
حققت من جديد محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في قضية تكوين جمعية أشرار،القتل العمدي مع سبق الإصرار،السرقة بتوفر ظرفي العنف و التعدد ،و جنحة طمس معالم الجريمة ،المتابع فيها زوجة و خليليْها الاثنين وكان ضحيتهم الزوج المغدور،و يتعلق الأمر بالمدعوة(ب.حسنية)و (ب.سعيد) الذي مثل على كرسي متحرك بعد إصابته بالشلل،وكذا المدعو(ع.أحمد)،حيث و بعد ساعات من التحقيق و المناقشات والمرافعات قضت بتبرئة جميع المتهمين.
و تجدر الإشارة انه سبق للمحكمة الإبتدائية و أن أدان تهم جميعا بالإعدام. تفاصيل القضية انطلقت بتاريخ الثالث أفريل من سنة 2019 عندما تلقى أفراد الدرك الوطني بمسرغين على الساعة السادسة مساءا اتصالا هاتفيا على الرقم الأخضر مفاده العثور على جثة شخص مجهولة الهوية أسفل جسر ببلدية مسرغين وبعد تنقل أفراد الدرك إلى عين المكان تم معاينة شخص ملقى أسفل الجسر على البطن و رأسه مربوط بكيس بلاستيكي أزرق اللون و وجود آثار الربط بعمق على قفا الضحية وآثار الربط الخفيف على الرقبة و آثار عنف على مستوى البطن والظهر والأرجل كما تعرض الضحية لاعتداء جنسي وانسلاخ الجلد على مستوى البطن والظهر بعد الوفاة وهذا ما أكده الطبيب الشرعي بعد معاينته للجثة وتشريحها وأن مدة الوفاة تعود إلى أكثر من 48 ساعة،وبعد التحريات تم تحديد هوية الضحية وتعلق الأمر بالمدعو(ب.ميلود)، المقيم بقرية سيدي حمادي بلدية العنصر بوهران،،وبتاريخ 2019/04/05 مساءا تم الاتصال بفرقة الدرك الوطني بالعنصر للتأكد من وجود بلاغ باختفاء الضحية وقد تبين بأنهم لم يتلقوا أي بلاغ. وفي تلك الأمسية من ذات اليوم تقدمت المدعوة (ب..حسنية) زوجة الضحية برفقة والده أمام فرقة الدرك الوطني للتبليغ عن اختفاء زوجها منذ تاريخ 2019/03/30،وبعد مرور عشرة أشهر أي بتاريخ السابع جانفي من سنة 2020 تقدمت المشتبه فيها (ب.حسنية) أمام فرقة الدرك الوطني بالعنصر من أجل رفع شكوى ضد المدعو (ع.أحمد) بتهمة انتهاك حرمة منزلها الكائن بحي سيدي حمادي بلدية العنصر، وبعد توقيفه صرح لأفراد الدرك أن لديه معلومات حول ملابسات قضية القتل العمدي التي راح ضحيتها المرحوم (ب.ميلود)،ليتم فتح ملف القضية و بسماع المشتبه فيها زوجة الضحية (ب.حسنية) صرحت أنه بتاريخ 2019/03/29 أخبرها زوجها – الضحية – أنه سيقوم في صبيحة اليوم الموالي بنقل أشخاص تجهل هويتهم إلى مدينة الجزائر العاصمة على متن سيارته من نوع شوفرولي افيو و في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا من يوم 2019/03/30 غادر زوجها المنزل على متن مركبته سالكا طريق بلدية بوتليليس وقد ترك هاتفه النقال بالمنزل وأضافت بأنها لا تحوز و لا تستعمل على شريحة هاتفية ،غير أن التحريات اثبتت أنها كانت تستغل شريحتين هاتفيتين كما أنها لم تقم بالإبلاغ عن اختفاء زوجها إلا بعد مرور 06 أيام من اختفائه وهذا بعد اكتشاف أمر اختفائه من طرف والد الضحية المرحوم بحيث كان أشقاء هذا الأخير يتصلون به على رقمه الهاتفي الذي تركه بالمنزل وكانت تتحدث معهم إلا أنها لم تخبرهم باختفائه. كما تم ضبط هاتف نقال من نوع ستار لايت كانت تستغله وكان مزود بالشريحة موبيليس والذي تبين أنه قد وضعت به شريحة هاتفية رقم جازي لها اتصالات ما بين 2019/04/13 إلى 2019/04/18 كما تم استعمال شريحة هاتفية أخرى بذات الهاتف النقال المحجوز بمنزل المشتبه فيها وتعلق الأمر بشريحة مملوكة للمدعو (ب.سعيد) وذلك ابتداء من 2019/02/26 إلى غاية 2019/03/16 وهو نفس الهاتف النقال الذي استعملت فيه الشريحة الهاتفية المستغلة من طرف المشتبه فيها جميعها كان لها اتصالات مع أرقام شريكيها وبالرغم من مواجهتها بكشوفات الأرقام الهاتفية إلا أنها نفت الواقعة المنسوبة إليها.
بعد مرور 10 أشهر يُكتشف الجناة
استمرارا للتحقيق تم سماع المشتبه فيه (ع.أحمد) صرح أنه قبل 15 يوما استضافته المشتبه فيها (ب.حسنية) بمنزلها كونه تربط بينهما علاقة غرامية وأثناء معاشرتها طلب منها أن تخبره بظروف وفاة زوجها أين أعلمته أنه في ليلة الجريمة قدمت عصيرا لزوجها ومزجت معه دواء مجهولا مما أثر عليه لتستغل الفرصة وتتصل بالمدعو (ب.سعيد) هذا الأخير قام بخنقه ولفه ببطانية ونقله إلى وجهة مجهولة على متن السيارة المسروقة من نوع شوفرولي الخاصة بالضحية. تم سماع المشتبه فيه (ب.سعيد) الذي كان مشلول الحركة بحيث كان قد قام بإجراء عملية جراحية على مستوى العمود الفقري بعد تاريخ ارتكاب الجريمة وأنه بتاريخ الجريمة كان في حالة جيدة وكان يتنقل بصفة عادية وبعد مواجهته بالواقعة المنسوبة إليه و كشوفات الأرقام الهاتفية الخاصة به نفي وجود أي علاقة بينه وبين المشتبه فيها زوجة الضحية المرحوم ولا علاقة له بجريمة القتل التي راح ضحيتها المدعو (ب.ميلود).
ابنة الضحية المغدور تتهم أمها بالخيانة و تكشف علاقاتها المشبوهة
لدى سماع ابنة الضحية و المتهمة ،صرحت أنه يوجد خلافات و مشاكل متكررة بين والدها المرحوم و والدتها المتهمة وهذا بسبب قيام هذه الاخيرة بعلاقات مع أشخاص آخرين وحيازتها لعدة شرائح هاتفية كانت تستعملها في اتصالاتها خفية عن والدها للاتصال مع المدعو مصطفى الساكن بإحدى المزارع طريق غابة المسيلة حي “سابيار”، وأضافت أن والدتها كانت في علاقة مع المدعو سعيد قبل وفاة والدها وبعد وفاته أصبحت في علاقة المدعو (ع.أحمد) والذي كان يتردد من حين إلى آخر لبيتهم العائلي وفي إحدى الأيام بقي مختبئا عند والدتها بمنزلهم العائلي مدة تقارب 04 أيام.
كما أضافت أنه كان يعمل رفقة والدتها من أجل استدراج الأشخاص والاعتداء عليهم لسرقة مركباتهم بحيث وفي أحد الأيام طلب من والدتها استدراج أحد الأشخاص يملك سيارة من نوع “سامبول” يعمل کرصاص وهذا لغرض الاعتداء عليه وسرقة مركبته وبيوم الجمعة قام والدها بضبط والدتها تتكلم مع رجل بالهاتف أين قام بفك هاتفها وتكلم مع الرجل المدعو محمد ثم خرج مسرعا دون حمل هاتفه النقال وهذا مساءا مع غروب الشمس ومنذ ذلك الحين بقي بدون أثر. كما أن والدتها خرجت في صبيحة اليوم الموالي قبل الساعة 07:30 صباحا، وكانت تغيب عن المنزل خلال كل الفترة الصباحية وهذا تقريبا يوميا وكانت تأتي بمواد غذائية.
وأضافت أنه بعد وفاة والدها بقوا بمنزل جدهم مدة ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى منزلهم أين بقيت والدتهم تبيت خارج المنزل من حين إلى آخر وتذهب مع أشخاص غرباء على متن مركبتهم كما کانت في علاقة مع المدعو خثير بعد وفاة والدها.
خلال جلسة المحاكمة أنكر جميع المتهمين الأفعال المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا متمسكين بسابق تصريحاتهم.من جهتها ابنة الضحية أكدت أن يوم الوقائع كان والدها مريضا بالزكام طريح الفراش و كانت والدتها تحضر له مشروب مضاد للزكام نام على إثر ذلك و بعد منتصف الليل سمعت والدتها تتحدث عبر الهاتف و تقول أنها ستفتح عليهم الباب ثم شاهدت طيف شخصين دخلوا الغرفة ثم خرجوا و صوت إقلاع سيارة والدها ،بعدها دخلت والدتها الغرفة و لما سألتها من الذي جاء قالت لها ان والدها خرج في مهمة إلى العاصمة،و في صباح اليوم الموالي لما استيقظت لم تجد والدتها في المنزل و عادت إلى غاية منتصف النهار.
ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع و بشاعة الجريمة و ثبوتها ضد جميع المتهمين،ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب