الحدث

الرئيس التونسي يعين  نجلاء بودن بن رمضان على رأس الحكومة

ستكون رئيسة الحكومة الجديدة “نجلاء بودن بن رمضان” أمام امتحان صعب، بتوليها رئاسة الحكومة التونسية في أوضاع سياسية غير مستقرة واقتصاد متهالك وحياة اجتماعية ملغمة.

يأتي تعيين رئيسة الحكومة في ظرف تتجه فيه كل أنظار العالم إلى الحالة غير المستقرة بتونس والشد والجذب بين الرئيس ومعارضيه، بعدما طبق الفصل 80 من الدستور ووسع من صلاحياته، عبر الإجراءات الاستثنائية التي نتجت عن تحرك الشارع يوم 25 جويلية الفارط، فعلق أشغال البرلمان، ورفع الحصانة عن كل البرلمانيين، واستقال رئيس الحكومة “هشام المشيشي”، واستمر الوضع حتى يوم 21 سبتمبر الجاري، أين زاد من توسيع صلاحياته، وجعل كل السلطات بيده، مع قيامه بإيقاف كل منح ومزايا رئيس البرلمان “راشد الغنوشي” والنواب البرلمانيين. في الوقت ذاته، بدأت تتشكل قوة سياسية معارضة له ولقراراته، تتقدمها حركة النهضة، حزب قلب تونس، ائتلاف الكرامة وأحزاب اليسار، ولحق بهم نواب أحرار، حيث قاموا بمبادرة الخروج للشارع للمطالبة باسقاط ما سموه “انقلاب على الدستور” لكنهم فشلوا. فيما بقي الحزب الدستوري معارضا للنهضة ومعارضا في الوقت ذاته لما وصفه بسياسة التراخي التي يمارسها الرئيس ضد النهضة، وهو ما يشكل خطر لتوسع الإخوان بتونس حسبهم. بينما يرى محللون سياسيون أن ما قام به “قيس سعيد” كرئيس للدولة التونسية هو رد على ما يردده المجتمع الدولي بأنه يعتدي على الديمقراطية ويعمل على جمع كل السلطات بيده، بتعييه للمرأة هو دليل على تفتحه وإيمانه بالنضال المشترك والتعاون لبناء دولة على أساس الحريات واحترام إرادة الشعب، الذي لازال يسانده ويدعمه في كل قراراته، بعد 10 سنوات حكم تحت مظلة الإخوان التي داست على الديمقراطية وحطمت اقتصاد البلد وادخلتهم في نفق مظلم. كما اعتبره هؤلاء المحللين، ردا مباشر للنهضة ولواحقها، بتعيين امرأة على رئاسة الحكومة، في رسالة إلى المعارضة أنه مع المساواة في المهام والحقوق والمواطنة وتحمل المسؤولية بين المرأة والرجل، إلى جانب انتصاره ضمنيا للمرأة التي نكلت وظلمت تحت قبة اقوى مؤسسة بالدولة وهي البرلمان وما تعرضت له زعيمة الحزب الدستوري الحر، النائب “عبير موسي”، على يد أذرع النهضة، ولم يتحرك أحد. فيما رأت رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات بتونس أن تعيين امرأة رئيسة للحكومة هو انتصار كبير لنضال المرأة التونسية، وإقرار بقدرتها على تولي المناصب القيادية الحساسة، داعية إلى تكوين حكومة مناصفة بين الرجل والمرأة حتى يكتمل بناء دولة ديمقراطية تؤمن بالحقوق والحريات على حد تعبيرها.

يذكر أن رئيس تونس طالب رئيسة الحكومة “نجلاء بودن” بالإسراع في تشكيل الحكومة، على أن تكون أولويات مهامها مكافحة الفساد وتليها تلبية حاجات المواطن اليومية.

ميمي قلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى