المحلل السياسي بن علي يؤكد أن الجزائر الجديدة تقدس التعامل بالندية
يرى المحلل السياسي بن علي الساسي أن الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الفرنسي إلى الجزائر، جاءت لتهدئة الأجواء وإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، بعد تصريحات ماكرون بخصوص الإحتلال الفرنسي .
وقال بن علي لبرنامج ضيف إذاعة الجزائر الدولية هذا الأحد، إن التوقيع على إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا، من الناحية البروتوكولية أمر طبيعي ويحدث خلال كل الزيارات الرئاسية في بلدان العالم، إلا أنه يعبر عن وجود نية لإعطاء دفع للعلاقات بين الدولتين . وحول استحداث لجنة في الأيام المقبلة ، تتشكل من مؤرخين من الجانبين ، لدراسة ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا من زاوية تاريخية فيرى المحلل السياسي بن علي أن هذه اللجنة تم الاتفاق على تشكيلها لأن تقرير بنجامين ستورا لم يشمل كل مراحل الاحتلال ،وعليه ستتطرق هذه اللجنة إلى التعويضات عن الجرائم النووية في رقان.
ورغم ذلك يعتقد الساسي بن علي بأن ملف الذاكرة صعب لأن الجمعية البرلمانية الفرنسية تتضمن معارضة ولوبيهات من اليمين واليمين المتطرف لا تريد حل مشكلة الذاكرة ،ليبقى نجاح اللجنة مرهونا بضرورة حفاظها على الآداء بطريقة علمية دونما تدخل سياسي من الجانب الفرنسي .وفي هذا الصدد ذكر المحلل السياسي بن علي الساسي بوجود قانون الإعتراف بضحايا التجارب النووية ، التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر ورغم ذلك لم تدرس السلطات الفرنسية في إطار هذا القانون ولا خارجه القضايا التي رفعها الجزائريون.
وعن ملف الأرشيف أكد بن علي أن المشكلة في الجانب الفرنسي الذي لايتوفر على إرادة سياسية كافية ،خاصة ماتعلق بملف التجارب النووية فمثلا حتى الآن لم تحصل الجزائر على كل الخرائط المحددة لمناطق انتشار السموم النووية.
وردا على بعض التحاليل والقراءات السياسية للاجتماع الأمني رفيع المستوى بحضور رئيسي البلدين ورغم كونه يحدث لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، قال المتدخل إن الاجتماع لا يعتبر مطلقا اعترافا فرنسيا بدور الجزائر في المنطقة ، لأن مكانة الجزائر فيها ودورها الأمني معترف به دوليا ويلقى اشادة وتنويها من كل الدول والمنظمات الدولية .وحول مستقبل الشراكة الإقتصادية و العلاقات بين الجزائر وباريس يرى المحلل السياسي بن علي الساسي ،أن الامر يتوقف على الإرادة السياسية في فرنسا التي يجب، أن تعترف بأن تراجعها إلى المرتبة الثالثة في ترتيب الدول المتعاملة اقتصاديا مع الجزائر يعود إلى أنها لم تفهم بأن التعامل بالندية هو مبدأ الجزائر الجديدة .
جمال الدين أيوب