الثقافة

الذكرى ال60 لاستشهاد العقيد محمد زعموم:أساتذة باحثون  يؤكدون  على الدور الكبير للشهيد في الحركة الوطنية

أجمع مشاركون، نهاية الأسبوع  بالجزائر العاصمة، في فعالية إحياء الذكرى ال60 لاستشهاد محمد زعموم، المدعو “سي صالح”، على الدور الكبير الذي لعبه الشهيد في الحركة الوطنية والكفاح المسلح في الولاية التاريخية الرابعة.

وأوضح الباحث في التاريخ، عبد العزيز بوكنة، في ندوة تاريخية نظمت بالمتحف الوطني للمجاهد، أن الشهيد سي صالح، “لعب دورا كبيرا في مسار الحركة الوطنية وفي تنظيم الولاية التاريخية الرابعة وذلك بعد توليه قيادتها عقب استشهاد قائدها الأول، محمد بوقرة”.

وذكر المتحدث أن أحمد زعموم (1928-1961) عين على رأس الولاية التاريخية الرابعة التي تعرضت إلى قمع عسكري استعماري شديد بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وقد “ورث زعموم وعمره آنذاك 32 سنة مشاكل عويصة خاصة فيما يتعلق بالتسليح وتوفير المؤونة للمجاهدين ومواجهة الجحيم الذي تسبب فيه خطي شال و موريس”.

وأردف في السياق، أن الشهيد كان على رأس الولاية التاريخية الرابعة و “برفقته نخبة من الإطارات لم تتوفر عليها الولايات التاريخية الأخرى” في إشارة منه إلى سليمان دهيليس و بن يوسف بن خروف غيرهم من الأسماء “ذات الكفاءة العالية”.وأكد السيد بوكنة أن الشهيد سي صالح “سعى إلى لم الشمل والتنسيق بين الولايات قصد الخروج من الورطة التي كانوا يمرون بها”، ناهيك –كما أضاف– عن مواجهته لجهاز المخابرات الفرنسية آنذاك الذي كان “جد فعال”.وأبرز الباحث أن استشهاد أحمد زعموم في جويلية 1961 في كمين بمنطقة الشفة بالبليدة، وهو يواجه قوات المحتل الفرنسي، شكل “خسارة كبيرة للثورة الجزائرية”.

من جهته، استعرض، رابح زعموم، نجل الشهيد، المسيرة النضالية لسي صالح وقال أنه التقى والده “مرة واحدة فقط” في حياته وكان ذلك في 1958 حينما عرج الشهيد على قريته إغيل إيمولا (تيزي وزو) وقام بزيارة خاطفة لأهله هناك.

كما استعاد ابن الشهيد دور والده البطل في تقديم المعلومات لفائدة المناضلين بحكم عمله ككاتب بالمركز البلدي إغيل إمولا، ثم قدرته على التنظيم والتنسيق والارتقاء في المهام والمناصب ما كلفه السجن (فيفري 1953 -فيفري 1954) حيث تعرض إلى “أبشع أنواع التعذيب والاستنطاق”.وأكد الابن أنه بعد إطلاق سراح والده “بقي 21 يوما ممددا في سريره لا يقوى على الحركة من هول التعذيب ليعود إلى النضال والكفاح مباشرة بعد تعافيه لتحضير اندلاع ثورة نوفمبر 1954”.

وبعد مهمات قادته إلى الخارج (المغرب ثم تونس)، يضيف الابن رابح، عاد الشهيد زعموم إلى الولاية الرابعة “وسط فرحة عارمة لرفقائه الذين استبشروا خيرا بعودته إلى صفوفهم عوض البقاء في الخارج”.واغتنم رابح زعموم الفرصة ليدعو إلى “مواصلة تدوين التاريخ و سير المجاهدين والشهداء و تحسين طريقة استرجاع الذاكرة لأنها أساس بناء المستقبل”، مشددا في ذات الوقت على “توخي الحذر” من الكتابات التاريخية لبعض الأجانب التي لم تلتزم بالموضوعية والأمانة في نقل الوقائع التاريخية.

 

ق.ث/الوكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى