تقدمت الجزائر بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية ووصول المساعدات بشكل سريع إلى سكان القطاع.
وينص مشروع القرار، بحسب ما نقلته وكالة رويترز، على “رفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطيين”، ويطالب جميع الأطراف إلى الامتثال إلى القانون الدولي، ووصول المساعدات الإنسانية إلى كامل مناطق قطاع غزة دون عوائق.ونقل المصدر نفسه عن دبلوماسيين، أن الجزائر عرضت مشروع القرار على مجلس مكون من 15 عضوًا، الأربعاء الماضي، اجتمع لمناقشة حكم محكمة العدل الدولية، يأمر الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية.
وأشارت الوكالة إلى أنه لا يُعرف إذا كان من الممكن طرح مشروع القرار الجزائري للتصويت ومتى موعد ذلك، لافتًا إلى أن المشروع بحاجة موافقة تسعة أعضاء وعدم استخدام حق النقض من طرف الدول الخمسة التي تملكه.وفي أواخر جانفي، دعت الجزائر مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع يهدف إلى منح صيغة تنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية على الاحتلال الإسرائيلي.واعتبرت الجزائر حكم محكمة العدل الدولية، إعلانًا عن بداية نهاية حقبة الإفلات من العقاب الذي استغلها الاحتلال الصهيوني، لاضطهاد الشعب الفلسطيني وقمعه وانتهاك حقوقه المشروعة.
بوغرارة :مجلس الأمن مطالب بتنفيذ قرارات العدل الدولية والكيان يعيش ضغطا داخليا كبيرا
وفي هذا السياق أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد الحكيم بوغزارة، هذا الخميس، أن كلمة مندوب الجزائر الدائم في مجلس الأمن، هي رسالة قوية وجرأة كبيرة لوضع النقاط على الحروف والتأكيد بأن الكيان الصهيوني ليس المجرم الوحيد في الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة، بل الأنظمة الداعمة له بالأسلحة والمواقف السياسية متورطة أيضا ، مما جعل رسالة الجزائر تأخذ أبعادا في مختلف وسائل الإعلام العالمية وأمام المجتمع الدولي والمنظمة الأممية. وقال الدكتور بوغرارة لدى حلوله ضيفا على برنامج “ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى ” إن كلمة الجزائر عددت ما يحدث في قطاع غزة والقضية الفلسطينية بصفة عامة، وأعتقد أن هذا الأسبوع كان مهما جدا في دعوة الجزائر للاسراع في إيجاد الصيغة التنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية”
وأضاف ، بأن خطوات الجزائر من أجل وقف المأساة الإنسانية التي تحدث في غزة و محاكمة الكيان الصهيوني من شأنها أن تعيد تموقع الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية مضيفا بأن الجزائر أصبحت حاملة قلم و تقدم مشاريع ودعوات لجلسات طارئة في مجلس الأمن ما من شأنه تحريك صمت العرب الذي أصبح يحسب تواطأ مع الكيان و يرفع مستويات الضغط عليه لوقف جرائمه.كما أكد الضيف، أنه يتعين على مجلس الأمن الذي يعنى بالحفاظ على السلم والأمن العالميين الإسراع في تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية وفي حال عدم موافقته في تبنى قرارت محكمة العدل الدولية وعدم إيجاد طريق لتجسيدها سيسوق صورة بائسة وسيئة له.
من جهة أخرى، قال المتحدث بأنه لوحظ تراجع كبير في زيارة الكيان وتقديم الدعم له من طرف الأنظمة الغربية و غياب شبه تام لوسائل الإعلام الأجنبية، لأن الأطراف الغربية أيقنت بأنها كانت مذنبة في تقديم الدعم اللا مشروط للكيان الصهيوني، مشيرا الى أن التصريحيات الأخيرة لنتنياهو حول إستعداده لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ولو سقطت حكومته تعد تغييرا كبيرا يعكس الضغط الرهيب الذي يعيشه الكيان والذي من شأنه تهديد أمنه وتشكيل خطر بنشوب حرب أهلية داخلية.
محمد/ل