الثقافة

الباحث في تاريخ الحضارة المصرية القديمة “محمد رأفت عباس” :” قريبا سيفتتح مشروع المتحف المصري الكبير وهو  أكبر متاحف الآثار في العالم”

شكّل تاريخ 3 أفريل 2020 لحظة فارقة في تاريخ أرض الكنانة “مصر”، التي أعادت نفخ الروح في حضارة تعود إلى 7 آلاف سنة مرت. حبست أنفاس المصريين وشدت أنظار أكثر من 100 مليون متابع عبر العالم، في منظر رهيب، خيمت مشاعر الاحترام والتقدير، المفعمة برائحة عبق تاريخ في رحلة سرمدية إلى أرض تتنفس العظمة وتنفث القوة في أصلاب أبنائها الذين استطاعوا بسط نفوذهم أحياء وبعث رهبتهم أمواتا، مشت مومياواتهم ال22 من المتحف المصري بميدان التحرير إلى مقامها الأبدي بالمتحف القومي للحضارة المصرية، على مسافة 6 كم، في موكب مبهر، ومنظر أسطوري، صنعته النشاطات الفنية المصاحبة له، والتي كلفت الخزينة المصرية أكثر من 34 مليار دولار. إنها امتداد الحضارة الفرعونية. وللاطلاع أكثر على الرحلة التاريخية، تواصلت يومية “منبر القراء” مع الباحث التاريخي في تاريخ الحضارة المصرية القديمة الدكتور “محمد رأفت عباس” وكان اللقاء التالي:

 

ممكن قراءة حول الحدث التاريخي؟

 

في الثالث من أبريل من العام 2021، شهدت العاصمة المصرية القاهرة ذلك الحدث التاريخي والعالمي الفريد، والمتمثل فى نقل المومياوات الملكية، من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية. حيث ضم الموكب 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات، من بينهم مومياوات الملك “رمسيس الثاني”، الملك “رمسيس الثالث” ، الملك “مرنبتاح” ، الملك “سقنن رع”، الملك “تحتمس الثالث”، الملك “سيتي الأول”، الملك “أمنحتب الثاني”، الملكة “حتشسبوت”، الملكة “تي” زوجة “أمنحتب الثالث”، الملكة “ميريت آمون” زوجة الملك “أمنحتب الأول” والملكة “أحمس-نفرتاري” زوجة الملك “أحمس الأول”.

 

 ما هو الفرق بين موضعهم السابق والفضاء الحالي؟

 

المتحف القومى للحضارة المصرية الذى تم نقل المومياوات الملكية إليه، هو أحد المشروعات الحديثة والعملاقة التى قامته بها الدولة المصرية، ليحتوي مجموعات رائعة من كنوز الحضارة المصرية القديمة، منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الحديثة. وهو مجهز بأحدث تقنيات وأساليب العرض المتحفي المناسبة لعرض المومياوات الملكية.

 

ألا يوجد تأثير عليها بعد تغيير موقعها؟

 

التأثير إيجابي تماما، نظرا لتجهيز المتحف القومي للحضارة المصرية بأحدث أساليب العرض المتحفي فى العالم، والمناسب تماما فى الحفاظ على هذه المومياوات التى تستخدم فيها تقنيات علمية متطورة بالاضافة إلى طريقة العرض الحديثة.

 

ألن يؤثر هذا التحويل على الفضاء الأصلي فيما يتعلق بالحضور السياحي والباحثين والمؤرخين؟

 

على العكس، لن يحدث أي تأثير، لأن المتحف المصري بالتحرير لا يزال يحتوى على مئات القطع الأثرية المصرية العظيمة والشهيرة، والتى يسعى الملايين من عشاق الحضارة المصرية حول العالم إلى مشاهدتها والاستمتاع بها، ويعود تاريخها إلى الحقب المختلفة من تاريخ مصر القديمة، والتى تعتبر علامات بارزة فى الحضارة الانسانية. ومن ثمة فقد كانت هناك ضرورة بالفعل لإعادة توزيع هذا التراث الأثري والحضارى الهائل، للحفاظ عليه، ومن أجل الاستمتاع به بأحدث أساليب العرض المتحفي فى العالم . ومن الأخبار الحديثة والسعيدة التى أود نقلها لموقعكم: “أن مبنى المتحف المصري بالتحرير قد تم الاتفاق على إدراجه على قائمة مواقع التراث العالمى باليونسكو”، نظرا للأهمية التاريخية الكبرى التى يمثلها هذا المتحف.

 

هل هناك برنامج تحويل لآثار أخرى؟

 

الدولة المصرية في الوقت الراهن تقود مشروعا حضاريا وتاريخيا على قدر كبير من الأهمية، ليس في مصر وحدها بل في العالم بأسره، حيث تعمل الدولة حاليا على إنشاء العديد من المتاحف الإقليمية بجانب المشروع العظيم،  الذي ينتظر العالم افتتاحه وهو مشروع المتحف المصري الكبير،  المقام بالقرب من أهرامات الجيزة العظيمة. والذي يعد أكبر متاحف الآثار في العالم على الإطلاق. وهناك مشروع متحف العاصمة الجديدة الذي ستتوالى تفاصيله من قبل وزارة السياحة والآثار المصرية قريبا إن شاء الله.

 

*هل تلك المومياوات هي كلها ما يلخص الحضارة الفرعونية؟

 

هناك مئات المومياوات المصرية المتواجدة في عشرات المتاحف العالمية، ولكن هذه المومياوات تتسم بكونها الأهم على الإطلاق في تاريخ الحضارة المصرية،  نظرا لكونها مومياوات ملكية لأعظم ملوك مصر القديمة .

 

الملكة “تي” شغلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب حفاظها على شعرها إلى اليوم .. ما سبب بقاء شعرها بصورة طبيعية؟

 

استخدم المصريون القدماء موادًا لتحنيط الشعر، مختلفة تمامًا عن تلك المستخدمة لبقية أجزاء الجسم، وفقًا لبعض الدراسات التى أجرتها العديد من المعاهد العلمية الدولية. حيث اعتمد المصريون القدماء على خلطة من دهون اللحم البقري وشمع النحل وأحماض “الأزيليك” مع بعض الزيوت منها زيت الخروع والصنوبر وزيت الفستق العطري. جاءت نتائج هذه الدراسات بعد تحليل 3 مومياوات وإخضاعهم للتصوير المقطعي بالإشعاع “البوزيتروني” والتصوير المقطعي بالكمبيوتر.

حاورته: ميمي قلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى