
ناقشت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية المشاركة في ارتكاب أفعال إرهابية تستهدف أمن الدولة واستقرار المؤسسات و سيرها العادي عن طريق بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن من خلال الاعتداء الجسدي على الأشخاص و تعريض حياتهم و أمنهم للخطر وعرقلة سير المؤسسات العمومية والاعتداء على حياة أعوانها، و جناية المشاركة في القتل العمدي و محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ،حيازة ذخيرة حربية و مواد متفجرة و مواد تدخل في مجال صناعة المتفجرات ،و هي القضية المتابع فيها 15 متهما لا يزال 6 منهم في حالة فرار ،حيث قضت بتأييد الحكم الابتدائي القاضي بادانتهم بالسجن المؤبد و 15سنة سجنا نافذا ، و براءة 3متهمين.
انطلقت وقائع القضية بتاريخ الواحد و الثلاثين أوت من سنة 2017 عندما قام الإرهابي (ب.بن عیسی) بتنفيذ عملية انتحارية استهدفت مقر أمن ولاية تيارت بواسطة حزام ناسف ورشاش من نوع كلاشينكوف وترتب عن العملية وفاة موظفي الشرطة المرحومين (ع.بولنوار) و (ع.الطيب) بالإضافة إلى إصابة 5 من موظفي الشرطة بجروح ، كما تعرض مقر أمن ولاية تيارت والعتاد إلى أضرار بليغة،التحريات التي تمت على إثر ذلك توصلت إلى أن منفذ العملية کان في اتصال بأفراد شبكة دعم مساندة قدموا له تسهيلات في إطار تنفيذ العملية وهم كل من (م.محمد)، (ب.نور الدين) ،(ق.عبد القادر) ،(ت.مجيد)،(ب.محمد)، (ح.بشیر)،(م.محمد) و(م.عبد الرحمان) و(م.عبد القادر) و (ع.مراد) و(ع.مهدي) و(ج. حسام الدين)، إذ تبين بأن المسمی (ب. نور الدين) الملقب “عبد القادر” كانت له صلة مع الإرهابي الذي فجر نفسه وأنه قد التقاه عدة مرات قبل وقوع الانفجار كما ثبت لقائه به قبل وقوع العملية الانتحارية إذ حضر إليه إلى مسكنه في منتصف شهر رمضان الماضي وطلب منه شراء مأكولات فنفذ ما طلبه هذا الأخير ثم بدأت سلسلة اللقاءات بينهما في غابة الرادار بتيارت. وفي المرة الثانية طلب الإرهابي (ب.بن عيسى) أن يتم شراء أحذية له ولمرافقيه وهي أحذية من نوع (قوداس) وصرح بعبارة :” الخاوة راهم بالحفا ولابسين ليبوط ” وسلمه مبلغ 14000 دج و رافق المسمی (م.محمد) الذي يعرف جيدا هذا النوع من الأحذية واتفق الأطراف على أن يكون مكان الالتقاء ووقته دائما في نفس المكان والتوقيت السابق، فقام (ب.نور الدين) بمهاتفة المسمی (م.محمد) والتقوا أمام مسجد صلاح الدين الأيوبي بتيارت وعند التقائهما أخبر الإرهابي الأول صديقه أنه التقى الإرهابي (ب.بن عيسى) و أن هذا الأخير يشتاق إليه ويريد لقاءه غير أن المدعو (م.محمد) أخبره بأنه تحت رقابة الأمن ولا يمكنه الذهاب معه لشراء الأحذية،حيث هاتف (ب.نور الدين) جاره (ح.بشير) سائق كلوندستان فحضر على متن سيارته من نوع سينيك وانتقل الثلاثة واشتروا الأحذية وافترق الجميع و عاود المدعو (ب.نور الدين) الالتقاء بالإرهابي (ب.بن عيسى) في نفس المكان والتوقيت السابق و سلمه كيسا أسودا به كل الأحذية، كما طلب منه في مرة أخرى شراء بعض الملابس ،مواد غذائية و كذا بطارية شحن هاتف نقال نوع سامسونغ ،كما أخبره أنه يريد الانشقاق عن مجموعة الونشريس ويريد مركزا في غابة القواسم بتسمسيلت وأنه انفصل على تنظيم القاعدة ويريد مبايعة الدولة الإسلامية داعش والذهاب إلى ليبيا فقام (ب.نور الدين) بالاتصال عبر تطبيقة “بال توك” مع شخص يدعى أبو عبيدة من أجل أن يساعده في انضمام بالاتصال عبر المجموعة إلى الجماعات المقاتلة في ليبيا و اخبره بالفعل المكنى أبو عبيدة عبر تطبيقة “البال تولك” ( PALTALK ) في الانترنت أن هناك مجموعة من الجزائر تريد الانضمام إلى دولة داعش في ليبيا واقترح أبو عبيدة عبر التطبيقة الاتصال بسوريا التي يمكنها أن تضمن اتصال مع سرية الغرباء لها في الجزائر.
كانوا يستعملون الانترنت لتجنيد المناصرين عبر تقنية “الذئاب المنفردة”
كما توصلت التحريات إلى أن هوية المسمى أبو عبيدة الساكن في البرواقية تنطبق على المسمی (م.محمد) هذا الأخير الذي تمكن عبر تطبيقة البال تولك والتلغرام على شبكة الانترنت الاتصال بالعديد ممن يسمون بالمناصرين وتجنيدهم عبر تقنية الذئاب المنفردة وهي أن يتم تجنيد المناصر عبر الانترنت وتدريبه على تحضير المتفجرات على أن يعتبر هؤلاء نشطاء يعملون عبر الانترنت في الخفاء لفائدة تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وتمكن المدعو (م.محمد) من رصد بعض الأهداف الأجنبية لفائدة التنظيم بعد أن قام بتصوير مواقعا يتردد عليها الأجانب وطلب من المسمى أبو حمزة عبر التطبيق ارسال فيديو عبر التطبيقة يظهر مبايعة الإرهابي (ب.بن عيسى) قبل تنفيذ عملية تيارت للدولة الإسلامية داعش. وعبر هذه التطبيقة هناك العديد من الذئاب المنفردة كانت تتصل بالمسمی (م.محمد) من الجزائر وتعلق الأمر بالمسمی (م.عبد الرحمان) المكنى “عبد الله الذي تم إلقاء القبض عليه والساكن في مدينة مسعد بالإضافة إلى أنه تم تحديد هوية المسمى أبو النور الذي كان أيضا مع اتصال عبر تطبيقة البال تولك بالمسمى أبو عبيدة أي الإرهابي (م.محمد) وتعلق الأمر بالمسمی (ج.حسام الدين )وهم أحد الذئاب المنفردة الذي يسكن بنقاوس ولاية باتنة هذا الأخير الذي كان يتصل عبر الانترنت بشخص آخر هذا الأخير ثبت اتصاله بالمسمى أبو عبيدة “م.محمد” والاتصال أيضا مع الإرهابي “ب.نور الدين” المكنى “النوري”، بالإضافة إلى أن التحقيق توصل إلى إلقاء القبض على المسمى (ع.مهدي) هو المكنى “أبو مهدي” أحد مناصري تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يتصل عبر تطبيقة البال تولك لتبادل فيديوهات العمليات التي يقوم بها التنظيم، كما توصلت التحريات أيضا إلى وجود اتصالات بين أفراد الشبكة عن طريق الهاتف وكذا عن طريق الانترنت كما أن بعضهم كان يلج مواقع لتنظيم داعش ويقومون بالإشادة بالتنظيم والعمليات الإرهابية المقترفة من طرفهم كما تبين احتواء الأجهزة الرقمية المضبوطة عند بعضهم على تسجيلات بهذا الشأن. إضافة إلى ذلك فعند تفتيش مسكن المدعو (م.محمد) تم العثور على 13 خرطوشة فارغة بالإضافة إلى طلقة نارية حية وكمية من البارود مواد ملونة و مساحيق ثبت من الخبرة بأنها مواد تدخل في صناعة المتفجرات وكریات حديدية صغيرة وسيف وثلاثة خناجر وحزام عسكري وقبعة عسكرية.خلال جلسة المحاكمة اعترف بعض المتهمين بالأفعال المنسوبة إليهم في حين أنكرها البعض الآخر و أن اعترافاتهم خلال التحقيق كانت تحت الضغط و التعذيب.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 20 و السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب




