
سيشهد المشهد الثقافي والتاريخي ميلاد منتوج جديد بوهران لفيلم وثائقي يحمل عنوان “القادر قصة مدينة وبطل ” لصاحبه السيناريست و الإعلامي فرحاوي نور اليقين الذي كشف عن آخر الرتوشات لإنجاز فيلمه القصير في حين يشرف على الإنتاج والإخراج المخرج دحو محمد علي “صاحب تاج برو ” .
وقد خصت جريدة منبر القراء بمقابلة مع سيناريست الفيلم الوثائقي حول الأمير عبد القادر والذي سيرى النور قريبا بعرضه بالجزائر العاصمة ووهران ومعسكر مسقط رأس مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة إلى جانب إمكانية عرضه في مدينة أمريكية تحمل اسمه القادر بمقاطعة” ايوا “ فالبداية حسب المتحدث كانت من المدينة التي تحمل اسم القادر بمقاطعة ايوا التي قام بزيارتها خلال سنة 2011 والى غاية 2013 بصفته صحفيا لتغطية مجموعة من الأحداث الهامة ولقاءه بالسيدة روث السون ارملة ادوارد اولسون وهو أول من امضى اتفاقية بين مظينة القادر ومعسكر وخص جزءا من كاتبة عن الأمير عبد القادر ، ومنها كانت النقطة التي استلهم منها فرحاوي نور اليقين الفكرة التي دارت جليا لديه من أجل تجسيد وثائقي يرسخ لصورة الأمير الذي اخدت مدينة بأكملها في الولايات المتحدة الأمريكية إسمه لما يحمله هذا الرجل من عظمة وتاريخ جعلت الأمريكان يطلقون اسم القادر على مدينة ومتحف بالمدينة يروي أهم مسارات الرجل .
وقد أكد المتحدث إلى أن الفيلم الوثائقي سيتضمن شهادات ومداخلات لأساتذة جامعيين لتسليط الضوء عن الجانب الفكري والتصوفي الأمير عبد القادر من خلال تصوير مشاهد بعدة ولايات من الوطن من معسكر مسقط رأسه ، ولقاء مع المير الأسبق لمعسكر محمد الخالدي الذي أمضى خلال سنة 1984 ، حيث انطلقت أولى مراحل التصوير في بداية 2020 وتوقفت لظروف الصحية لجائحة كورونا ليتم استئناف العمل مجددا خلال سنة 2021 اتفاقية توأمة بين معسكر ومدينة القادر الامريكية إلى جانب تصوير مشاهد اخرى بكل من تلمسان مع الأستاذ صاري علي حكمت دكتور مختص في العلوم الصوفية ، إلى جانب تصوير أجزاء منه بوهران وأخرى بالولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال المشاهد وإبراز صورة أكثر عن رمز من رموز الدولة الجزائرية، ورغم أن العمل لقي صعوبات كثيرة لتجسيده إلا انه لقي حسب المتحدث تشجيعا وترحيبا من السفارة الأمريكية لتصوير بعض الأجزاء في المدينة التي تحمل إسمه خاصة وأن العلاقات وطيدة بين البلدين حسب ما أكده الناطق الرسمي للسفارة الأمريكية للمتحدث من خلال تقديم كافة التسهيل لإستكمال ما تبقى من التصوير في الولايات المتحدة الأمريكية والاتجاه في القريب العاجل إلى مدينة القادر ولقاء كاتي غارمز صاحبة “مؤسسة عبد القادر التعليمية “”Aek Education project“
هذا وتستغرق مدة التصوير 92 يوما ويشارك بالعمل 12 فنانا لتصوير مشاهد تمثيلية ويأمل فرحاوي نور اليقين بأن يحصلهذا العمل الوثائقي العلمي التاريخي على الدعم من طرف السلطات المعنية سواء وزارة الثقافة التي أعطت الموافقة على العملو التصريح لتصويره فقط في حين يتمنى المتحدث أن يلقى العمل إلتفاتة و دعما من وزارة المجاهدين على حد سواء .
للإشارة في الأخير الأمير عبد القادر بن محيي الدين المعروف ب” عبد القادر الجزائري ” كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر، ولد عام 1808 وتوفي عام 1883م.وخاض الأمير الحرب ضد الجيش الاستعماري مدة 15 سنة ودفع بقواته إلى تشييد دولة حديثة رغم نقص الوسائل آنذاك وكانت مبايعته الأولى عام 1832م وتلتها مبايعة ثانية عام 1833م ومن هنا جاء لقبه “الأمير”. واعتمد المخرج في صناعة وتوثيق أحداث الفيلم على شهادات مختصين ومؤرخين قدموا تفاصيل مهمة عن مسار الأمير عبد القادر.
وقد قرر تيموثي ديفيس وجون تومسون وسيج تشيستر الذين أسسوا مدينة صغيرة في مقاطعة كلايتون في ولاية آيوا الأميركية، تسمية مدينتهم “الكايدر”، نسبة إلى الجزائري الأمير عبد القادر، الشاب الذي كان يقود آنذاك شعبه لمقاومة المستعمر الفرنسي.
كما تتضمن المدينة” الكايدر ” او القادر متحف كان محل إعجاب كبير من قبل الأميركيين في الوقت الذي كان يقاوم فيه المستعمر الفرنسي، وكتبت عنه العديد من الصحف الأميركية مثل “نيويورك تايمز” مقالات صورته فيها بطلا حقيقيا، حتى أن بعض الأميركيين كانوا يلقبونه بجورج واشنطن الجزائر.
وتشتهر مدينة القادر بكونها تحمل العديد من المعالم التي ترمز إلى الأمير عبد القادر، منها متحف المدينة “كارتر هاوس ميوزيوم” الذي يحتفظ بتذكارات للأمير عبد القادر، وكذا لوحات فنية وصور.وتربط القادر بمدينة “معسكر” الجزائرية علاقة توأمة منذ 1984، يتم من خلالها تبادل الزيارات والمشاريع الثقافية والعلمية.
ب .ليلى