
كشف البروفيسور بن مسلوت رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بوهران عن إمكانية أن يكون المستشفى الجامعي بوهران مستشفى مرجعي في عملية التبرع وزرع الأعضاء من موتى إلى مرضى أحياء يكونون ضمن قائمة المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء خاصة القرنية كمرحلة أولية.
حيث يجرى حاليا تجهيز قاعة بالمصلحة بكافة التجهيزات بما يسمح بإجراء نقل الأعضاء من شخص متوفي إلى مريض ، على أن تكون هذه القاعة جاهزة مع نهاية السنة الجارية 2023، للشروع في إجراء العمليات بعد أن تكون مختلف الهيئات قد قطعت شوطا كبيرا من التحسيس في أوساط المجتمع بما فيهم الأئمة والمختصين من رجال قانون وأطباء وجامعات ومدارس وجمعيات وغيرها بأهمية العملية التي تعيد الحياة لمرضى في حاجة إلى أعضاء من أشخاص متوفين لا يمكن الإستفادة من هذه الأعضاء من أشخاص أحياء مثل القرنية أو القلب مثلا والتي لا يمكن التبرع بها إلا من متوفين.
قاعة خاصة بمصلحة الطب الشرعي ستخصص للتبرع بأعضاء المتوفين وستكون جاهزة قبل نهاية السنة الجارية
وأضاف المتحدث خلال الأيام الدولية الخامسة حول أخلاقيات الطب والتي خص موضوعها حول التبرع بالأعضاء عن ضرورة العمل التحسيسي والتجهيز للعملية من مختلف المستويات حتى يتم النجاح والتوفيق إلى الأهداف المرجوة لاسيما بوجود الوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء التي أنشئت منذ 2012. وأشار المتحدث إلى أنه لابد من تجنيد كامل المجتمع بما فيهم الأئمة، الجمعيات الأساتذة الجامعين وحتى المدارس من اجل التوعية بأهمية هذا الموضوع ، ولابد أن يتم تكوين الفرق من أجل الوقوف على العملية ومنها القاعة التي ستكون جاهزا قريبا للتحضير لعمليات التبرع التي تحول الأعضاء إلى بنك الأعضاء ومن تم إلى المريض والوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء هي الموكل لها عملية تسيير وهي تقوم بعمل جبار .لاسيما مع وجود اطر تنظيمية واخرى قانونية وحتى فتوى دينية تجيز القيام بها لإنقاذ حياة مرضى.
وأضاف رئيس مصلحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي بوهران أن نزع الأعضاء من الميت دماغيا يلعب دور كبير في ربح الوقت للقيام بعملية التجهيز لزرع الأعضاء وفائدة العملية للأشخاص الذين لديهم أمراض تستلزم زراعة وبها ستحل مشاكل صحية عويصة لاسيما وأن القانون الجزائري يسمح بالتبرع وفتاوى رجال الدين للشيخ حماني الذي أجاز العملية منذ سنة 1985 .غير أن العمليات تبقى محدودة أجريت 3 عمليات فقط خلال سنة 2019 اثنين في قسنطينة وواحدة في البليدة واستفاد منهم 3 مرضى لفشل كلوي وكبد . وفي وهران اقتصر فقط على نزع للأعضاء من شخص حي إلى آخر حي ولا توجد حالات للتبرع بالأعضاء من متوفين.
وقد وضعت الجهات المختصة سجل أطلق عليه سجل الرفض تسمح لأي شخص تسجيل نفسه أنه يرفض التبرع في حالة وفاته وقد أعطى المشرع الجزائري واسع التصرف إذا قبلت عائلات المتوفي التبرع لو لم يكن مسجلا في سجل الرفض .
وأكد رئيس مصلحة المسالك البولية والتبرع بالأعضاء بالمستشفى الجامعي لوهران على أهمية العملية لاسيما وأن الأرقام الإحصائيات الخاصة بسبر آراء حول عينة من العائلات تشير إلى نسبة معتبرة من القبول للتبرع بأعضاء المتوفين لديها مما يتطلب التكثيف من العمل .
وقد كشفت الوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء إلى أن حوالي 10 بالمائة من العائلات أعربت عن قبول بالتبرع وهي نسبة معتبرة مقارنة بدول مجاورة كفرنسا وان كانت فقط عينة .واجمع الأخصائيون على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الصحية والتكفل الأحسن بالمرضى بوجود تنسيقيات بالمستشفيات لمتابعة كل الوضع.كما نشير إلى أنه في إحصاء للموتى دماغيا لتحديد العدد ضمن
عمل استباقي لتحديد عدد الذين يمكن الاستفادة من أعضاءهم بموافقتهم أو موافقة عائلاتهم مع إجراء دائم لتكوين للمنسقين .كما أن الوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء سوف يكون لديها سجل خاص بالحالات المستعجلة التي بإمكانها الاستفادة من عمليات التبرع لإنقاذ حياتهم بعد رقمنة للقطاع ومختلف المصالح الصحية التي يتواجد لديها ملفات المرضى الذين هم في حاجة إلى أعضاء .
ونشير إلى أن عمليات زرع الأعضاء تبقى محصورة في التبرع من شخص حي إلى شخص آخر مريض غالبا ما يكون من أحد مقربي المريض ، في حين نقل الاعضاء من شخص ميت ونقلها الى مريض تبقى بعيدة عن الأهداف في الجزائر لعدة اعتبارات، مما تتطلب ضرورة التحسيس بأهمية الموضوع وتنظيم ملتقيات وتناولها من عدة جوانب طبية وقانونية وشرعية على حد سواء .
ونشير إلى أن زراعة الأعضاء تتمثل في الوقت الحالي في القرنية ، الأنسجة والخلايا الجذعية ، والكلى أيضا وهي من أكثر العمليات التي تجرى في الجزائر . علما ان زراعة الأعضاء هي إجراء علاجي معروف و مطبق عبر أنحاء المعمورة، لا تزال عمليات زرع الأعضاء البشرية في الجزائر تعاني نقصا كبيرا من حيث عدد العمليات المسجلة سنويا مقارنة بالمعدلات العالمية، كما أن نقل الأعضاء أو الأنسجة من شخص ميت هي حالات استثنائية إن لم نقل منعدمة، احتياجات المرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى عملية الزرع وإنقاذهم مرهونة بترقية و تطوير النظام الصحي بالجزائر، وعلاوة على ذلك فان مشكل الوعي الثقافي للتبرع بالأعضاء بدأ بالتلاشي، وأصبح ينظر لهذا النوع من العمليات بشكل ايجابي.وقد أعلنت الجهات الصحية في الجزائر عن قرب اطلاق برنامج محلي لنزع الأعضاء من الأشخاص المتوفين سريرياً، لإعادة زرعها لدى مرضى بحاجة إليها، بعد موافقة الشخص نفسه قبل وفاته أو عائلته، ضمن مسعى يستهدف تطوير عمليات زراعة الأعضاء في الجزائر.
وقد شهدت الأيام الدولية مشاركة مختصين من تونس ، فرنسا وسويسرا ومن مختلف مناطق الوطن لإثراء النقاش من خلال برمجة أزيد من 180 مداخلة على مدار يومين من الزمن .
ب.ليلى