بعد مباراة صعبة للغاية وضغط رهيب عاشه كل الجزائريين لغاية آخر رمق من هذه المواجهة ضد “خيول” بوركينا فاسو،اكتفى رفقاء محرز بالتعادل الذي يكفيهم للتأهل للقاء السد في مارس المقبل.
وقد واجه المنتخب الجزائري نظيره البوركينابي بحضور حوالي 14 ألف متفرج حيث دخل أشبال المدرب بلماضي بالتشكيلة المثالية، عدا غياب عطال المصاب وفغولي الذي وضعه الناخب الوطني في دكة البدلاء لأسباب تكتيكية، حيث فضل بلماضي أن يلعب بخطة 4-4-2، واضعا سليماني وبونجاح في الهجوم. وقد سجل المنتخب في هذا اللقاء عودة كل من سبعيني في الرواق الأيسر وبلعمري في المحور، في الوقت الذي دخل بن عيادة أساسي في الرواق الأيمن بدلا من لاعب نيس وأيضا بدلا من حلايمية الذي دخل أساسيا ضد جيبوتي بمصر.
كانت بداية المباراة حذرة من جانب الخضر، حيث وجدوا صعوبة في صنع فرصة سانحة للتهديف، لاسيما وأن أرضية الميدان كانت ثقيلة ولم تساعد على اللعب الجميل واستعمال التمريرات القصيرة.و أوّل محاولة خطيرة للخضر كانت في الدقيقة الـ18، وقذفة سليماني التي صدّها الحارس كوفي بصعوبة، لتأتي الدقيقة الواحدة والعشرون وتوغل ابن الباهية بلايلي من الجهة اليسرى يفتح، ومحرز يتمكن من تحويلها إلى هدف فاتحا باب التهديف للخضر في هذا اللقاء والسادس والعشرون في مسيرته الدولية (1-0).
رد فعل منتخب “الخيول” كان في الدقيقة الـ25 ودربكة في منطقة عمليات الخضر، وفي الدقيقة الـ28، مبولحي أجبر على التدخل لصد محاولة الضيوف الخطيرة.
في الدقيقة الـ34 بونجاح يضيع ما لا يضيع بعد أن منح بن ناصر كرة ممتازة إلى محرز، الذي يمررها بدوره إلى بونجاح، الذي عجز عن إضافة الثاني.فرصة ندم عليها الخضر كثيرا، لأن في الدقيقة الـ37، الزوار بهجوم خاطف، صانوقو يجد نفسه وجه لوجه مع الحارس مبولحي ويتمكن من معادلة النتيجة واضعا الخضر في موقف محرج للغاية (1-1).
الشوط الثاني دخله الخضر مثلما خرجوا منح والمبادرة كانت من جانب “الخيول”، رغم التغيير الذي قام به بلماضي بإقحام فغولي مكان بغداد بونجاج، حيث كان واضحا أن لاعبي الخضر دخلهم الشك بعد هدف التعادل.ولكن عندما تملك لاعبين كبار، فإنك قادر أن تعود في المباراة في أي لحظة وتأتي الدقيقة السابعة والستون و”بلبل” وهران، بلايلي يتوغل في منطقة العمليات من الجهة اليسرى ويمنح كرة حاسمة إلى البديل فغولي الذي مرة أخرى يسجل الهدف الثاني الذي أراح الجميع وأعاد الطمأنينة لنفوض اللاعبين، ولو أن الفريق الزائر بقي مركزا وموزع بطريقة ذكية فوق الميدان (2-1).
وللأسف تأتي الدقيقة الـ81 وبلعمري يرتكب خطأ في منطقة العمليات والحكم يمنح ضربة جزاء نفذها القائد دايو إيسوفو بنجاح معدلا النتيجة ما جعل نهاية اللقاء دراماتيكية وتحت ضغط رهيب ورهيب للغاية.ولتنتهي المباراة على وقع هذا التعادل الذي يكفي تأهل الخضر لمباراة السد في شهر مارس المقبل ويتنفس كل الجزائريين الصعداء…
أجواء حماسية صنعها الأنصار ساعات قبيل انطلاق المباراة
هذا يصنع أنصار المنتخب الوطني لكرة القدم الذين يتوافدون على ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة منذ ساعات الصباح الأولى أجواء حماسية غابت عن هذا الملعب لمدة تقارب السنتين بسب جائحة كورونا و هذا قبيل ساعات من انطلاق المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني و منتخب بوركينافاسو في إطار تصفيات المجموعة الإفريقية الأولى المؤهلة لمونديال 2022 بقطر.فبعد عامين من غياب الجمهور الرياضي عن ملعب مصطفى تشاكر عاد أنصار الخضر اليوم الثلاثاء إلى مدرجات هذا الملعب بحيث توافدوا بقوة منذ ساعات الصباح الأولى من مختلف ولايات الوطن موشحين بالعلم الوطني و مرددين أهازيج و أغاني تشيد بالمنتخب الوطني بالرغم من برودة الطقس و تساقط الأمطار .و شهدت المداخل المخصصة لدخول الأنصار تشكل طوابير طويلة بالرغم من أن المباراة ستنطلق على الساعة (00ر17 سا) تحت إشراف و تنظيم مصالح الأمن التي حرصت على تطبيق البروتوكول الصحي مع التأكد من حمل كل مناصر لتذكرة المقابلة مرفوقة بالجواز الصحي وبطاقة الهوية قبل السماح له للدخول إلى الملعب.و في هذا الصدد عبر الأنصار عن فرحتهم و حماسهم الكبيرين لعودتهم إلى مدرجات هذا الملعب الذي لقبوه ب”ملعب الانتصارات” لافتين إلى أن برودة الطقس لم تثنيهم عن التنقل إلى ولاية البليدة و قطع مسافات طويلة لمؤازرة فريقهم الوطني.
و لضمان الانسيابية المرورية عبر جميع الطرق المؤدية إلى ملعب الشهيد مصطفى تشاكر و حماية الأنصار وقفت وأج على التواجد المكثف للفرق الشرطية الراكبة و الراجلة التي تسهر أيضا على تأمين الفضاءات المخصصة لركن السيارات التي امتلأت بالكامل بسيارات المناصرين الحامل لترقيم مختلف ولايات الوطن.بدورها حرصت مصالح الحماية المدنية هي الأخرى على توفير التغطية الصحية و الأمنية للأنصار من خلال تسخير 200 عون و فريق طبي مؤهل مع تنصيب مركز طبي متقدم خلف المدرجات مكون من 50 عون و فريق طبي لضمان إسعاف المناصرين.
و في هذا الصدد توصي مصالح الحماية المدنية الأنصار بضرورة احترام التباعد الجسدي خلال التجمعات و داخل المدرجات مع ضرورة ارتداء الكمامة و تفادي الازدحام أثناء الدخول داعية إياهم إلى التوجه نحو أعوان الحماية المدنية المتواجدين داخل الملعب أو المركز الطبي المتواجد خلف المدرجات في حالة إصابتهم بالتعب أو الإرهاق أو الغثيان الشديد أو الجروح.
ل.عبد القادر