دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء هذا الثلاثاء، إلى إصلاحات جذرية لمنظومة العمل العربي المشترك حتى يتم مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليمياً ودولياً.
في خطابه الافتتاحي للقمة العربية الـ 31 على مستوى القادة بالجزائر، أبرز رئيس الجمهورية أنّ العالم العربي في مواجهة وضع بالغ التعقيد مع تصاعد التوترات والأزمات لا سيما في “عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة والقلق كما هو الحال في مرحلته الراهنة، وتعاظم التحديات داخلياً وخارجياً بعد أزمة كورونا، وتصاعد الأزمات التي تلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين”.
وفي الذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، أهاب رئيس الجمهورية بالقادة العرب لتجسيد إصلاحات جذرية لمنظومة العمل العربي المشترك، مضيفاً: “يجدر توفير بيئة محفّزة من خلال استغلال صندوق النقد العربي وتوفير المساعدات وتمكين الطاقة الشبانية العاملة من الانخراط بكل قوة وفعالية في عالم شديد الترابط والتنافس”.
تكريس إعلان الجزائر للمّ الشمل
ودعا رئيس الجمهورية الدول العربية لتكريس مسار التطوير من خلال إقرار ورقة الطريق المعتمدة المنصوص عليها في إعلان الجزائر، وأضاف: “أناشد كافة الأطراف للحوار الشامل في كل الدول التي تشهد أزمات، للوصول إلى حلول سلمية توافقية تكفل حق شعوبها في الحرية والكرامة وصياغة السبل الكفيلة بحقن الدماء ولمّ شمل الشعوب العربية”. ولفت رئيس الجمهورية إلى أنّ تفعيل مسار الإصلاح، سيكفل تجديد مسار العمل العربي المشترك، وتابع: “إنّ الظرف الحالي يفرض حتمية الاسترجاع في أنفسنا، لا سيما اقتصادياً، خصوصاً مع الطاقات العربية الضخمة ومعادلة الدخل العربي لدخل أوروبا قاطبة، لذا ننادي لبناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ المصالح المشتركة”.
فلسطين أولوية ويتعيّن تمكينها من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
وشدّد رئيس الجمهورية على أنّ “قضيتنا المركزية والجوهرية الأولى، هي قضية فلسطين التي تتصدر سلم الأولويات”، مشيراً إلى أنّ القضية الفلسطينية تبقى القلب النابض للأمة العربية، في وقت تشهد القضية الأمّ استمرار محاولات تصفية مع تضاعف اعتداءات قوات الاحتلال، وبناء المستوطنات وتشريد السكان الأصليين وتغيير المعالم التاريخية للقدس وأولى القبلتين “الأقصى”.
وتابع: “متمسكون بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها، ونعتبرها ركيزة أساسية لبعث سلام عادل وشامل ينهي احتلال كافة الأراضي العربية”.ودعا رئيس الجمهورية إلى إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية، مبرزا استعداد الجزائر لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الهيئة الأممية”.
وفي مقابل تأكيده “الفخر باستحضار التفاف الأشقاء العرب حول القضية الجزائرية المجيدة واستحضار هذه القيم لدعم استقرار وازدهار شعوبنا”، انتهى رئيس الجمهورية إلى الإعراب عن تطلعه لتحقيق قمة الجزائر نتائج إيجابية وتعزيز الروح الجماعية في كل المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتنموية.