
قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في لقاء مع الصحافة الوطنية، سهرة يوم أمس ، أنه تم اتخاذ قرارات في 2020 و2021، في مقدمتها إجراءات على أصحاب الدخل الضعيف، حيث ألغينا الضريبة على الدخل الإجمالي مثلما وعدنا به سابقا لكل من يتقاضى أقل من 30 ألف دينارا، ومس الإجراء 6 ملايين جزائري.
خفض الرسم على الدخل الإجمالي سمح برفع الأجور بأكثر من 14 بالمائة
كما تم رفع الحد الأدنى للأجور بعد أن كان مقدرا بـ 18 ألف دينارا، صار اليوم لا يقل عن 20 ألف دينارا، ورفع النقطة الاستدلالية وكلها اجراءات سمحت برفع الأجور ما بين 14 و16 في المائة، وهناك إجراءات جديدة سيتم اتخاذها ابتداء من شهر مارس القادم، للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن وتخفيض نسبة التضخم الذي بلغ 7 في المائة.
وشدد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على أن الحفاظ على القدرة الشرائية للجزائريين إلتزام من إلتزاماته.وأشار الرئيس تبون، إلى أن مؤسسات الدولة هي من ستتكفل بإستيراد المواد الأساسية، متابعا:” إستسراد الحبوب بشكل مباشر من طرف منتجي العجائن رفع أسعارها”.وبشأن الاقتصاد، أكد رئيس الجمهورية، عدم التسامح مع من يريد المساس بالاقتصاد، مبرزا أن التحقيقات حول ندرة الزيت مستمرة وبعض المتورطين بيد مصالح الأمن.وأكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الضغط الذي تعرفه بعض المواد الغذائية الأساسية يرتبط بالجانب “السلوكي” للمواطنين، مطمئنا أنه ليس هناك مشكلة في التموين أو في الإنتاج.وقال الرئيس تبون، خلال لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية تم بثه مساء اليوم الثلاثاء ، في رده على سؤال بشأن نتائج اللجنة البرلمانية حول نقص بعض المواد الغذائية الأساسية، أن “نتائج اللجنة هي قيد الدراسة”، باعتبار أن هذا النقص والضغط الذي تعرفه بعض المنتجات مرتبط “بالسلوك على العموم”.
وأبرز رئيس الجمهورية أنه “ليست مشكلة تموين أو إنتاج، وإنما هي سلوكات لا نريد أن نراها تتكرر مرة أخرى”، مشيرا إلى أن هذا النقص غالبا ما يحدث قصد “المساس باستقرار البلاد والتلاحم الاجتماعي”.
11 ألف دينارا لعمال الشبكة الإجتماعية مع التغطية الصحية
وإذ أوضح أن برنامج التزويد يتم إعداده تماشيا مع عدد السكان، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تمكنت من إنتاج ضعفين ونصف من احتياجات السوق من زيت المائدة مثلا، ورغم ذلك نجد أنفسنا بين عشية وضحاها نعاني من نقص في هذه المادة.واستطرد تبون قائلا “في بعض الأحيان يكون هناك نقص في مادة السكر، وأحيانا أخرى نقص في مادة الزيت، في حين تسلط في بعض البلدان المتقدمة على المضاربين عقوبة الإعدام في حال إضرارهم بسبب سلوكاتهم بالتوازنات الاقتصادية”.
“الخبازون لن يدفعوا الضريبة على رقم الأعمال بداية من شهر مارس”
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمهورية أن المضاربين “هم بين أيدي أجهزة الأمن، وستفصل العدالة في أمرهم وفقا لقانون العقوبات.وعرج الرئيس تبون إلى ملف منحة البطالة، التي قال بخصوصها :” قررنا أن تكون علاوة البطالة بقيمة 13 ألف دينار بداية من مارس، مع منح التغطية الصحية للمستفيدين من منحة البطالة”.وأضاف:” الجزائر هي أول دولة بعد اوروبا تخصص علاوة البطالة”.وتابع رئيس الجمهورية أنه بالإضافة إلى كل هذه القرارات، سيتم التكفل بالشباب البطال، اوهم مقسمون على 3 أصناف : الصنف الأول : خليط ما بين شباب وكهول، ومتكفلة بهم وزارة التضامن من خلال تشغيلهم 5 ساعات في اليوم مقابل على الأقل 11 ألف دينارا.الصنف الثاني: الشباب الذين ينتظرون عقود ما قبل التشغيل، والذين سيتم ترسيمهم بصفة نهائية، وعددهم حوالي 180 ألف شاب.الصنف الثالث: هم البطالون، ونحن أول دولة بعد أوروبا ستمنح علاوة للشباب البطال مقدرة بـ13 ألف دينارا تصون على الأقل كرامتهم إضافة إلى التغطية الصحية الكاملة واستفادتهم من بطاقة الشفاء.وأوضح الرئيس أنه كمرحلة أولى سيستفيد الشباب المسجلين في مختلف وكالات التشغيل وعددهم 620 ألف شاب، ابتداء من شهر مارس.
وفي حديثه عن الخبازين، كشف أنه بداية من شهر مارس سيتم إعفاء الخبازين من الضريبة على رقم الأعمال.وأشار إلى أنهم سيكونوا ملزمين فقط بدفع الضريبة على الفوائد، حيث يستهدف القرار تمكين الخبازين من التوازن ماليا، مع الإبقاء على سعر الخبز الحالي.أما عن قرار المتخذ مؤخرا خلال مجلس الوزراء، فأكد رئيس الجمهورية أن إلغاء الضرائب على السلع المستوردة من الخارج مثل المنتجات الالكترونية التي سيتم إلغاؤها نهائيا، هو بصفة نهائية وليس مؤقت.بينما الضرائب المفروضة على المواد الغذائية المستوردة فهي مرتبطة بانخفاض الأسعار في السوق الدولية ومدى قدرة الإنتاج المحلي على تحقيق الاكتفاء الذاتي.وقال تبون أن المواطن ينتظر منا النهوض بالاقتصاد وهو ما نحاول تجسيده من خلال بناء دولة حقيقية، وهو ما جعلنا نتخذ قرارات بصفة مستمرة.
الرئيس تبون:“نسعى لبناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة”
أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, عزمه على “بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة فقط”, داعيا الجزائريين إلى الانخراط في هذا المسعى من خلال “الوحدة ولم الشمل“.
وفي لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية, قال الرئيس تبون: “نحاول عن حق, بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة تكون من الداخل عبارة عن جمهورية موز”, معتبرا أن الديمقراطية “مدرسة من تعلم منها يعيش مرتاحا” لأنها “قضية مجتمع وليست قضية سلطة“.وفيما نوه ب”الروح الوطنية” التي يتميز بها الشباب الجزائري والتي يعترف له بها العالم أجمع, دعا رئيس الجمهورية الجزائريين إلى “لم الشمل” على اعتبار أن “القوة هي في الوحدة وليست في التفرقة” وإلى أن يكونوا “في مستوى هذا الوطن العظيم“.
حرية التعبير “مضمونة” للجميع وفقا للمبادئ التي ينص عليها الدستور..
وحذر من “أقلية قاطنة بالخارج وتجهل التطورات التي تعرفها البلاد” ورغم ذلك فإنها تمارس “السب والشتم لأسباب نفسية أكثر منها سياسية, وتكون غالبا بمقابل مادي”, مشددا على أن هذه الأصوات “لن تزعزع استقرار البلاد, لأن الجزائر شرعت في بناء طريق صحيح لإعادة بناء الديمقراطية وإعادة بناء هياكل مؤسسات الدولة“.
وفي سياق متصل, أبرز السيد تبون أهمية “تقوية” الرأي العام وإسماع صوت ممثلي الشعب عبر مختلف المؤسسات على غرار “المجلس الشعبي الوطني والمرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب ومختلف المجالس المتواجدة عبر البلديات والولايات“.وأوضح أن هناك من حاول تطبيق سياسيات على الجزائر تمت ممارستها في دول أخرى, معتبرا أن الجزائر ليست كتلك الدول, وأن جيشها “شعبي بأتم معنى الكلمة وكل عائلة تملك فردا فيه”, ونوه بالتطور الكبير الذي عرفته مؤسسة الجيش من حيث مستوى التكوين.وأكد من جهة أخرى, أن حرية التعبير “مضمونة” للجميع وفقا للمبادئ التي ينص عليها الدستور, دون أن يعني ذلك “السماح بزرع البلبلة وخلق الفوضى والمساس بالأمن العمومي”, معتبرا بأن “بناء الديمقراطية يكون بحرية التعبير الحقيقية والمسؤولة وليست بحرية التخريب والشتم“.كما وصف السيد تبون الحديث عن التضييق على نشاط الأحزاب السياسية المعارضة ب”الحديث الواهي والذي لا معنى له”, مضيفا أنه “لا توجد أي فائدة للسلطة من ذلك“.وفي رده على بعض الانتقادات غير المؤسسة, قال رئيس الجمهورية أن بعض الأطراف “تسب ونحن نبني” ونفس هذه الأطراف “تطلب لنفسها أموالا ونحن نمنح الأموال للشباب”, معربا عن أمله في أن تسهم “الخطوات التي قطعناها في إثلاج صدور شبابنا”.
م.حسان