“الإنس والنمس”.. خطوات شريف عرفة لإعادة هنيدي إلى الصدارة
سنوات طويلة ما بين الغياب أو الوجود بتقديم أعمال تمر مرور الكرام قضاها الفنان محمد هنيدي، قبل أن يعود لصدارة الموسم السينمائي بفيلم “الإنس والنمس” الذي استطاع أن يحقق 40 مليون جنيه (2.55 مليون دولار) خلال 3 أسابيع من عرضه، على عكس أفلام هنيدي الأخيرة مثل “عنتر ابن ابن ابن شداد” في عام 2017، و”يوم مالوش لزمة في 2015″ التي لم تحقق إيردات معتبرة.
مدرسة شريف عرفة السينمائية وأسلوبه وقدراته على إدارة الممثلين جعلته من المخرجين المميزين في استعادة نجومية الفنانين، ففي عام 2017 تمكن من إعادة الممثل الكوميدي محمد سعد إلى الساحة السينمائية من خلال فيلم “الكنز” بشكل مختلف جعله محط اهتمام نقدي وجماهيري وقتئذ، وقبله فعل ذلك مع الفنان أحمد حلمي في “إكس لارج”، وهو ما جعله لا يتردد في الرهان على اختيار محمد هنيدي، الذي يعود شريف عرفة للتعاون معه بعد أن قدما معا، في عام 2004، فيلم “سور الصين العظيم”، فالمخرج عرفة يجيد إدارة القدرات الفنية للممثلين.
وفي “الإنس والنمس”، اختار عرفة أن يكون العمل بطولة مشتركة لأن الرهان على اسم محمد هنيدي وحده لا يضمن النجاح الكبير، فقرر عرفة منح بقية الأبطال مساحات من الإبداع والتمثيل، مثل منة شلبي التي أضافت بنجوميتها إلى الفيلم على الرغم من مساحة دورها المحدود، وأيضا الحضور القوي لعمرو عبد الجليل في شخصية “الجن”، بطريقته الكوميدية، إلى جانب شريف الدسوقي وعارفة عبد الرسول ودنيا إجلال ماهر ومحمود حافظ، وجميعها أسماء ساعدت هنيدي على العودة لتصدر شباك التذاكر.
إلى جانب التمثيل ساعدت أيضا على نجاح الفيلم جهود شريف عرفة في الرؤية البصرية، وعنصر الصوت، وأيضا الغرافيك الذي يعدّ عنصرا مميزا في الفيلم، أو يمكن القول إنه بطل من أبطال العمل، إذ يعتمد الفيلم في كثير من المشاهد على الغرافيك للانتقال إلى عالم الرعب و”الجن”، فبطل الفيلم الذي يعمل مديرا لأحد بيوت الرعب في الملاهي يقع في حب فتاة يكتشف أنها من “الجن”، ولكن في قالب كوميدي.كما لعب الماكياج أيضا دورا مهما ليتناسب مع الفكرة والتفرقة بين الشخصيات التي تنتمي لعالم الإنس وعالم الجن أيضا، في حين أضفت موسيقى مودي الإمام ورقصات عاطف عوض حالة من الحيوية وأكملت روح البهجة التي تميز الفيلم كعمل كوميدي.