المغرب وافق على تعيين دي ميستورا نتيجة ضغوطات قوى وازنة في مجلس الأمن
أكد عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أن إعلان المغرب، عن قبوله بتعيين السيد ستافان دي ميستورا، مبعوثا شخصيا للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، جاء نتيجة رضوخه لضغوطات مارستها عليه قوى وازنة في مجلس الأمن.
وأوضح سيدي محمد عمار، في بيان له، أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، أن موافقة الاحتلال المغربي على دي ميستورا، وهو الذي رفضه في مايو الماضي، بينما وافقت عليه جبهة البوليساريو شهر أبريل الماضي، جاء “نتيجة لرضوخ النظام المغربي للضغوطات التي مارستها عليه قوى وزانة في مجلس الأمن، لم تعد تحتمل العرقلة المغربية المستمرة لجهود الأمين العام، من أجل تفعيل عملية السلام في الصحراء الغربية”.
واعتبر الدبلوماسي الصحراوي، أن حديث المغرب عن العودة إلى عملية السلام، وبعض المسائل الإجرائية المتصلة بها، هو “مجرد تعلق بالأوهام”، مبرزا أن الصحراويين أعلنوا عن “القطيعة التامة مع مسلسل سلام، لم يتمكن مجلس الأمن نفسه من فرض احترام تطبيقه لقرابة ثلاثين سنة”، وذلك بعد اعتداء قوات الاحتلال المغربي في 13 نوفمبر 2020، على مدنيين صحراويين في ثغرة الكركرات غير الشرعية.
ولفت في هذا الصدد إلى أن “الخرق الخطير لوقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية ذات الصلة، والعمل العدواني من قبل الاحتلال المغربي على الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية، لا يزال مستمرا في ظل صمت الأمم المتحدة المطبق”.كما جدد سيدي عمار، تأكيد جبهة البوليساريو أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لمسألة إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، هو “تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف، وغير القابل للمساومة، في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية، وفقا لمبادئ الشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ذات الصلة”.
وطالب مجلس الأمن بـ “التخلي عن موقف التقاعس المعهود”، الذي كان سببا، وراء عجز بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) عن الوفاء التام بولايتها، وانهيار عملية السلام في الصحراء الغربية.يشار إلى أن المغرب قد وافق تحت ضغط الولايات المتحدة على تعيين الايطالي-السويدي ستافان دي ميستورا، مبعوثا جديدا للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، بعد أن رفض هذا الاقتراح لمدة أشهر، معرضا مسار السلام للانسداد، حسبما أكدته لوأج مصادر دبلوماسية بنيويورك.
وتساءلت ذات المصادر عما “تم تقديمه كمقابل لهذه الموافقة “، مرجحا أن يكون قد تم ذلك مقابل الإبقاء على الاعتراف الأمريكي ب”السيادة” المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة أو بتواجده غير المشروع في المنطقة العازلة بالكركرات، في أقصى الجنوب الغربي من هذا الإقليم غير المستقل، الذي تشرف عليه الأمم المتحدة. وبعد إعطاء المغرب موافقته، سيعرض الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، هذا الترشيح على أعضاء مجلس الأمن من أجل الموافقة عليه، قبل الإعلان عنه بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة.
تجدر الاشارة إلى أن المبعوث القادم المقترح من قبل غوتيريش، من أجل إعادة بعث مسار السلام في الصحراء الغربية المتوقف منذ 2019، قد عين في سنة 2014 مبعوثا خاصا لملف الازمة السورية.وتولى السيد دي ميستورا، دور الوسيط في محادثات السلام بسوريا وهي المهمة التي تولاها قبله الجزائري الأخضر الابراهيمي ومن قبله كوفي عنان.وللدبلوماسي دي ميستورا (74 سنة) المزدوج الجنسية الايطالية والسويدية، خبرة أربعة عقود في الأمم المتحدة، لاسيما في مناطق النزاعات أو على مستوى الوكالات الإنسانية.كما قدم خدماته الحميدة كوسيط في كل من العراق و افغانستان، حيث عمل كرئيس لبعثات الامم المتحدة في البلدين الاخيرين.