السودان.. المبعوث الأميركي يؤكد دعم الانتقال المدني والمعتصمون عازمون على التصعيد لحل الحكومة
دعا المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان قادة السودان إلى التعاون على تنفيذ الوثيقة الدستورية، في ظل أزمة متصاعدة تشهدها البلاد حيث يلوح المعتصمون أمام القصر الجمهوري بمواصلة الحشد والاحتجاج حتى حل الحكومة.
وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم عبر تويتر مساء السبت إن فيلتمان التقى في العاصمة السودانية رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك.
وذكرت السفارة أن فيلتمان أكد دعم واشنطن لانتقال ديمقراطي مدني في السودان وحث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الإعلان الدستوري، وهي الوثيقة التي أبرمتها قوى وأحزاب مدنية مع الجيش عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
من جهته، قال مجلس السيادة الانتقالي في بيان إن البرهان أكد خلال لقائه فيلتمان حرص القوات المسلحة على حماية الانتقال وصولا إلى مرحلة الانتخابات والتحول الديمقراطي و”عدم السماح بأي محاولة انقلابية من أي جهة تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي”.أما مجلس الوزراء السوداني فقد أكد في بيان تطابق وجهات نظر حمدوك مع الجانب الأميركي بشأن إجراء انتخابات حرة نزيهة، يختار من خلالها الشعب السوداني ممثليه بنهاية الفترة الانتقالية.وكانت الخارجية الأميركية قد أشادت الجمعة بـ”مئات آلاف السودانيين الذين مارسوا حقهم السلمي في حرية التعبير”، ودعت أعضاء السلطة الانتقالية في السودان إلى “الاستجابة لإرادة الشعب”، بعد يوم من خروج مظاهرات في الخرطوم ومدن سودانية أخرى لتأييد الحكومة ورفض الحكم العسكري مقابل اعتصام يتواصل أمام القصر الجمهوري منذ أسبوع للمطالبة بحل الحكومة.وقال إسماعيل جلاب القيادي بتحالف “قوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني” إنه لا تنازل عن حل الحكومة.وأضاف -في كلمة له بميدان الاعتصام أمام القصر الجمهوري- أنه إذا لم تحل الحكومة فسيقوم التحالف بحشد الناس من الولايات إلى الخرطوم.
وقد تضاربت التصريحات من الخرطوم السبت بشأن اتفاق مفترض لحل مجلسي السيادة والوزراء للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن المعلومات التي نشرت عن حلّ مجلس الوزراء غير دقيقة في إيراد مواقف الأطراف المختلفة.
وأفاد المكتب بأن حمدوك لا يمتلك حق تقرير مصير مؤسسات الانتقال، وهو يواصل اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف.وأضاف أن حمدوك التقى يوم الجمعة المكون العسكري في مجلس السيادة، فضلا عن ممثلي المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وأن الهدف من كل هذه اللقاءات هو حماية عملية الانتقال المدني الديمقراطي وحماية أمن البلاد وسلامتها.
في المقابل، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والقيادي البارز في جناح “الميثاق الوطني” لقوى الحرية والتغيير إن رئيسي مجلسي السيادة والوزراء توافقا على حل المجلسين.ونقلت مصادر إعلامية عن مناوي قوله إن “البرهان وحمدوك توافقا على حل الحكومة بمجلسيها، واختلفا في الإجراءات”.
من جهة أخرى، قال عضو مجلس السيادة محمد سليمان الفكي إن حل مجلسي السيادة والوزراء غير ممكن بالطرق السياسية العادية والوثيقة الدستورية، نافيا تصريحات مناوي.وأضاف الفكي أن رغبة البرهان ومناوي واضحة منذ اليوم الأول، وهي إعادة تشكيل المشهد السياسي وفقا لتحالفهما الجديد، حسب قوله.