اختتمت ظهر يوم أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الدولي حول الثورة الجزائرية في بعدها الإفريقي بدعوة إلى الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وكذا دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
اختتام أشغال الملتقى الدولي حول الثورة الجزائرية في بعدها الإفريقي
أكد مشاركون في الملتقى الدولي حول الثورة الجزائرية في بعدها الإفريقي يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن دعم الجزائر لحركات التحرر كان في مختلف الميادين و لم ينقطع يوما, مشددين على أن الثورة الجزائرية كانت المنبع الحقيقي للقيم التي رأى فيها الأفارقة السبيل للخلاص من الإستعمار و تحقيق الإستقلال.
ونوه المشاركون بالأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لقضايا القارة الافريقية وعمله الدؤوب لتعزيز أواصر الوحدة الافريقية.كما دعوا إلى انجاز قاعدة بيانات تاريخية تجمع كل المخطوطات والأعمال والدراسات التاريخية, حسب ما جاء في توصيات هذا الملتقى الذي انطلقت أشغاله أمس الثلاثاء بمشاركة وفود افريقية و خبراء من داخل الوطن و خارجه.
المشاركون يشيدون بالأهمية التي يوليها الرئيس تبون لقضايا القارة الافريقية وعمله الدؤوب لتعزيز وحدتها
وفي اليوم الثاني و الأخير من فعاليات هذا الملتقى, قدمت شخصيات افريقية مداخلات حول البعد الأفريقي للثورة الجزائرية و أهمية الذاكرة الجماعية المشتركة و المصير الواحد في بناء مستقبل واعد, خاصة في ظل التحديات الإقليمية و الدولية الراهنة و حرب الاستقطاب لنهب ثروات القارة.كما نشط خبراء جزائريون و أجانب محاضرات حول عدة مواضيع لاسيما “الأبعاد الحضارية للروابط الدينية في العلاقات الجزائرية الإفريقية” و “الجزائر و حركات التحرر الإفريقية ..الإمداد المتواصل و الإسناد الكامل” و مواضيع حول علاقة الثورة التحريرية المجيدة بالقارة الافريقية.كما تم بالمناسبة تكريم السيدة راتسيرك انيك من مدغشقر وعدة أساتذة وباحثين جزائريين نشطوا هذا الملتقى.
هذا و أبرز عضو الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية, اليكساندر كابيندا (أنغولا), في مداخلة له خلال الجلسة العلمية الرابعة للملتقى الدولي, التزام الجزائر في دعم الحركات التحررية في القارة الإفريقية و الذي, كما قال, كان “فعليا و واقعيا و يعلمه الجميع و ليس موجودا فقط في الكتب”.و شدد المتحدث على أن “الجزائر كانت مجندة لتحرير البلدان التي كانت تئن تحت نير الاستعمار”, مستعرضا الدعم الذي قدمته الجزائر لبلاده سواء في مجال التدريب أو التكوين.
المشاركون يدعون إلى انجاز قاعدة بيانات تاريخية تجمع كل المخطوطات والأعمال والدراسات التاريخية
ومن جهتها, توقفت السيدة راتسيركا انيك زواري (مدغشقر) عند العلاقات “المتميزة” بين بلادها و الجزائر و ما تلقته مدغشقر من “دعم كبير” من الجزائر, مشيرة الى التفاعل الدبلوماسي بينهما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك, بما فيها التنمية.وأشارت المتدخلة الى أن بلادها و الجزائر وضعتا اليد في اليد من أجل العمل على تحرير إفريقيا من الاحتلال, خاصة و أن الثورة الجزائرية كانت مصدر الهام لكل شعوب القارة.
ونبهت راتسيركا انيك, ابنة رئيس مدغشقر السابق ديدي راتسيركا, الى أن التحديات المعقدة اليوم تفرض على دول و شعوب القارة استغلال كل المقومات, خاصة التاريخ المشترك و تعزيز التضامن للسير قدما نحو مستقبل مشرق.و حثت المتحدثة على العمل من أجل ارساء دعائم تعاون جنوب-جنوب و تطوير العلاقات بين دول إفريقيا لايجاد حلول لمختلف المشاكل, خاصة و أن القارة تتوفر على ثروات كبيرة و خزان للمواد الاولية التي تحتاج الى التصنيع و ليس التصدير فقط.
وعلى الصعيد السياسي, شددت على ضرورة مواصلة الكفاح لتحرير كل شعوب القارة, لاستكمال استقلال إفريقيا, بعيدا عن الاملاءات الخارجية و بما يتوافق مع مبادئها و مثلها.وشدد الباحث الأكاديمي المتخصص في الدراسات الإفريقية, عابد سفيان, في محاضرة بعنوان “الجزائر و حركات التحرر الإفريقية, الإمداد المتواصل و الإسناد الكامل”, على أن “الجزائر لم تغفل يوما دعم حركات التحرر و هو ما جسده بيان أول نوفمبر و كل المواثيق التي تؤكد على تصفية الاستعمار”, مذكرا بأن الجزائر ربطت استكمال استقلالها الوطني باستقلال كل دول إفريقيا.و شدد السيد عابد سفيان على أن الجزائر فتحت أبوابها لرواد حركات التحرر و لم يكن دعمها يقتصر على الجانب العسكري, بل شمل الجوانب السياسية و الاقتصادية وحتى الثقافية.بدورها, تحدثت فضيلة علاوي, أستاذة محاضرة بجامعة الجزائر 2, عن “الأبعاد الحضارية للروابط الدينية في العلاقات الجزائرية الإفريقية”, مبرزة مثلا دور موسم الحج و المرجعيات الدينية الممتدة في دول القارة في زرع مبادئ التحرر.كما قدم مدير مخبر الدراسات و التحاليل الجيوسياسية في المتوسط, محمد خوجة, محاضرة حول الفترة ما بعد الكولونيالية و تأثيراتها في المجتمعات الإفريقية.
م.حسان