الرياضة

“الخضر” يحظون باستقبال السلطات العمومية في أجواء مفعمة بالاعتزاز والفرحة

حظي المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم باستقبال من طرف السلطات العمومية، يتقدمها الوزير الأول وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان، وذلك وسط أجواء مفعمة بالاعتزاز والفرحة بالإنجاز الذي حققه “محاربو الصحراء” في الأراضي القطرية عقب تتويجهم بكأس العرب فيفا-2021، يوم السبت، إثر فوزهم في النهائي على تونس (2-0).

وكان الوزير الأول وزير المالية، مرفوقا بأعضاء من الحكومة وكذا مستشار رئيس الجمهورية، السيد عبد الحفيظ علاهم، لتقديم تحية عرفان وتقدير لأبطال العرب، الذين شرفوا الراية الوطنية بامتياز.وعلى مستوى بهو القاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي، جرت دردشة بين الوزير الأول و ركائز الفريق الوطني على غرار النجم يوسف بلايلي، ياسين براهيمي إضافة الى الناخب الوطني، مجيد بوقرة، الذي بدى متحمسا لمقاسمة هذه الأفراح مع الجماهير الجزائرية بثوب المدرب بعدما “تذوقها” كلاعب مع “الخضر” في 2009، حينما ساهم في عودة الجزائر إلى المونديال من موقعة “أم درمان” الشهيرة، ثم الاحتفال بمرور “الأفناك” إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014.

وفي تصريح مقتضب لـ”وأج”، قبيل انطلاق حافلة المنتخب الوطني للقيام بدورة شرفية بالشوارع الرئيسية للعاصمة، قال بوقرة : “صراحة .. أشعر بنفس أحاسيس الفخر و الاعتزاز حينما سأحتفل بمعية اللاعبين على متن الحافلة المكشوفة، حيث اشتقت لها منذ آخر احتفال عقب مونديال 2014. الحمد لله الذي وفقنا لبلوغ هدفنا بإسعاد الشعب الجزائري من خلال هذا التتويج”.وأضاف “الماجيك” بنبرة متواضعة : “علينا تقديم الشكر للاعبين الذين أبانوا عن عزيمة كبيرة. أهدي هذا الفوز لجميع الجماهير الجزائرية و لوالداي خاصة أمي العزيزة، والعاقبة لانتصارات أخرى ان شاء الله”.

وخلال الدردشة التي جمعت عناصر التشكيلة الوطنية بالمسؤولين، شدّد خلالها المهاجم بغداد بونجاح، المرتدي الوشاح الفلسطيني، على أنه ورفاقه دوما يلعبون من أجل الشعب ورفع راية الوطن عاليا، فالهدف هو إسعاد الأنصار، “والنية الطيبة والعزيمة التي تحلى بها المدرب واللاعبون عوّضت نقص الانسجام. التلاحم والرغبة سمحا لنا بتسيير الدورة بحنكة و نجحنا في نهاية المطاف في انتزاع الكأس العربية”.

و بابتسامة عريضة، أكد إبن مدينة وهران أن “رفاقه في نادي السد القطري لم ينزعجوا مني بمساهمتي في إقصاء منتخب -العنابي- من نصف النهائي على أرضه وأمام جمهوره .. هذه هي كرة القدم لقد هنؤوني بالتتويج معترفين بقوة المنتخب الجزائري”.

بدورهما، أكد الثنائي براهيمي (صاحب جائزة الكرة الذهبية لأحسن لاعب في الدورة) و بلايلي (صاحب الكرة الفضية) في دردشتهما مع الوزير الأول وبقية الطاقم الحكومي، أن التشكيلة الوطنية تجاوزت الإرهاق والتعب متسلحة بالإرادة في إعلاء الراية الوطنية من خلال الرجوع بالتاج العربي إلى أرض الشهداء.

ومن بين النجوم التي “سرقت” أضواء الكاميرات وميكروفونات الصحفيين بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر، “أمير” اللقاء النهائي، أمير سعيود، بفضل تمكنه من فك شفرة الدفاع التونسي، بعد دخوله بديلا، بتسديدة و لا أروع “فجرت” حناجر الجزائريين عبر بقاع العالم.”شرف كبير أن يتم تكريمنا من شعبنا وبلادنا. سعادتي لا توصف بإدخال البهجة على قلوب الجزائريين .. هدفي جاء في الوقت المناسب وفي سيناريو صعب خلال نهائي المنافسة العربية التي لم تكن باليسيرة، ولهذا نستحق هذه البطولة عن جدارة”، تلك كانت كلمات لاعب نادي الطائي السعودي و تعابير الغبطة بادية على محياه.

ومن العناصر التي برزت خلال النسخة العاشرة من كأس العرب بالدوحة القطرية، متوسط ميدان شباب بلوزداد، زكريا دراوي، الذي عبر عن فخره بمساهمته في هذا التتويج قائلا : “الشعب الجزائري معروف بحبه لكرة القدم ونحن فخورون بمشاركتهم هذه الفرحة و نتمنى أن نسعدهم في قادم المواعيد. وهو ما يحفزني على مواصلة العمل لتطوير مستواي بهدف التواجد مع المنتخب الوطني”.

وعبر أحد نجوم الدورة، المدافع المحوري لنادي الترجي التونسي، عبد القادر بدران، عن فخره بهذا الانتصار “المبين” معتبرا إياه أنه “أبرز إنجاز في مسيرتي الكروية بنيل كأس العرب مع المنتخب الوطني”، مشيرا أنه يلعب في “أحد أقوى الأندية الإفريقية” ولكن “أطمح دوما الى الأفضل، فهذا التتويج العربي وتواجدي مع المنتخب يمنحاني دفعة إضافية لتحقيق مشوار رياضي كبير”.

وبعدها استقل لاعبوا المنتخب الجزائري الحافلة المكشوفة لمواصلة الاحتفالات الشعبية مع الجماهير الجزائرية التي كانت تنتظرهم بأعداد غفيرة في الشوارع الرئيسية للعاصمة، ليكون فندق “الأوراسي” بالأبيار المحطة الأخيرة للفريق الوطني الذين سيبيتون فيه، تحسبا للاستقبال الرسمي الذي سيخصصه لهم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين بقصر الشعب.

وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، و رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” عمارة شرف الدين، إضافة الى الرباعي بونجاح وبراهيمي وبلايلي وبلعمري، الذي حمل مجسم الكأس الغالية، وكذا المدرب الوطني مجيد بوقرة، كانوا أول النازلين من طائرة الخطوط الجوية الجزائرية.و توج رفقاء ياسين براهيمي باللقب العربي الأول في تاريخ الكرة الجزائرية، عقب فوزهم على تونس بنتيجة 2-0 (بعد الوقتين الإضافيين) في نهائي كان مثيرا من حيث الفرجة والندية بملعب “البيت” بالعاصمة القطرية الدوحة. وسجل هدفي المباراة كلا من أمير سعيود (د 99) وياسين براهيمي (د 120+5).

 

 

استقبال شعبي منقطع النظير لأبطال العرب عبر مختلف الشوارع الكبرى بالجزائر العاصمة

 

 لم تمنع برودة الطقس التي سادت ليلة الأحد الجزائر العاصمة وشوارعها، عشرات الآلاف من المواطنين لتشكيل ممر شرفي عملاق امتد على مسافة كيلومترات بين المطار الدولي -هواري بومدين- و ساحة أول ماي الى غاية فندق “الأوراسي” بالجزائر العاصمة، لتخصيص استقبال “ملكي” يليق بالمنتخب الجزائري العائد من العاصمة القطرية الدوحة، متوجا بكأس العرب لكرة القدم، للمرة الاولى في تاريخه، عقب الفوز على تونس في النهائي يوم السبت بنتيجة (2-0) بعد الوقتين الاضافيين.فمنذ ظهيرة يوم الأحد، اصطف آلاف المواطنين رجالا و نساء و أطفالا وحتى من كبار السن، على جانبي الطريق المخصصة لمرور موكب الفريق الوطني هاتفين بحياة الجزائر : “وان تو ثري.. فيفا لالجيري” و “شومبيوني، شومبيوني” (نحن الابطال، نحن الابطال).. في جو احتفالي بهيج، أعاد الى الأذهان الاحتفالات الجماهيرية الراسخة في الأذهان على شاكلة التاج القاري في 2019، والمشوار المحقق في مونديال 2014 وكذا “ملحمة أم درمان” في 2009.

الحضور الجماهيري كان خارقا حتى على مستوى الطريق السيار، فبالرغم من انخفاض درجة الحرارة الى ادنى مستوياتها بالليل (10 درجات فوق الصفر)، إلا أن الجماهير وبكل أطيافها أبت إلا أن تقاسم أشبال مجيد بوقرة الفرحة العارمة بالتتويج، تعالت خلالها الأهازيج والأغاني الممجدة لـ”الخضر” وسط دوّي المفرقعات وزغاريد “الجنس اللطيف”، في ليلة أضاءتها الالعاب النارية ولم تكُ بالظلماء.وأمام هذا الصخب الاحتفالي الضخم، وجدت الحافلة التي تقل أبطال العرب، صعوبات كبيرة في مغادرة المطار، كما واجه العدد الهائل لعاصر الأمن والدرك الوطنيين، صعوبات كبيرة في فسح المجال للموكب.

 

 

ترقب لساعات… قبل انفجار الحناجر

 

 

عقارب الساعة كانت تشير الى الثامنة والربع مساء، حطت الطائرة التي تقل رفاق “الموهبة” إلياس شتي فوق “التراب” الجزائري.وطأت أقدام “محاربي الصحراء” القاعة الشرفية بالمطار الدولي، في “استراحة محارب”، حيث لقوا خلالها استقبالا رسميا من طرف الطاقم الحكومي على رأسه الوزير الاول وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمن، قبل إطلاق العنان لموكب احتفالي شعبي من مقام الكبار. الجميع على أحر من الجمر يترقب في الخبر السعيد، ويكرر ذات السؤال : “متى يصل الموكب”؟؟.. هنا بساحة “الوئام” بأول ماي، تتنظر الآلاف من الجماهير، لاعبي المنتخب الوطني، “متسلحين” بحرارة الاجواء الاحتفالية للتغلب على برودة الطقس.سيدات رفقة أطفالهن الرضع، فتيات في مقتبل العمر، شبان، كهول، وحتى مسنين، ينظرون الى بعضهم البعض متسائلين “أين وصلت حافلة الأبطال”، ويأخذون اتصالا هاتفيا بذويهم الذين تابعوا الحدث عبر الشاشة الصغيرة، لمعرفة مكان تواجدها.الكل هنا يلتحف الألوان الوطنية، منهم من يحمل العلم الجزائري ومنهم من يضع وشاحا كتب عليه إسم “الجزائر” باللغتين العربية والفرنسية… حتى راية فلسطين كانت حاضرة بقوة. البعض من الشباب والمراهقين كان يمارس “هوايته” بالنفخ على آلة “الفوفوزيلا”، والبعض الآخر راح يأخذ صور “سالفي” كذكرى سعيدة.حشود كبيرة غصت بهم شوارع مدينة الجزائر، قادمين من مختلف المدن والولايات، عائلات بأكملها تهتف أحيانا بحياة الفريق الوطني، وأحيانا أخرى يمجدون لاعبي المدرب “الماجيك” مجيد بوقرة.

الخروج من المطار كان صعبا والسير في الطرقات الكبرى كانت المهمة الأصعب، حيث لم يبلغ زملاء النجم يوسف بلايلي قلب العاصمة إلا “بشق الانفس” بالنظر إلى “الأمواج” البشرية “المتدفقة” من كل حدب وصوب. وجاءت لحظة “الذروة”، عندما دقت الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا. الحافلة المكشوفة للأبطال ها هنا، تسير ببطء أمام مرأى الحشود الكبيرة جدا التي كانت تحتفل بـ”الخضر” حتى من العمارات… أهازيج وأغاني من هنا، هواتف ذكية تخلد أجمل اللحظات بصور وفيديوهات، من هناك… في جو تحول “ليله كنهاره” بالألعاب النارية والمفرقعات.الأمواج البشرية راحت تتقفى أثر الحافلة التي جابت شوارع أخرى من العاصمة على غرار كريم بلقاسم بتيليملي، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، حيث لم يهدأ لها بال، إلى غاية وصول وفد “الأفناك”، بعد منتصف الليل، الى فندق “الاوراسي” بالأبيار مقر إقامتهم، تحسبا للاستقبال الرسمي الذي سيخصصه لهم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين بقصر الشعب.

بعدها عاد المناصرون أدراجهم، فمنهم من سار على الأقدام ومنهم من ركب سيارته، مشغلا الأغاني الوطنية بمكبرات الصوت، ومطلقا، في نفس الوقت، منبهات المركبات، وسط جو احتفالي بهيج، يعيد الى الذاكرة الاحتفالات بالإنجازات الكروية التي حققها “الخضر” قبل سنوات، كما تمنوا تكرار السيناريو العربي في نهائيات كأس افريقيا للأمم-2022 بالكامرون (9 يناير- 6 فبراير)، متوعدين المنتخبات الافريقية بالهزيمة على يد زملاء رياض محرز، من أجل تجديد “التربع” على “عرش” القارة السمراء بلقب افريقي ثالث.

 

 

 

ق.ر/الوكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى