
قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران بعقوبة الإعدام ضد (ع.بحري) عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، الضرب والجرح العمدي المفضي الى عاهة مستديمة، و 20سنة سجنا ضد شقيقه (ع.محمد) عن جناية المشاركة في نفس التهم المذكورة ،و معاقبة شقيقهما (ع.مغراوي) رفقة أربعة آخرين و هم ( س.عبد اللطيف) ،(ب.محمد)، (ع.غيلاس)،(ل.الياس) جنحة الاشتراك في مشاجرة أدت الى وفاة أحد الأشخاص و إدانتهم ب 5سنوات حبسا نافذا ،حيث راح ضحيتهم (م.بلال) المتوفى و موظف بالقاعدة العسكرية في مجال إصلاح السفن الذي تعرض للضرب بواسطة سيف ،في حين برأت ساحة كل من (ب.ابراهيم)، (ب.عبد الجليل) من جميع التهم الموجهة إليهما .
بالرجوع إلى تفاصيل القضية فقد انطلقت بتاريخ الثالث والعشرين أوت من سنة 2018 المصادف لعيد الأضحى، في حدود الحادية عشر مساءا وأثر نداء توصل به عناصر الضبطية القضائية عن وقوع شجار بحي بن سمير بعين الترك ، تنقل عناصر الضبطية القضائية الى عين المكان وتبين أن ثلاث أشخاص تم نقلهم الى المستشفى بعد تعرضهم للضرب بواسطة أسلحة بيضاء ويتعلق الأمر بكل من (م.سيد أحمد) ، (ع.جبار) و(م.بلال) ، هذا الأخير فارق الحياة بعد نصف ساعة من نقله الى المستشفى وكان ذلك بسبب الطعنات التي تعرض لها على مستوى أنحاء جسمه ، وتوصلت تحريات الضبطية القضائية إلى تحديد هوية المشتبه فيهما الرئيسيين الاخوين (ع.بحري) و(ع.محمد) الذين تم توقيفهما واسترجاع سيف ملفوف بشريط لاصق أسود اللون و سلاحين أبيضين من نوع بوشية ملفوفين عليهما أثار الدم ، وتبين أنه خلال عملية التدخل والتوقيف تعرضت سيارة الشرطة للتخريب العمدي من طرف المشتبه فيه (ع.بحري) عن طريق الرشق بقطع الأجر ، وتوصلت تحريات الضبطية القضائية إلى أن (ع.جبار) تعرض للضرب بواسطة سيف قرب مسكنه أصابه به (م.بلال) على مستوى الكتف الأيسر ، وكان
ذلك في أعقاب اشتباك شارك فيه مجموعة من الأشخاص ، ليتم فتح تحقيق و توقيف باقي المشتبه فيهم لضلوعهم في ارتكاب الوقائع.
كما تم سماع والد الضحية المتوفى (م.بلال) وكشف على أنه قبل يومين وقع خلاف بحي الرائد فراج بعين الترك بين ابنه والمكنى زقالو والمدعو ياسر الحلاق وتعرض ابنه للتهديد من طرفهما باستعمالهما عبارة ( من بعديها نتفاهمو) ، وأضاف بأنه في ساعة متأخرة من ليلة 23.8.2018 عاد المدعو زقالو (ب.محمد) وبرفقته مجموعة من الأشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء وهددوا ابنه بشير وتمكن من الإفلات من قبضتهم ، وأكد بأنه في مساء نفس اليوم في حدود الحادية عشرة مساءا قدم المدعو زقالو مجددا رفقة أصدقائه وهم يحملون أسلحة بيضاء ووقع الاشتباك والاعتداء على ابنه بلال بالأسلحة
البيضاء، و بسماع (ع.جبار) والد المتهمين الاخوة كشف أنه بتاريخ الوقائع في حدود العاشرة والنصف مساءا وبتواجده بمسكنه بحي بن سمير عين الترك وبفتحه للباب بعد سماعه لطرق شاهد (م.بلال) يحمل سلاحا أبيضا من الحجم الكبير (سيف) وبرفقته مجموعة من الأشخاص ودون سابق إنذار اعتدى عليه بواسطته وسبب له جروحا على مستوى الذراع الأيسر فقد على إثرها الوعي ثم خرج أبناءه وطاردوا المعتدي ، ثم نقلوه لتلقي العلاج ، وأورد بأنه تعرض لإصابة على مستوى ذراعه الأيسر وتم تبزيمه ب12 غرزة ،واستدل بشهادة طبية تثبت عجزه المؤقت عن العمل لمدة 15 يوما.
من جهته شقيق الضحية كشف أنه خرج ليلا من مسكنه العائلي في أعقاب صراخ بالحي ووجد جاره (م.سيد أحمد) مصابا بجروح بليغة على مستوى الوجه ، وأبلغه الجيران بأنه تعرض لاعتداء من طرف مجهولين ، وأن هؤلاء يبحثون عن شقيقه بلال ، والذين كانوا تحت تأثير المهلوسات وكانوا مدججين بالأسلحة البيضاء ، وأكدوا له بأنهم سمعوهم يرددون عبارة ( بلال ليوم غادي نكتلوك).
خلال جلسة المحاكمة اعترف المدعو(ع.بحري) بضربه للضحية بعد اعتدائه على والده و لا يتذكر عدد الطعنات ،نافيا تدخل باقي المتهمين من بينهم شقيقيه في الشجار ،محاولا تحمل المسؤولية كاملة على عاتقه،كما أنكر باقي المتهمين علاقتهم بالقضية في حين أكد أحدهم أن الأشقاء هم من اعتدوا على الضحية بواسطة السيوف ،و قضية تعرض والدهم للضرب من قبل الضحية افتراء و هو سيناريو مفتعل لتبرير فعلتهم ،بعدما اصابوا والدهم بجروح.
الضحية الثاني في القضية و هو موظف بالقاعدة العسكرية أكد أنه يوم الوقائع كان بصدد القيام بعملية تنظيف الحي و اذا به شاهد الاخوين بحري و محمد والآخرين مدججين بالأسلحة البيضاء “سيوف” و هم يلوحون بها قائلين له “انت ما راكش تخاف واقف في الطريق و حنا فايتين” و بدون سابق إنذار تهجم عليه محمد بالسيف على مستوى الوجه و واصل شقيقه بضربات على مستوى اليد، الرأس والظهر ،ما استدعى نقله إلى المستشفى وخضوعه لعملية جراحية دقيقة ،التي لا يزال يعاني من آثارها و جعلته يفقد منصبه الحساس.
كما كشف تقرير تشريح جثة الضحية أنه تعرض ل 12ضربة موزعة على مختلف أنحاء جسمه.ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد على ثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة الاعدام ضد الأخوين و 5سنوات حبسا للبقية، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ