المؤبد لقاتلي شاب بعد تعذيبه بتكميم فمه بجوارب و شريط لاصق بدوار بلقايد بوهران
حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي باستعمال التعذيب مع سبق الإصرار والترصد المتابع فيها ثلاث متهمين ،و يتعلق الأمر بكل من (ب.ش.عبد الوهاب)، (ال.موسى)، (ب.موسى) أين قضت بإدانتهم بالأفعال المنسوبة إليهم ومعاقبتهم بالسجن المؤبد و بأدائهم بالتضامن تعويض قدره 200 مليون سنتيم لوالد الضحية.
بالرجوع إلى ملخص وقائع الجريمة الشنعاء التي تعود لتاريخ الثالث عشر مارس من سنة 2019 عندما تم العثور على شخص بمسكنه الكائن داخل معمل بحي دوار بلقايد جثة هامدة مكبل اليدين و الرجلين و عليه آثار ضرب و هو ينزف دما من أنفه بالإضافة إلى آثار خنق بالإضافة إلى وجود قفازات و شريط لاصق و جوارب بمسرح الجريمة،ليتم إخطار عناصر الدرك الوطني و الحماية المدنية التي نقلت الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى و إخضاعه لتشريح الجثة أين كشف تقرير الطب الشرعي أن الضحية تعرض للضرب و للاعتداء الجنسي قبل وفاته التي كانت نتيجة الخنق ،وعليه باشرت ذات المصالح تحرياتها الاولية التي بالرغم من رفع البصمات لم يتم التوصل إلى الفاعل ،لكن بسماع صديق الضحية الذي كشف أحد الفاعلين و يتعلق بالمدعو(ب.ش.عبد الوهاب) هذا الأخير و بعد توقيفه كشف أنه كان دائن للضحية بمبلغ مالي قدره خمسة ملايين سنتيم نظير عملهما معا في مجال البناء كمساعد له ،لكن و بعد إتمام الأشغال و قبضه المال رفض إعطائه أجرته و بدأ يتماطل في تسديد دينه و بعد حوالي شهر و نصف عاود الاتصال به لكن بدون جدوى و رفض الرد على اتصالاته ،و يوم الواقعة التقى بصديقه (ب.موسى) بدوار بوجمعة،هذا الأخير سأله عن أحواله وأحوال العمل ،حينها كشف له أن شريكه في العمل سلبه عرق جبينه و لم يسدد له مبلغ خمسة ملايين سنتيم فعرض عليه الاتصال بالمدعو(ال.هواري) و التوجه إلى الضحية من أجل التحدث معه بطريقة عقلانية من أجل دفع له مستحقاته،و فعلا توجهوا ثلاثتهم إلى المكان الذي يبيت فيه الضحية بالمعمل الذي قاموا بتسلق جداره و الولوج إلى غرفته و بعد طرقهم الباب فتح عليهم حينها تبادلوا اطراف الحديث حول المشكلة التي بينهما فرد عليه بأن يصبر عليه قليلا و أنه سيدفع له مستحقاته لاحقا الشيء الذي آثار غضبهم فقام (ب.موسى) بلكمه على مستوى الأنف بينما هو صفعه أما (ال.هواري) قام بركله على مستوى الصدر،حينها صرح لهم الضحية أن المال متواجد بالسيارة في الخارج ،أين قاموا بتكبيل يديه و رجليه و تثبيته بواسطة مقبض مكنسة و لما بدأ بالصراخ قام (ال.هواري) بوضع في فمه جوارب و اغلق فمه بشريط لاصق و بقي معه بينما ذهب هو بمعية (ب.موسى) للبحث عن المال لكن بدون جدوى،وقتها اتصل به والده فقرر الانصراف تاركا كل من (ال.هواري) و(ب.موسى) رفقة الضحية،و في اليوم الموالي اخبراه أن الضحية و بالرغم من نزع الشريط اللاصق من على فمه و رشه بالماء لم يستيقظ و خرجا من هناك،فقام بالاتصال بصديقه المدعو زكريا الذي يعرف الضحية و روى له ما فعلوا به طالبا منه أن يفك وثاقه ،لكن بتنقل المسمى زكريا لم يجد الضحية و اخبروه الجيران أنه توفي.
خلال جلسة المحاكمة أعاد المتهم الأول سرد تفاصيل الواقعة نافيا نية قتل الضحية و إنما كان ذلك من أجل تخويفه ،و هذا ما أكده باقي المتهمين مؤكدين أن جميعهم مشتركين في ضرب الضحية دون قصد قتله،أما واقعة الاعتداء الجنسي فقد أنكروها جملة و تفصيلا.
ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع و بشاعتها ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام ضد جميع المتهمين لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ