التواجد العثماني و تحريرهم لوهران ومرسي الكبير من الإسبانيين
بعد الإنتصار الذي حققه عروج في الجزائر و إستقرار الأوضاع الأمنية هناك . توجه إلي ناحية الغرب ليحرر المناطق المسيطر عليها من طرف الإسبان كوهران ومرسي الكبير وقلعة بني راشد . تاركا أخاه خير الدين حاكما علي الجهة الشرقية ومقيم في دلس.
وكذلك من بين الأسباب التي دفعت عروج التوجه نحو الغرب، هو مجيء وفد من أهل تلمسان طالبين منه النجدة ضد العدو الإسباني الذي تحالف مع أميرهم أبي حمو موسي ، حيث قام بعزل إبن أخيه أبي زيان من عرش تلمسان.
فإستجاب عروج لطلب الوفد القادم من تلمسان ،فتحرك بجيش قاصدا الجهة الغربية.ولما سمع الإسبان بخبر زحف عروج نحو عاصمة بني زيان ، شعروا بالخطر القادم إليهم، فهم يدركون أن أي خطأ سوف يكلفهم غاليا وتصبح وهران ومرسي الكبير تحت رحمة الأتراك. وأيضا خاف الإسبان من أن يقطع عليهم جيش عروج طريق قلعة بني راشد التي كانت تمونهم. وهذا ما أصر عليه عروج وكان يفكر فيه فعلا ، حتي يقطع المدد نحو الغرب .
إحتل عروج مدينة تنس بعد أن حارب أميرها حميدة العبد الذي إلتجأ إلي الجبال المجاورة. فنصب أخاه إسحاق علي رأس تنس تحت قيادته خمسة مئة جندي ليحمي ظهره من غدر الإسبان وكان ذلك سنة 1517م (ماجاء به الدكتور يحي بوعزيز ). ثم تابع طريقه متجها إلي تلمسان.
لما وصل عروج إلي عاصمة الزيانيين (تلمسان ) فر منها أبو حمو موسي حليف الإسبان. وقام أهل تلمسان بإخراج إبن أخيه أبا زيان من السجن وجعلوه علي عرش أجداده. لكن بمجرد جلوسه علي كرسي الحكم، حتى أخد يحرض أهل تلمسان علي عروج ويعكر الجو عليه ويثير الفتن.
لهذا قتل عروج أبي زيان وعدد من أفراد أسرته (هذا ما ذكره أحمد توفيق مدني ).بعد تخلصه من أبي زيان ،وجه عروج فرقة من الجيش إلي قلعة بني راشد بقيادة أحد قواده الذي كان دوما مرافقا له في حروبه البحرية يدعي 《إسكندر القرصيقي》.
في نفس الوقت كان والي وهران《دي كوماريس》يتهيأ لمهاجمة القلعة بتحالف الجيش الإسباني مع جيش أبي حمو موسي . فتم حصار قلعة بني راشد من طرف تلك الجيوش التي كانت تحت رئاسة القائد 《مارتين دي أرقوتي》، حتي يقطعوا وصول المدد إلي عروج ويعزلوه عن الشرق .
بعد الحصار لم يقدر الأتراك علي الصمود فطلبوا الأمان علي أنفسهم وممتلكاتهم فإستجابة الإسبان لذلك فمنحوهم إياه بشرط تسليم القلعة . فسلم الأتراك أنفسهم وإستعدوا للخروج من القلعة لكن غدر بهم جيش العدو الإسباني وشرعوا في تقتيلهم عن آخرهم وإستشهد في هذه الواقعة القائد الذي بعثه عروج( إسكندر )وأخاه إسحاق وكان ذلك في أواخر 1518م. حسب نفس المصدر احمد توفيق مدني وكذلك المؤرخ هايدو
ويذكر المؤرخون الإسبان أن سبب هذه المجزرة أن أحد الجنود رأي بيد إسكندر ترسا خيل له أنه لأبيه المقتول في المعركة ولم يستطع أبو حمو ولا القائد الإسباني إيقاف المجزرة . يري عبد الحميد بن أبي زيان في قول مؤرخي الإسبان أنه جاء ليبرر موقف والأعمال الوحشية التي قام بها إخوانهم الإسبان .
بقلم: بركان كراشاي هارون