الصالون الدولي للزيتون “ألجي-أوليفا 2022 “: أخصائيون يشرحون شروط الحصول على زيت زيتون عالي الجودة
غالبا ما يسعى المستهلكون لاقتناء زيت زيتون “بكر ممتاز” معتمدين في اختياراتهم على مواصفات متعارف عليها, اكتسبت أبا عن جد, غير أن المختصين في المجال لهم رأيهم حول مميزات زيت الزيتون ذي الجودة العالية.
ولمعرفة المزيد حول هذه الخصائص من نظر المختصين, تقربت واج من المتعاملين الممتهنين لزراعة وجني وتحويل الزيتون بأنواعه على هامش فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الدولي للزيتون “ألجي-أوليفا 2022 “, الذي نظم بالعاصمة من 30 مايو الى 2 يونيو الجاري.و حسب السيد يوغرطة باجة, مسير معصرة بدلس (ولاية بومرداس), فإن الزيت البكر الممتاز غالبا ما يتم عصره في شهر أكتوبر, ليتم بعدها عصر الزيت البكر ثم البكر المكرر.ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها ملاك مزارع الزيتون التقليدية, التي تكون غالبا في إطار عائلي متوارث، القيام بترك الزيتون في الشجرة حتى يصبح لونه أسود قاتم ثم يتم جنيه ويترك لمدة تفوق الأسبوع قبل عصره, حسب هذا المختص.
وتقضي هذه الطريقة على كل الخصائص الغذائية والطبية النافعة في زيت الزيتون وتنتج نوعية رديئة, حسب شروحات السيد باجة الذي اوضح أن أحسن نوعية للزيتون يكون لونها أخضر بنفسجي مع بعض الاسوداد الخفيف وتتميز بذوقها المر بعد العصر, لكنها صحية أكثر وتمثل ما يسمى ب”العصرة الأولى على البارد”.وكشف بهذا الخصوص أن أغلب الوحدات تتجه حاليا نحو إنتاج يعتمد على الوسائل التقنية الحديثة لإنتاج زيت زيتون بكر ممتاز مطابق للمواصفات الدولية يتميز بطعمه المر ونسبة حموضة متدنية, بعد الاستفادة من تكوينات في هذا المجال.
من جهته, كشف السيد يوسف ناظور مسؤول تسويق بشركة منافع للمصبرات بمدينة مغنية (ولاية تلمسان) ان زيت الزيتون ذي مستوى الحموضة المرتفع يضر بجسم الإنسان ويتسبب في أمراض.وتكون نسبة الحموضة في “البكر الممتاز” أقل من 8ر0 بالمائة, وفي”البكر” اقل من 3 بالمائة, في وقت يصبح غير قابل للاستهلاك بعد تجاوز هذه النسبة.وحسب السيد ناظور, ينتج زيت الزيتون الضار عن طريق عملية التخمر التي يقوم بها بعض من المنتجين من خلال ترك حبوب الزيتون بعد جنيها لمدة تصل إلى أسبوع أو شهر بغية زيادة كمية الزيت وتسهيل عملية العصر بالنسبة للمعاصر التقليدية.
ومن الشروط أن يمكث الزيتون الموجه لإنتاج الزيت البكر الممتاز على الأكثر لمدة 72 ساعة قبل عصره وأن لا يتجاوزها.ويشجع هذا المهني العائلات المالكة لأشجار الزيتون على التوجه أكثر للمخابر لتحليل نوعية زيت الزيتون التي يتحصلون عليها حفاظا على صحتهم, مبرزا ان نمط تفكير المستهلك يتغير للأحسن بفضل حملات التحسيس والمعارض.ودعا الى استحداث طريقة عصر تعتمد على المواعيد والبرمجة قبل جني المنتوج من الشجرة, في ظل انتشار المعاصر العصرية ذات القدرة الإنتاجية العالية.وتمتد احسن فترة للجني للحصول على زيت زيتون بكر ممتاز, من بداية موسم الجني في 15 أكتوبر إلى شهر نوفمبر, وهو (زيت العصرة الأولى), فيما تأتي الزيوت التي تعصر أشهر ديسمبر ويناير وفبراير بنوعية أقل, حيث يتحول طعم الزيت من المر الى الحلو وترتفع نسبة حموضته.
ويقدم الزيتون الذي يجنى في اول الموسم ويكون اخضرا-بنفسجيا مردودية أقل من الزيتون الذي يجنى في آخر الموسم و الذي يكون لونه اسود, غير ان جودة المنتوج الذي يجنى في اول الموسم أفضل, بحسب نفس المختص.أما كيارد حميد, مسير معصرة بغلية ببومرداس, فيؤكد أن الوصول الى جودة عالية في زيت الزيتون يتطلب الكثير من العمل المكثف, مشيرا الى أن عوامل التربة والمناخ والمياه تتحكم في نوعية زيت الزيتون بنسبة 50 بالمائة, فيما تعود نسبة 50 بالمائة الأخرى لوقت الجني و “العصر على البارد” ودرجة الحرارة وشروط التوضيب .
إلى جانب ذلك, يضيف, يوجد عامل الرطوبة ومدى قرب الشجرة من البحر, حيث يعد زيت الزيتون المنتج في الجنوب من أفضل الأنواع.وتطرق عبد الله لكحالي ممثل معصرة زيت الزيتون مجاجة (ولاية الشلف) الى انواع شجرة الزيتون, حيث أوضح أن الانتاج يعتمد على 3 أصناف أساسية من شجرة الزيتون وهي “شاملال” و”سيقواز” و”جراز” الى جانب إدخال نوعية إسبانية حديثة تتمثل في ” اربيكينا” التي تعطي الإنتاج خلال 8 سنوات, والتي بدأ الفلاحون يكتسبون فيها خبرة, يقول السيد لكحالي.و تعد نوعية شملال أفضل نوعية, حسبه, حيث تعطي كمية زيت زيتون جيدة الى جانب الجودة وسرعة تأقلمها مع نوعية التربة والمناخ.
القارورة .. عامل اخر يتحكم في جودة الزيت
وفي مجال التوضيب ثمن السيد قشو رضا مسير شركة “الصحة ” (ولاية البويرة), الدعم المادي والعلمي والمرافقة التي يحظى بها المنتجون من قبل عدة قطاعات ما مكنهم من الحصول على آخر التقنيات من حيث التجهيزات الموجهة للجني والعصر.
وتطرق إلى وسائل الحفظ والتوضيب, أين طرح اشكالية نقص انتاج القارورة الزجاجية ذات اللون الداكن والتي تعد أفضل نوع لحفظ مادة زيت الزيتون. و تصل تكلفة القارورة المحلية الواحدة الجاهزة للتعبئة الى 70 دج , مقابل سعر يبلغ بين 200دج و 250 دج للقارورة المستوردة.وتساهم نوعية القارورة في الحفاظ على خصائص زيت الزيتون وجودته, حيث أن أحسن طريقة للحفظ تكمن في حماية الزيت من الضوء بقارورة قاتمة اللون او حفظها في مكان مظلم وبارد لا تتجاوز درجة حرارته 25 درجة.و بخصوص التجهيزات, أكد المختصون الذين التقنهم واج على أهمية تطوير التجهيزات الموجهة لنشاط إنتاج زيت الزيتون ,في ظل التطور التقني الكبير الذي عرفه المجال وإنشاء وحدات للتركيب وصناعة قطع الغيار محليا.وأكد السيد ناصري عبد الغني ممثل الشركة المصرية “جحا لآلات عصر الزيتون” , المتواجد فرعها بسطيف, على ضرورة إدراج تسهيلات في هذا الجانب, معبرا عن الرغبة الكبيرة في فتح وحدات تركيب بالجزائر في إطار قانون الاستثمار الجديد.
ق.ح/الوكالات