
حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية غرق قارب خاص بالمهاجرين غير الشرعيين الذي توفي على إثرها أشخاص من جنسيات فلسطينية، يمنية و جزائرية، المتابع فيها ثلاث أشخاص من بينهم جزائريين يتكفلون بجلب الحراڨة الجزائريين و فلسطيني مهمته جلب الرعايا الأجانب، حيث وجهت لهم تهم تهريب المهاجرين وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر من بينهم قاصر ضمن جماعة إجرامية منظمة، اين قضت بإدانة كل من (م. بلقاسم) و الفلسطيني (ق.س.سامي) ب10سنوات سجنا نافذا و مليون دينار غرامة نافذة في حين ادين المتهم الرئيسي الفار(د.أ.رضا) غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا و مليوني دينار غرامة مع تأييد الأمر بالقبض ضده.
بالرجوع إلى تفاصيل الواقعة الاليمة التي استفحلت في الآونة الأخيرة تعود لتاريخ التاسع فيفري من سنة 2019 على اثر معلومات وردت إلى فرقة الدرك الوطني بقديل وهران مفادها تنظيم رحلة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين عن طريق البحر ،توفي على إثرها شخصين أجنبيين من جنسية فلسطينية وفقدان شخصين آخرين من نفس الجنسية وشخص يمني وآخر جزائري ، واستغلالا لتصريحات الناجين، تم تحديد هوية ثلاثة أشخاص متورطين في القضية ويتعلق الأمر بالمشتبه فيهم (م. بلقاسم) و(ق. س.سامي) و(د.ا.رضا) المكنى “قجيعة”.
و حسب تصريحات بعض الناجين من رحلة الموت، كشفت المسماة (ب. اسماء) انها ضبطت من طرف حراس الشواطئ بوهران رفقة 12 شخصا وهم بصدد القيام بالهجرة غير الشرعية نحو دولة إسبانيا على متن قارب للنزهة ذو محرك 115 حصان وانهم منذ حوالي خمسة أشهر وهم يخططون لهذه الهجرة و بتاريخ الواقعة على الساعة السادسة صباحا توجهت الى مدينة كانستال وبالضبط بمحاذاة نزل المغرب العربي رفقة صديقتها
المسماة الهام وقد كان بانتظارهما الفلسطيني المدعو عبود المصري رفقة منظم الرحلة و هو شخص ذو بشرة بيضاء وبدين وله سيارة بيضاء ، فقام بنقلهما إلى قرية كريشتل وفي الطريق كان يظن السائق انها فلسطينية الا انها اخبرته انها جزائرية من أصول مدينة بشار ، مضيفة أنه حوالي الساعة الحادية عشر صباحا قدم المهاجرين الآخرين وأن المدعو عبود المصري قام بدفع مبلغ90 مليون سنتم للشخص الذي قام بنقلهم وبعد مسيرة حوالي ساعة ونصف في عرض البحر تعرض القارب الى ثقب فدخلت المياه اليه فانقلب رأسا على عقب و دام ذلك حوالي 05 ساعات وهم على ذلك الحال الى غاية حضور حراس الشواطئ بوهران وانقاذهم، مؤكدة أنها سقطت في البحر فقام عبود المصري بالقفز ورائها من اجل انقاذها وانه لم يستطع المقاومة كونه شرب الكثير من الماء حتى لفظ آخر أنفاسه بين يديها.
قُصَّر و فتيات نجوا بأعجوبة من الموت المحقق ….
و من بين الحراڨة كذلك القاصرة (ر.عبير) صرحت انه في حدود منتصف النهار انطلقوا من الشاطئ الصخري بقرية كريستل رفقة باقي الحراڨة في قارب مطاطي نحو اسبانيا وبعد مسيرة حوالي ونصف في عرض البحر تعرض القارب الى ثقب فدخلت المياه إليه فانقلب رأسا على عقب ودام ذلك حوالي 06 ساعات وهم على ذلك الحال إلى غاية حضور حراس الشواطئ بوهران وإنقاذهم واقتيادهم إلى مقرهم وان خطيبها عبد الله المصري هو من تكفل بدفع مصاريف الرحلة وقد اخبرها بهذه الرحلة منذ حوالي 05 أشهر ، مضيفة أن من قام بنقلهم إلى قرية كریشتل هو شخص قوي البنية يضع نظارات في سيارة بيضاء لم تتمكن من التعرف عليه أو مشاهدته مرة أخرى، كما أن خطيبها السالف الذكر مات من شدة البرد كونه ضعيف البنية ولم يكن يرتدي ملابس شتوية ، كما أن صاحب السيارة البيضاء يدعي عمي احمد وهو منظم الرحلة وقد تكلمت معه وقد اخبرها بذلك عبد الله المصري.كما تبين أنه من بين المهاجرين اجانب احدهم المسماة (م. س.زهراء) عراقية الجنسية وانها ضبطت من طرف حراس الشواطي بوهران بعرض البحر رفقة 13 مهاجر غير شرعي بعدما كانوا 18 و هذا بعد أن تعطل بهم القارب في عرض البحر فسقط منه 05 أشخاص، مضيفة أنها دخلت إلى الجزائر عبر دولة مالي وأنها سلمت للمدعو عوض الله الفلسطيني مبلغ 2000 دولار کمبلغ الرحلة وأنه تم نقلهم إلى أحد الشواطئ على متن سيارتين الأولى بيضاء اللون يقودها شخص بدين والثانية رمادية اللون.
في حين باقي المهاجرين من جنسية فلسطينية أكدوا دخولهم إلى الجزائر عبر دولة المالي من اجل الهجرة الى اسبانيا و أنه بالتنسيق مع عبد الله المصري قاموا بدفع له مبلغ 2000 دولار ثمن الرحلة. و عليه باشرت ذات المصالح تحقيقاتها و توقيف شخصين مشتبه فيهما في حين بقي الثالث في حالة فرار، أين صرح المشتبه فيه (م.بلقاسم) لمصالح الدرك الوطني أنه بتاريخ الواقعة التقى بالمدعو(د.أرضا) بمخرج قرية كريشتل بحافة الطريق على متن سيارته من نوع “بيجو بارتنار” فركب معه قصد التوجه الى مدينة وهران وفي الطريق وبالضبط بالمكان المسمى الواد الغامق اوقف السيارة وقام بارکاب معهما شابين احدهما ذو لهجة سورية، و اكتشف أن (د. أ. رضا) يقوم بتنظيم رحلة سرية إلى أوروبا و يوم الواقعة شاهد مجموعة من الأشخاص يتوجهون إلى الشاطئ و إخراج العتاد للمخصص للحرڨة و انه لا علاقة له بقضية الحال.
من جهته المشتبه فيه (ق.س.سامي) صرح انه من جنسية فلسطسنية وقد نزل بالأراضي الجزائرية سنة 2009 كلاجئ سياسي، و انه بتاريخ الواقعة في حدود الساعة الحادية عشر ليلا بينما كان يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تفاجأ بخبر وفاة شبان فلسطينيين جراء غرق قاربهم في عرض البحر واللذين كانوا بصدد الهجرة غير الشرعية ووفاة اثنين وفقدان آخرین وفي صبيحة يوم 09-02-2018 توجه الى مستشفى المحقن والقي نظرة على المرحومين فتعرف مباشرة على المرحوم عبد الله المصري المدعو “عبودة”، عندها اتصل بفرقة الدرك الوطني بارزيو وأعلمهم بالأمر فوجهوه إلى مقر الفرقة، مؤكدا أنه فعلا قام بالتقاط صور بهاتفه النقال للزورق الذي كان مركونا امام فرقة الدرك الوطني بقديل وكذا فيديوهات لقوارب ونشرها على الفايسبوك وهذا لمجرد الفضول فقط، مضيفا أن هناك اتصال بالمدعو عوض المصري عن طريق الماسنجر لما كان بدولة موريتانيا وهو بصدد الدخول إلى الجزائر يستفسره من أجل الهجرة غير الشرعية نحو اسبانيا، نافيا علاقته بقضية تهريب المهاجرين. ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع و أنها تتعلق بشبكة منظمة لكل واحد دور منوط به ملتمسا توقيع عقوبة 12سنة سجنا و مليوني دينار غرامة نافذة للمتهمين الموقوفين و 20سنة سجنا و مليوني دينار غرامة للمتهم الفار مع تأييد الأمر بالقبض ضده لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف. أ