الدولي

التصعيد المغربي يتواصل ضد تونس …العلاقات التونسية المغربية… إلى أين؟

تستمر الأزمة الديبلوماسية بين تونس والمغرب في غياب مبادرة رسمية للملمة الوضع ورأب الصدع بين البلدين، بالرفع من حدة الخلاف باتجاه المغرب نحو التضييق الإقتصادي على الشقيقة تونس، بعدما علقت العلاقات الديبلوماسية وقاطعت المشاركة في دورتين رياضيتين ستجريان هذا الشهر بتونس.

ويستمر الضغط المغربي على تونس تبعا للاستقبال الذي حظي به رئيس الجمهورية العربية الصحراوية “ابراهيم غالي” من طرف رئيس تونس “قيس سعيد” للمشاركة في قمة “تيكاد 8” بتونس، ولم تكن فيها تونس سوى مضيفة للقمة اليابانية الأفريقية ولم يكن لها الحق في إبداء موقفها من المشاركين، لأن المنظم والمشرف هي اليابان. بيد أن المغرب استغل الحدث فقطع العلاقات الديبلوماسية مباشرة واستدعى سفيره من تونس، فكانت ردة فعل تونس بالمثل، لكن التصرفات الغربية للمغرب لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت لتقاطع دورتين رياضيتين ستجريان بتونس هذا الشهر، في وقت يتردد أن المغرب مواصلة لاستفزازها تونس عبر إمكانة غلق الفروع المالية لها بتونس وهو ما نفته نقابة “التجاري بنك” مؤكدة أن نشاط البنك عادي ولا علاقة له بالسياسة، لاسيما وأنه يوفر 1800 منصب عمل مباشر. كما عبر المتعاملون الاقتصاديون عن تخوفهم من استمرار التصعيد لأن ذلك سيؤثر على نشاطهم في البلدين، خاصة وأن العلاقات الاقتصادية وخاصة التجارية وثيقة بينهما. من جهتها دعت نقابة الصحفيين التونسيين الاعلاميين إلى اتخاذ موقف حازم بخصوص تونس اتجاه المغرب، بالالتفاف حول تونس والرد على كل ما يسيء لتونس وسيادتها، بما في ذلك التطاول على مؤسساتها والرئيس “قيس سعيد”، مؤكدة أن الدفاع عن الوطن ووحدته وسمعته من أولى مهامهم، لأن المشاكل الداخلية تظل داخلية، لاسيما بعد الحملة الإعلامية الشعواء التي يقودها الإعلام المغربي ضد تونس. في حين عبر محللون تونسيون عن امتعاضهم ورفضهم لما يقال ضد تونس من طرف أشقائهم المغربيين، مستغربين الحملة الشرسة غير المبررة ضد بلدهم، وتساؤلهم عن السبب الذي يجعل المغرب في كل مرة يستغل الظروف الصعبة التي تمر بها تونس لينفذ خططه المشبوهة، على غرار ما حدث بعد أحداث 2011، التي استغل الملك المغربي الظروف وتنقل شخصيا إلى تونس خارقا البروتوكولات والتقى المتعلملين الأجانب وبعد مدة رحلوا من تونس باتجاه المغرب، كما أن المغرب حسبهم يرغب بترويض تونس وجعلها تابعة له اقتصاديا، بعد محاولة إقحامها في قضية تعتبر محايدة فيها وهي القضية الصحراوية لأنها بهيئة الأمم المتحدة، وقد حاولت الضغط على تونس قبيل قمة تيكاد 8 بطلبها الإعلان الرسمي عن موقفها ولو لم تذكرها بالاسم، وقد حاولت إفشال القمة اليابانية الأفريقية ولكنها فشلت، وهي تواصل خلق المشاكل لتونس حتى تفشل القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة، شهر نوفمبر القادم، إلى جانب المنتدى الإقتصادي الذي ستحتضنه تونس.

من جهته ذكر المحلل السياسي التونسي “ماجد البرهومي” أن سيادة تونس ورموزها خط أحمر، لا مجال لنقاشها، وكان على المغرب الاحتجاج على الاتحاد الإفريقي واليابان وليس تونس، لأن تونس استضافت قمة تيكاد 8 فقط دون أي تدخل منها، كما أن المغرب يحضر دوما جنبا إلى جنب مع الصحراء الغربية في مختلف المؤتمرات والندوات الدولية والاقليمية، وقد شارك في قمتين سابقتين لتيكاد بحضور الصحراء الغربية دون أن يصدر صوت، وكذا لقاء بروكسل الإفريقي الأوروبي، ولقاءات الاتحاد الإفريقي بعدما قاطع لسنوات وعاد لشغل مقعده من جديد. كما أضاف الحقوقي “ماجد البرهومي” أن حل المشكل بين البلدين يتم عبر قنوات رسمية، وبحوار مفتوح يسمح بتبادل وجهات النظر، وليس عبر حملات التشويه الإعلامية والتهجم غير المبرر على تونس، لأن استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها تونس لتنفيذ أجندات تضر باقتصادها وتعمق مشاكلها، تصرف مشين ولا يرقى للأخوة والجورة والتعاون بين البلدين.

يذكر أن تونس الرسمية لم تقم بأي خطوة اتجاه الأزمة المختلقة من طرف المغرب ضدها، بعدما قامت بسحب سفيرها من الرباط وإصدار بيان استغراب من الموقف التصعيدي الذي اتخذه المغرب، في حين ذكر مسؤولون تونسيون أن تونس حاليا مهتمة بالتحضير لاستقبال التظاهرات الثقافية، الاقتصادية والرياضيات الدولية، إلى جانب الاهتمام بالوضع الداخلي تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، بعدما نجحت في تمرير استفتاء دستور الجمهورية الجديدة.

ميمي قلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى