجل المراقبة لأنه لم يكن يحوز على بطاقة هوية ولم يكونا يعلمان أن البائع قتل أمه وسرق مجوهراتها وباعها لهما.
الجاني يَدّعي أنه ممسوس و مُسيّر من قبل الجن الذي دفعه لقتل والدته !!!
خلال جلسة المحاكمة لم ينكر الجاني قتله لوالدته بتلك الوحشية مبررا فعلته أنه كان مسير من قبل (رجال الله) حسب تعبيره الذين كانوا يملون عليه ما يفعله،كما كان في كل مرة يأكل من يد والدته يغمى عليه و كأن الأكل مسموم و كان يخبرها بذلك لكنها كانت تؤكد له أن الطعام سليم ،مضيفا أن تعليمات الجن الأولية هي إفزاعها من اجل تخويفها فقط و كان يستيقظ من نومه على كلمات و عبارات أن أمه بغية و أنها ليست والدته الحقيقية وإنما أمه متواجدة بإيطاليا ،و عن سبب إدخال يديه في فمها هو إخراج الجن من رأسه و إسقاطه في فمها كما شاهد الأفاعي ببطنها و لما تهيأ له بأنها ستسيطر عليه تلقى تعليمات فورية بقتلها و شرب دمها و في اليوم الموالي و بعد دفنها وجد الأموال و المجوهرات بالمنزل داخل قطعة قماش أين توجه إلى سوق المدينة الجديدة و عرضهم على المجوهراتيين اللذين قبلا شرائه و أن سبب بيعه كونه تحصل عليه من الميراث الخاص بوالدته،و كان خلال تصريحاته يقوم بالقفز من مكانه و القيام بإشارات بيديه و في كل مرة تنبهه الرئيسة بالهدوء و العدول عن هاته الحركات و في كل مرة الأمن المكلف بحراسته يقوم بتثبيته في مكانه حتى لا يقوم بأي تصرف طائش .من جهتهما صاحبي محل بيع المجوهرات نفيا علمهما بالجريمة التي قام بها المتهم الرئيسي و أن المصوغ الذي اشترياه مسروق و متحصل من جناية.
و تجدر الإشارة أنه أجريت خبرة عقلية ونفسية على المتهم الرئيسي من قبل الأخصائي كانتخلاصته انه كان مسؤولا عن تصرفاته زمن الوقائع وبالتالي يعد مسؤولا جزائيا،في حين لم يجر بحث اجتماعي عليه لأنه لا أحد رغب الإدلاء بشهادته في حقه لسوء أخلاقه وسيرته السيئة .
ممثل الحق العام خلال مرافعته إلتمس مباشرة توقيع عقوبة الإعدام ضد الأول و بعامين حبسا نافذا ضد الثاني و الثالث . دفاع المتهم الرئيسي المعين في إطار المساعدة القضائية تطرق للجانب الروحاني و أنه فعلا لم يكن بكامل إرادته و أن هناك قوى خفية كانت تتحكم به بالرغم من أنه يصعب إثبات ذلك قانونا لكنه علم قائم بذاته ملتمسا إفادته بظروف التخفيف ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف أمينة