أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، إن المحاولات البائسة اليائسة المشككة في انتماء الأمة الجزائرية انقلبت على أصحابها لأنها لم تزد الجزائريين إلا تلاحما فيما بينهم وإدراكا لمخططات الأعداء الحقيقيين الذين يتخذون من التظليل الفكري والإعلامي وسيلة للوصول إلى أهدافهم الهدامة.
وأكد الفريق شنقريحة، في كلمته خلال إشرافه على افتتاح أشغال ملتقى بموضوع “التهديدات الجديدة في الساحل الإفريقي وانعكاساتها على الأمن الوطني للجزائر”، بحضور الأمين العام لرئاسة الجمهورية ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والفريق الأول قائد الحرس الجمهوري، وكذا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرون ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي.بأن الإنخراط في الجهود الرامية لضمان الأمن الوطني هو مسؤولية الجميع دون استثناء، خصوصا النخب الوطنية بمختلف تخصصاتها: “لا يفوتني أن أذكّركم في هذا المقام بمسألة بالغة الأهمية قد يغفل عنها البعض، وهي أن الانخراط في واجب ضمان الأمن الوطني ليس حكرا على مؤسسات معينة من الدولة، وإنما هي مسؤولية كل الجزائريين، الذين ينبغي أن يكونوا على وعي تام بهذه المعطيات الموضوعية.ومما لا شك فيه أن مقدار المسؤولية، التي تقع على عاتق النُخَبْ الوطنية، الإدارية والأكاديمية والإعلامية، أكبر من تلك المنوطة بغيرهم. لذا يستوجب على هذه النخبة أن تقوم بدورها في هذا السياق، على أكمل وجه، كلٌ في موقعه وفي حدود صلاحياته“.
المحاولات البائسة المشككة في انتماء الأمة الجزائرية انقلبت على أصحابها
السيد الفريق أشاد، كذلك، بالجهود الجبارة التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي عبر حدود الوطن المديدة، وعيا منهم بثقل الأمانة التي يتحملونها تجاه أمتهم العريقة، التي يتشرفون بالانتماء إليها: “لا يفوتني، أن أغتنم هذه السانحة، للإشادة بالمجهودات الجبارة، التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، المنتشرين على طول حدودنا المديدة، والذين يؤدون واجبهم المقدس في سبيل حماية التراب الوطني، وَعْيًا منهم بثقل الأمانة التي يتحملونها، دفاعا عن سيادة الوطن ووحدته الشعبية والترابية، وصيانة لشرف الأمة الجزائرية العريقة التي ينتمون إليها“.
الفريق أكد بأنّ كل محاولات ضرب اللحمة الوطنية قد باءت بالفشل الذريع وانقلبت على أصحابها، وأن التلاحم القوي بين أفراد الأمة هي أقوى صفعة توجه للحالمين بالمساس بالوحدة الوطنية: “هذا الانتماء الذي أصبح هدفا للتشكيك والتشويه من أطراف خارجية حاقدة، تحاول عبثا نفي اللحمة الوطنية بين الجزائريين، كأمة واحدة مُوحّدة، ضاربة في أعماق التاريخ.
إلا أنّ هذه المحاولات البائسة واليائسة انقلبت على أصحابها، لأنها لم تزد الجزائريين إلا تلاحُما فيما بينهم، وإدراكا لمخططات الأعداء الحقيقيين للوطن، الذين يتخذون من التضليل الفكري والإعلامي وسيلة للوصول إلى أهدافهم الهدّامة. فهذا التلاحم القوي بين أفراد الأمة الواحدة عند المحن والأزمات، هو أقوى صفعة يمكن أن تُوجّه للعابثين، الذين يحلُمون بضرب الوحدة الوطنية للجزائر“.
على إثر ذلك، أعلن السيد الفريق، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن الإفتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى، لتتوالى، عقب ذلك، المحاضرات، التي تمحورت في مجملها حول آخر تطورات الوضع السائد بمنطقة الساحل الإفريقي والمخاطر الكبيرة الناتجة عن استمرار حالة اللااستقرار الأمني وأبعاده الجيوسياسية المدمرة على المنطقة، وكذا استشراف المآلات المحتملة للصراعات المتعددة الأشكال، وكيفيات مواجهتها والتصدي لها وفق الأطر الشرعية والقانونية التي تراعي المصلحة العليا لشعوب المنطقة. كما تخللت المداخلات، مناقشات وتدخلات لأخصائيين وإطارات قدّموا تصورات وأفكارا ساهمت في إثراء فعاليات الملتقى.
م.حسان