الثقافة

التلميذة ضاوية نور بن لعيد… جوهرة شعرية استثنائية تنتظر إلتفاتة المسؤولين بوهران

رغم فوزها بالجائزة الأولى في مسابقة “أشبال الثقافة” الوطنية لسنة 2024 عن فئة الشعر، لم تحظ الطفلة ضاوية نور بن لعيد، ابنة بلدية حاسي بن عقبة بولاية وهران، بأي تكريم أو دعم من السلطات المحلية أو الولائية.

 

موهبة شعرية نالت الثناء و التقدير في العديد من التظاهرات الوطنية و الدولية

 

التتويج جاء عن قصيدة كتبتها حول غزة، وتم تكريمها رسميا في العاصمة من طرف وزارة الثقافة والفنون، يوم 16 أفريل 2024، ضمن احتفالات يوم العلم. لكنها، وبعد عودتها إلى وهران، لم تجد أي جهة رسمية في استقبالها، ولا حتى كلمة تقدير، على عكس زميليها اللذين كرما محليا في ولايتيهما.

 

طفلة في سن العاشرة موهوبة في كتابة  الشعر و الرسم

 

ضاوية نور، المولودة في 06 نوفمبر 2014 بأرزيو، تدرس في السنة الخامسة ابتدائي بمدرسة 5 جويلية بحي اللوز، حاسي بن عقبة – وهران. بدأت منذ سنوات في التعبير عن أفكارها من خلال الشعر والخواطر،منذ سنواتها الأولى.

و لفتت نور انتباه محيطها بقدرتها الفطرية على التعبير من خلال الرسم والخواطر. لم تكن طفلة عادية تكتفي بقراءة القصائد أو مشاهدة الرسوم المتحركة، بل كانت تصنع عالمها الخاص بالألوان والكلمات، وتجسد أحاسيسها في لوحات ورسائل شعرية تتفوق على عمرها بكثير. موهبتها لم تمر مرور الكرام، بل سرعان ما بدأت تشق طريقها نحو الفضاءات الثقافية على المستوى المحلي والوطني، قبل أن تتجاوز الحدود الجغرافية إلى منصات عربية مرموقة.

وتملك أيضا موهبة ملحوظة في الرسم، وهو ما جعلها تشارك في عدة مسابقات ثقافية على المستويين المحلي والوطني ومنها مسابقة الفنان الصغير، من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام أين فازت بالجائزة الأولى في وهران، جوان 2024. و مسابقة عمر أبو ريشة، دمشق – سوريا. و المسابقة الدولية لأدب الطفل، القاهرة – مصر. و مسابقة الطفولة، الجزائر. إلى جانب مسابقة أشبال الثقافة (الدورة الثانية 2024)، الجائزة الأولى عن فئة الشعر.

 

 

إبداعات ضاوية لا تمر مرور الكرام أمام لجان التحكيم

 

تستعد لتمثيل الجزائر دوليا دون أي مرافقة ما يضاعف من حجم التهميش، أن ضاوية تستعد حاليا لتمثيل الجزائر في مسابقتين دوليتين، الأولى في دولة قطر، والثانية في مصر، خلال سنة 2025. غير أن هذه المشاركة تجري دون أي دعم محلي، لا من بلديتها، ولا من مديرية التربية، ولا من مديرية الثقافة بوهران. حتى التنقل، الاستعداد، التحضير النفسي والمعنوي… كل ذلك تتكفل به عائلتها المتواضعة. وهي تطالب اليوم من الجهات المعنية التفاتة صريحة من المسؤولين قبيل الدخول في المنافسات الدولية ومشاركتها المنتظرة في القريب العاجل في مصر وقطر .وتأمل الفتاة وعائلتها  أن يتم دعمها من مسؤولي ولايتها وهو ما يشكل لها دعم نفسي ومعنوي قادر أن يحقق لها نتائج ايجابية وتتمكن من تمثيل ولاية وهران وبلدها الجزائر أحسن تمثيل مما سيساهم في  صقل مواهبها مستقبلا وتنميتها بشكل يساعدها في المشاركة في المنافسات الدولية .

 

نداء صريح إلى والي ولاية وهران

 

إن تجاهل مثل هذه المواهب الشابة لا يضر فقط بمستقبلها، وهي تمثل صورة الولاية التي يفترض أن تدعم أبناءها وتفتخر بهم. وهي توجه نداء صريحا إلى  والي ولاية وهران، وإلى مديرية الثقافة، ومديرية التربية، من أجل التكفل العاجل بهذه الطفلة، ومنحها حقها المعنوي على الأقل من خلال تكريم رسمي، ثم مرافقتها ميدانيا في مشاركاتها المستقبلية و لها أمل كبير في والي وهران الذي كان قد التقى البرعمة ضاوية خلال زيارة عمل إلى بلدية حاسي بن عقبة حيث ألقت على مسامعه و مسامع الوفد المرافق له  قصيدة ترثي فيها شخصه و مواقفه أين أعجب بتلقائيتها و جودة شعرها  .

 

موهبة تحتاج دعما.. لا صمتا

 

ضاوية نور لا تطلب أكثر من أن ترى، وأن يعترف بما قدمته ليست بحاجة إلى وعود، بل إلى خطوات ملموسة. إنها تمثل الجزائر في الخارج، وتستحق أن تعرف أن بلدها يقف معها حسب مقربيها و قصة ضاوية نور بن لعيد ليست قصة فردية، بل تمثل شريحة واسعة من الأطفال الجزائريين الذين يختزنون طاقات كبيرة ، لكنهم يواجهون واقعا لا يرقى إلى أحلامهم. إن دعم مثل هذه الطفلة هو واجب وطني وثقافي، لأن بناء مجتمع المعرفة يبدأ من تشجيع الإبداع منذ الطفولة. على أن  تلتفت ولاية وهران هذه المرة إلى ابنتها المبدعة، قبل أن تطرق أبواب العالم باسم الجزائر على أن تجد من يدعمها في القريب العاجل .

 

ب. ليلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى