
أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، يوم الخميس، في النادي الوطني للجيش ببني مسوس على حفل تكريمي بمناسبة اليوم الوطني للجيش.
وقد استمع رئيس الجمهورية إلى النشيد الوطني قبل أن يستعرض تشكيلة عسكرية من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي أدت له التحية الشرفية.وتم تنظيم هذا الحفل التكريمي على شرف متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في إطار مكافحة الإرهاب.
و بالمناسبة, ألقى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي كلمة أكد من خلالها أنه “من وحي قيم التضحية في سبيل الوطن وترسيخ مبادئها العليا وقيمها السامية في أذهان الأجيال المتلاحقة للشعب الجزائري, يأتي ترسيخ السيد رئيس الجمهورية لتاريخ تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي في الرابع من أوت من كل سنة”.
و شدد الفريق أول شنقريحة على أن “ذاكرتنا الوطنية كانت وستبقى الشعلة التي تنير حاضر ومستقبل أمتنا بما تحمله وتزخر به من أسمى آيات المجد والشموخ والكبرياء ونكران الذات في سبيل الحرية والكرامة والسيادة”.و تابع قائلا: “من وحي هذه الذاكرة الغزيرة بالقيم السامية والبطولات الفريدة التي خطت بدماء رجال وحرائر شرفاء ومخلصين آمنوا أشد الإيمان بقدسية الوطن وانتزعوا سيادته وكرامته من براثن مستدمر غاشم مارس كل أساليب القهر الوحشية والهمجية على شعب أعزل نهبت ثرواته واستنزفت طاقاته, غير أنه بقي واقفا, شامخا ومتمسكا بقيمه وأصالته, رغم كل الظروف”.
فمن وحي هذه الذاكرة –يضيف الفريق أول شنقريحة– “نحيي بكل فخر واعتزاز الذكرى الأولى لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الذي أقره السيد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, من منطلق اهتمامه الصادق والمخلص بالذاكرة الوطنية وتقديره اللامحدود للجهود والتضحيات التي تبذل من قبل أبناء الوطن المخلصين في سبيل إعلاء شأن الجزائر”.كما أشاد في كلمته ب “اهتمام رئيس الجمهورية البالغ بالذاكرة الوطنية, باعتبارها مصدر قوة وضمان للحاضر والمستقبل, فضلا عن كونها دليل عرفان لتضحيات أبطالنا الصناديد الذين اختاروا التضحية بأعز ما يملكون لنعيش نحن أحرارا أسيادا على أرضنا”, ليؤكد في ذات السياق بأن هذه المناسبة تعد “موعدا أيضا لتجديد العهد مع الحفاظ على أمانتهم وصون وديعتهم حتى تبقى الجزائر دائما وأبدا موحدة, أمنة ومزدهرة”.
و توجه الفريق أول شنقريحة إلى الرئيس تبون بالقول: “إن اقراركم ترسيم هذا اليوم في سجل المحطات الوطنية البارزة, قرار سيحفظه لكم التاريخ وتذكره الأجيال المتلاحقة كعربون وفاء وعرفان وتقدير للجهود المضنية والتضحيات الجليلة التي بذلها أبناء الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, خلال مختلف المعارك التي خاضتها بلادنا منذ الاستقلال, بدءا بمعركة البناء والتشييد وإزالة مخلفات الاستعمار البغيض, مرورا بصد ومواجهة كل محاولات المساس بحدودنا ووحدة ترابنا الوطني, وصولا إلى مجابهة الإرهاب الهمجي ودحره واستئصاله من جذوره بكل شجاعة وبسالة منقطعة النظير”.
و خلص في كلمته إلى التأكيد على أن “هذه الجهود المبذولة طيلة مسيرة الجزائر المستقلة, والتي لطالما شكلت مصدرا لفخر واعتزاز الأمة قاطبة, تدعونا اليوم, ونحن نحتفل بالذكرى الأولى لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي, إلى تكريم مجموعة من رجال الجزائر البررة, وهو تكريم لكل الذين قدموا تضحيات جليلة في سبيل الوطن وخدموه بكل شرف وإخلاص”.و في ختام حفل التكريم, تسلم رئيس الجمهورية هدية رمزية من قبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, كما أخذ صورة تذكارية مع المكرمين.و قد عرفت مراسم حفل التكريم حضور كل من رئيس مجلس الأمة, رئيس المجلس الشعبي الوطني, رئيس المحكمة الدستورية, الوزير الأول, وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية وأعضاء من الحكومة.كما جرت أيضا بحضور الفريق أول قائد الحرس الجمهوري, الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني, قادة القوات, قائد الدرك الوطني, رؤساء الدوائر والمديرون ورؤساء المصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي, فضلا عن إطارات سامية في الدولة وشخصيات وطنية ومجاهدين, إلى جانب المكرمين من متقاعدي الجيش الوطني الشعبي المنحدرين من صفوف جيش التحرير الوطني وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب.
تجدر الإشارة إلى أنه وبمناسبة اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي, نظمت على مستوى مختلف النواحي العسكرية حفلات تكريمية على شرف متقاعدي الجيش الوطني الشعبي المنحدرين من صفوف جيش التحرير الوطني وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب, حيث قام قادة النواحي العسكرية بتسليمهم شهادات تكريم وعرفان مسداة من طرف رئيس الجمهورية.
تكريم قائد عملية تحرير “تقنتورين”
كرم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوم الخميس، المقدم حمزة شعلال قائد سارية مغاوير التي قامت بعملية “تيقنتورين” الشهيرة ويذكر أن المقدم حمزة شعلال رغم إصابته في العملية ذاتها إلا أنه رفض الانسحاب إلى غاية القضاء على الإرهابيين.ويأتي التكريم بمناسبة اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي المصادف لـ 4 أوت من كل سنة.
وتعود عملية تنقنتورين التي راح ضحيتها 40 رهينة من 10 جنسيات مختلفة كانوا يعملون بالمجمع الغازي الكائن بولاية إن آميناس، إلى 16 جانفي 2013 بعد أن هاجمت مجموعة إرهابية ينتمي أفرادها إلى عدة جنسيات القاعدة الغازية في تقنتروين واحتجزوا رهائن أجانب من جنسيات نرويجية ويابانية وفرنسية وأميركية وبريطانية يعملون في حقل استغلال الغاز.وبعد عملية حصار دامت 24 ساعة قامت القوات الخاصة الجزائرية بعملية نوعية إثر محاولة الخاطفين الهروب بمجموعة من الرهائن على متن سيارات رباعية إلى خارج المنشأة، وقد تبعها اقتحام القاعدة الغازية وتحريرها من الجماعات الإرهابية والقضاء على أفرادها وأسر عدد منهم.
محمد.ل