عندما ستدق الساعة الثامنة والنصف ليلا اليوم ستتوقف الساعة عن الدوران وستتوجه أنظار كلّ الجزائريين إلى مكان واحد ألا وهو ملعب الأفراح مصطفى تشاكر بالبليدة والمواجهة الحاسمة والفاصلة المؤهلة لمونديال قطر التي ستجمع كتيبة جمال بلماضي بالمنتخب الكاميروني.
وقد حقق رفقاء الهداف التاريخي للخضر بأربعين هدف إسلام سليماني الأهم عندما تمكنوا في لقاء الذهاب أمسية الأربعاء أن يعودوا بكامل الزاد من ملعب “جابوما” بدوالا، بهدف من دون رد، تفوق يعطي الخضر أسبقية لا يستهان بها قبل لقاء العودة، لكن مازالت هناك تسعين دقيقة يجب أن يعرف فيها الخضر كيف ينهوا المهمة، التي لن تكون سهلة، لأن الأسود غير المروضة لريقوبار صونق لم تقل كلمتها الأخيرة وستدفع كلّ ما لديها لكي تتمكن من قلب الطاولة على منتخبنا، لهذا يجب الحذر ثم الحذر وكما صرّح سليماني مع انتهاء لقاء اليوم الجمعة : “لم نفعل أي شيء لغاية الآن ولم نتأهل بعد للمونديال”. بهذه العقلية سيدخل منتخبنا لقاء اليوم بدعم كبير من جماهيرنا والتي سيكون حضورها مقدر ب30 ألف مناصر، حضور سيكون له وزنه الكبير في ملعب لم يعرف فيه الخضر الهزيمة ولا مرّة ويجب اليوم المواصلة على نفس النهج وتحقيق التأهل الخامس في تاريخ الكرة الجزائرية للمونديال والذي سيقام لأوّل مرّة في دولة عربية ألا وهي قطر.
السؤال الذي يبقى يطرحه كل الجزائريين والمتتبعين لشؤون الكرة وهو بأي طريقة وبأي تشكيلة سيدخل جمال بلماضي هذا اللقاء، هو الذي عرف تكتيكيا كيف يوقف زحف الكاميرونيين ويفوز عليهم بعقر الديار وينهض برجاله في نفس المكان الذي سقطوا فيه منذ أكثر من شهريا بدوالا وحوّلوا “نقمة” “جابوما إلى “نعمة”.هل سيحافظ على نفس النسج التكتيكي ويدافع تاركا المبادرة للكاميرونيين واللعب عن طريق المرتدات والكرات الثابتة أم أنه سيلعب ورقة الهجوم، على الأقل في البداية باحثا عن التهديف أوّلا ولم لا قتل اللقاء بهدف ثاني. من الصعب معرفة ما سيقوم به “الكوتش” لأن الخيار سيكون صعب في هذا اللقاء الحاسم، الذي سيلعب فيه مصير منتخبنا.
في حراسة المرمى، مبولحي سيعوّل عليه كثيرا لكيف يحافظ على عذرية الشباك ولو ينجح في ذلك سنتأهل للمونديال حتى لو لا نسجل. في المحور السؤال يبقى مطروح هل سيحتفظ بثلاثية، ماندي، بلعمري وبدران أم أنه سيحذف ابن البليدة. التسائل الآخر وهو هل سيوظف عطال في الرواق الأيمن أم أنه سيحافظ على بن عيادة، الذي أدى لقاء في المستوى بدوالا وأخيرا، من سيعوض بن سبعيني المعاقب، هل طوبة أو لعوافي؟
في وسط الميدان إن كانت مكانة بن ناصر لا نقاش فيها، هناك تساؤل حول دور زروقي، هل سيحتفظ به أم يوظف، بن دبكة أو قديورة وهل سيدخل هذه المرّة، سفيان فغولي أساسيا لصانعة اللعب، أما في الهجوم، ثلاثية، محرز، بلايلي و”سوبر سليماني” لا نقاش فيها.الأكيد أن الكل سيحبس أنفاسهم سهرة اليوم وينتظر المرور للمونديال عند الصافرة النهائية للحكم قاساما…
ل.عبد القادر