
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أول أمس إستعداد الجزائر لاستضافة ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية بالجزائر قريبا.و أوضح السيد تبون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني, بقصر الرئاسة بالمرادية (الجزائر العاصمة), قائلا : “في اطار مساعي الجزائر لتقوية الصفوف الفلسطينية من خلال تحقيق الوحدة الفلسطينية, أخذت على هذا الاساس الرخصة من الرئيس الفلسطيني ابو مازن, أن نجمع كل الفرقاء الفلسطينيين في الجزائر في اقرب وقت ممكن”.و أعرب الرئيس تبون في السياق على أمله في ان يكون الاجتماع “مقدمة للوحدة العربية التي نطمح اليها من خلال القمة العربية التي تعتزم الجزائر احتضانها في مارس المقبل”.وجدد السيد تبون, التأكيد على ان الجزائر تسعى “لأن لا يستمر مبدأ تكريس التفرقة و الانشقاقات العربية”, معربا عن امله في أن تكون قمة الجزائر “موحدة للصف العربي, على رأس أولوياتها القضية الفلسطينية ثم كل القضايا الاخرى”.وشدد الرئيس تبون على ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية, التي هي جوهر الصراع في الشرق الاوسط, أم القضايا, مؤكدا أنه “لن يستتب الأمن في الشرق الاوسط الا بقيام دولة فلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس”.
تقديم الجزائر لـ 100 مليون دولار لدعم دولة فلسطين
هذا و رحبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بدعوة رئيس الجمهورية ، السيد عبد المجيد تبون ، إلى عقد لقاء للفصائل الفلسطينية في الجزائر.وقالت “حماس” في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء: “إننا في حركة حماس نقدر عاليا الموقف التاريخي للجزائر ، حكومة وشعبا ، في دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ، وحقه في المقاومة والتحرير. وبهذه المناسبة ، فإننا نرحب بدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية في الجزائر”.وأكدت الحركة “التزامها بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي و إسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام”.
كما أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ، عن تقديم الجزائر مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار لدولة فلسطين الشقيقة.و قال الرئيس تبون: “وفاء لتاريخِ الجزائر الثوري المجيد والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف, وعملا بقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة, قررت الدولة الجزائرية تقديم هذا الصك الذي يتضمن مساهمة مالية من الجزائر بقيمة مئة (100) مليون دولار لأخي فخامة الرئيس أبو مازن, رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية”.
الجزائر ستسعى لوضع القضية الفلسطينية فـي “صلب أولويات” القمة العربية القادمة
على صعيد آخر كشف رئيس الجمهورية, , أن الجزائر تسعى جاهدة لوضع القضية الفلسطينية فـي صلب أولويات القمة العربية التي ستحتضنها شهر مارس المقبل, مشددا على أن الجزائر ستبقى وفية لـمبادئها الأصيلة والمنادية لنصرة المظلومين.و قال الرئيس تبون: “ارتأينا ونحن نتأهب لاحتضان القمة العربية المقبلة, أن نسعى جاهدين لوضع القضية الفلسطينية فـي صلب أولويات هذا الحدث الهام الذي نأمل أن يكون شاملا وجامعا, وأن يشكـل انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك”.وأضاف أنه “وأمام حالة الجمود غير المسبوقة التي تعرفها عملية السلام في الشرق الأوسط وفي ظل السياسات الإجرامية للمحتل والتي ترمي إلى تغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي وترسيخِ الأمر الواقع, نرى أنه من الضروري تعزيز العمل العربي المشترك حول قضيتنا الـمركزية والأولى وتوحيد المواقـف لدعمِ الشعـب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”.واعتبر رئيس الجمهورية أن “بلورة موقف موحد ومشترك حول دعمِ حقوق الشعب الفلسطيني عبر إعادة التمسك الجماعي بمبادرة السلامِ العربية لعامِ 2002, سيكون له الأثر البالغ في إنجاحِ أعمال هذه القمة وتعزيز مسيرة العمل العربي الـمشترك”.كما أكد للرئيس الفلسطيني أن “الجزائر ستبقى وفية لمبادئها الأصيلة و المنادية بإعلاء الحق ونصرة الـمظلومين مهما طال الزمن ومهما كان الثمن”.
وبخصوص العلاقات بين الجزائر وفلسطين, أكد السيد تبون أنها “أكبر بكثير من أن يتم وصفها لما تجسده من قيمٍ مثلى ومشتركة في النضال والتضحية والتحرر, ولما تحمله من أواصر الترابط والتعاضد بين البلدين والشعبين الشقيقين فـي كل الظـروف وعبر كل الأزمنة”.وأضاف قائلا: “وما الفرحة التي تعلو وجوه الجزائريات والجزائريين وهـم يحملون العلم الفلسطيني ويزينون به بيوتهم ومدنهم بمناسبة أو دون مناسبة, إلا تعبير بسيط عن هذه العلاقة الوجدانية العميقة التي ناصر عبرها الشعب الجزائري برمته قضية فلسطين العادلة فـي كل مراحلها”.
كما أن “احتضان الجزائر حكومة وشعبا للقضية الفلسطينية المقدسة والدفاع عنها في كل المحافل الدولية والإقليمية –يضيف رئيس الجمهورية– ليشكل بالنسبة لنا مسألة وفاء قبل كل شيء, وفاء لتاريخنا التحرري الـمجيد والتضحيات الجسيمة لأسلافنا الأبرار الذين آمنوا بحق أن قضية فلسطين هي قضية حق وعدالة”.ولفت السيد تبون إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى بلده الثاني الجزائر “تأتي ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة والثلاثين (33) لإعلان قيامِ الدولة الفلسطينية يوم 15 نوفمبر 1988 على أرض الجزائر”, مضيفا بأن “هذه الـمحطة التاريخية التي مهدت لاعتراف غالبية الدول عبر العالم بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف فـي مسار بدأته الجزائر لا تزال تمثل مرجعا أساسيا وهدفا جوهريا بالنسبة لنا”.و ختم رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على أنه “ووفاء لتاريخِ الجزائر الثوري المجيد والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف, وعملا بقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة, قررت الدولةُ الجزائرية تقديم (هذا) الصك يتضمن مساهمة مالية من الجزائر بقيمة مئة (100) مليون دولار لأخي فخامة الرئيس أبومازن رئيس دولـة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية”.
م.حسان