
“الديوان” تراث متوارث عن الأجداد ونعمل على الحفاظ عليه والتعريف به في العالم
أجمع فنانو ديوان من بشار، على هامش فعاليات الإقامة الموسيقية “وان بيت الصحراء” المقامة حاليا بتاغيت، على أن هذا الفن “تراث موسيقي جزائري وشمال إفريقي متوارث عن الأجداد” وأنهم بممارستهم له يعملون على “الحفاظ عليه والتعريف به في العالم أجمع”.
وقال الفنان امحمد الدامو من فرقة “سيدي بلال” العريقة، المؤسسة من طرف والده، أن الديوان “فن جزائري متوارث عن الأجداد و يجسد البعد الإفريقي للجزائر”.ولفت المتحدث، الذي شارك في العديد من المهرجانات الوطنية، إلى أن هذا الفن “منتشر حاليا في مختلف مناطق الوطن كوهران وعين الصفراء والعاصمة وقسنطينة وغرداية وورقلة”، وقد اكتسب “شهرة دولية” من خلال حضور العديد من الفرق والفنانين في الخارج على غرار فرقة “قعدة ديوان بشار” المتواجدة بفرنسا والفنانة حسنة البشارية وكذا الباحثة الموسيقية الأمريكية تمارا تورنر التي استقرت بالجزائر لسنوات لإجراء بحوث حول هذا الفن وأصوله.قوأشار الفنان إلى أن الديوان، الذي يقام في المناسبات العامة والخاصة يضم “المقدم” وهو القائم الأول على الفرقة و”المعلم” الذي يعزف على القمبري وكذا “كويو بانغو” وهو مؤدي كلمات عازف القمبري و”القناديز” وهم الراقصين والضاربين على القرقابو وآخرين غيرهم، يقول الدامو مضيفا أن الديوان فيه عدد “غير محدود” من الأبراج (المقاطع) يتم حفظها وأداؤها بالعربية والبامبرا وغيرها من لغات منطقة الساحل.
وقال من جهته الفنان عبد الحاكم عبد اللاوي المعروف ب “معلم حاكم”، وهو مغني ديوان وعازف على آلة القمبري ومؤسس فرقة “ديوان الواحة”، أن الديوان فن “جزائري متوارث عن الأجداد”، مضيفا أنه “من خلال ممارسته له يعمل على الحفاظ عليه والتعريف به في العالم”.ورجع “معلم حاكم” إلى بداياته مع الديوان قائلا أنه “منذ الصغر ولما كان فنانو الديوان بالمنطقة يبرزون في المناسبات الدينية كالأعياد والمولد النبوي كان هو معجبا بحضورهم وبعزفهم على آلاتهم التقليدية وخصوصا القمبري الذي كان يستمع له بابتهاج وفرح كبيرين ..”.
وأضاف أن حبه للقمبري جعله يصنع واحدا من اللوح ويحاول إعادة ما يسمعه إلا أنه كان يصطدم ببعض الأبراج التي كانت صعبة الأداء بالنسبة له ما جعله يتقرب من معلم ساعده في التحكم فيها وهكذا نشط أول ليلة له في الديوان وهو لا يتجاوز 16 عاما.
ولفت المتحدث إلى أنه شارك في 2008، رفقة فرقته، في المهرجان الوطني الثاني لموسيقى الديوان ببشار والمهرجان الدولي لموسيقى الديوان بالجزائر العاصمة وأيضا في حفل فني بالصين في إطار التبادل الثقافي.ويوضح الفنان أن الديوان “لا يتواجد فقط بمنطقة الساورة وإنما أيضا بأغلب ولايات الغرب الجزائري، كما يتواجد في الشرق الجزائري من خلال مثلا فرقة “دار بحري” بقسنطينة غير أنه أقرب إلى السطمبالي التونسي منه إلى الديوان البشاري ..”، يقول حاكم.
زيناني عبد المجيد، رئيس فرقة “قعدة الواحة” ببشار، يقول أن الديوان “جزء لا يتجزأ من عادات وتقاليد منطقة بشار ويقام عند كل مناسبة ..”، مرجعا من جهة أخرى انتشاره الكبير في الجزائر وخارجها لكونه “محبوبا من طرف الشباب ولتطور الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي زادت من الاهتمام به و انتشاره..”.وتستمر هذه الإقامة، التي تنظمها السفارة الأمريكية بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون، بإقامة العديد من ورشات العمل المشترك الهادفة للتكوين وتبادل الخبرات والمعارف وكذا التأليف، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المرافقة، وستختتم بتنظيم حفل فني بالقرب من المنحوتات الصخرية للمدينة.
وسينتقل بعدها الفنانون إلى الجزائر العاصمة أين سيقضون أسبوعا آخر بدار عبد اللطيف لمواصلة تدريباتهم وورشاتهم على أن تختتم الإقامة ككل بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في 11 مارس.وتهدف هذه التظاهرة إلى توفير تكوين عالي المستوى للفنانين المشاركين وإنتاج موسيقى جديدة وأصيلة وكذا فتح آفاق عمل جديدة لهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري والإفريقي والأفرو-أمريكي والتعريف بالإمكانيات السياحية لتاغيت والجزائر.
ق.ث/الوكالات