الثقافة

“الاستقراء التاريخي لمسار الحركة الوطنية الجزائرية 1919-1956″… أول مُؤلَف للأكاديمي علي شراق

يقترح الأكاديمي علي شراق في مؤلفه بعنوان “الاستقراء التاريخي للحركة الوطنية الجزائرية 1919-1956″، مقاربة جديدة لتقييم الأدوار التي أداها الفاعلون السياسيون الرئيسيون في هذه الفترة وتثمينها، وهي فترة تميزت بميلاد جبهة سياسية جزائرية محتدمة  تعمل في سبيل استرجاع الاستقلال.

ويتطرق هذا الكتاب (228 صفحة ) الذي يعد أول اصدار للكاتب و نُشر مؤخرًا على نفقته الخاصة، الى الفترة المتراوحة من 1919 إلى 1956 والتي اتسمت بثورة الأفكار القومية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، والى السنة التي اندمجت فيها جميع الفصائل السياسية الجزائرية في الثورة وفي جبهة التحرير الوطني، باستثناء الحركة الوطنية الجزائرية.

وبعد أن وصف السياق السياسي والاقتصادي في الجزائر بعد الحرب العالمية الأولى الذي اتسم بأزمة اقتصادية استمرت قرابة ست (6) سنوات، قام المُؤلِف باستعراض مسيرة الأمير خالد (1875-1936)، حفيد الأمير عبد القادر، الذي ساهم لأول مرة في ظهور القومية الجزائرية وكان أول رئيس فخري لحزب نجم شمال إفريقيا.

وعرض برنامج “المطالب الأساسية” للأمير خالد الذي أُرسل إلى الرئيس الفرنسي عام 1924، والذي يطالب بتمثيل متساوٍ في البرلمان وإلغاء قوانين وإجراءات الطوارئ وحرية التدريس وتطبيق التعليم الإجباري وحرية الصحافة وتكوين الجمعيات أو تطبيق القوانين الاجتماعية على العمال الجزائريين.

كما يستحضر علي شراق في مؤلفه أيضا ميلاد نجم شمال إفريقيا في عام 1926 تحت رعاية فريق ديناميكي مكون من مصالي الحاج وعيماش عمار وراجف بلقاسم تحت إشراف الأمير خالد. بحيث أعرب النجم لأول مرة عن مطالبه باستقلال البلاد خلال المؤتمر المناهض للاستعمار في بروكسل عام 1927.واستذكر الكاتب أيضا المؤتمر الإسلامي الأول الذي جمع في عام 1936 الممثلين المنتخبين والأعيان وجمعية العلماء المسلمين والحزب الشيوعي الجزائري والأحزاب الإصلاحية.

ويستحضر المؤلف في فصل خصصه لفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وأثنائها، مجريات المؤتمر الإسلامي الثاني حول دور جمعية العلماء المسلمين في الساحة السياسية وميلاد حزب الشعب الجزائري ومجازر 8 مايو 1945.وبعد مجازر 8 مايو 1945، عرفت الحركة الوطنية الجزائرية انشقاق حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية وظهور المنظمة السرية واللجنة الثورية للوحدة والعمل وكذا اندلاع حرب التحرير الوطني، وهي جملة من الأحداث التي حللها المؤلف الذي تناول أيضا مسار الحركة الوطنية الجزائرية وكذا انخراط التنظيمات السياسية الجزائرية في جبهة التحرير الوطني.

وأكمل علي شراق المولود في عام 1952 دراسته الجامعية في العلوم السياسية بفرنسا قبل أن يعمل في الجمعية الجزائرية للبحث الديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي ثم في قطاع الصناعة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى