
تشهد ولاية سيدي بلعباس، من 07 إلى 10 أوت 2025، فعاليات الطبعة الرابعة عشرة من المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي، الذي يحتضنه مسرح الهواء الطلق صايم لخضر وسط أجواء فنية وتراثية تعكس عمق هذا اللون الغنائي الأصيل الذي ارتبط بالذاكرة الجماعية وأصبح أحد أهم مكونات الهوية الفنية الجزائرية. وتقام هذه الطبعة تحت شعار: “من الذاكرة إلى الخشبة، تراث يُغنّى”، لتجمع بين أصالة الماضي ورؤية الحاضر، وتؤكد استمرار أغنية الراي كرافد ثقافي وفني نابض بالحياة.
وفاء للرواد وإحياء للذاكرة
ستُفتتح التظاهرة بتكريم الفنان الراحل محمد بوسماحة، المحافظ السابق للمهرجان، عرفاناً بما قدمه في سبيل ترسيخ هذا اللون الفني، لتتخلل السهرة الأولى مشاركة نخبة من الفنانين المرموقين على غرار الشيخ النعام، محمد بلحبيب، قويدر العباسي، كادار الصغير والشيخ بلمو، الذين سيُحيون الأمسية الافتتاحية بأصواتهم العذبة وأعمالهم الراقية.
سهرات تحمل بصمة الأصالة والتجديد
ستتواصل السهرات في أجواء استثنائية، حيث يعتلي مسرح الجمعة فنانون بارزون بينهم الشيخ ميمون، الشاب معاشو علام، الشيخ نبال، عباس مرحوم وكبير برابح، إلى جانب فرقة مورصادو، فيما تحضر وجوه فنية لامعة في سهرة السبت على غرار محمد العباسي، رياض النعام، شاب قاديرو، فارس بوشاقور، بلعمري الحاج وشعيب محمد رفقة فرقة ميلواست. أما ختام المهرجان، فسيكون بمشاركة أسماء شابة وواعدة مثل ياسين صغير، ولد الزرڨي، حكيم صالحي، شاب محفوظ ومنال حدلي، لتُسدل الستارة على ألحان مميزة وذكرى لا تُنسى.
ندوات فكرية تلامس العمق الثقافي
ولأن الراي ليس مجرد فن طربي بل يحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية، سيحتضن دار الثقافة كاتب ياسين ندوات فكرية ثرية، أبرزها ندوة صباحية بعنوان “أغنية الراي بين النشأة إلى العالمية”، وأخرى مسائية بعنوان “أغنية الراي كرافد اجتماعي لبناء الشباب”، بمشاركة مختصين وأكاديميين سيكشفون أبعاد هذا الفن وتأثيره في الوعي الجمعي وصناعة الأجيال.
معرض يخلّد الرموز ويوثق التراث
تترافق هذه الفعاليات مع معرض فني تشكيلي تحت عنوان “زرقي أحمد، مسار خالد في الذاكرة الوطنية”، يضم مقالات وصوراً ووثائق نادرة توثق لمسيرة هذا الفنان الكبير وتُبرز محطات هامة في تاريخ أغنية الراي، ليكون المعرض مساحة للاحتفاء بالرموز وإبراز قيمة التراث الفني الوطني.
رؤية متجددة لفضاء يليق بالراي
أكد محافظ المهرجان حسام حرز الله أنّ هذه الطبعة تحمل رؤية متجددة تهدف إلى الحفاظ على الراي كتراث وطني متجدد، مع منح الأصوات الشابة فضاءً للتألق وفتح المجال أمامها للإبداع، بينما شددت المكلفة بالإعلام السيدة أحمد إبراهيم منيرة على أنّ هذه الدورة ستُقدَّم بصورة مميزة تعكس مكانة الراي في الجزائر، بفضل التنظيم المحكم والبرمجة النوعية، مشيرة إلى أنّ تجربتها الإعلامية الرابعة مع المهرجان تمنحها زخماً إضافياً لضمان نجاح هذه التظاهرة التي رُصد لها غلاف مالي قدره مليار ونصف المليار سنتيم، لتؤكد سيدي بلعباس من جديد أنها عاصمة الراي وصوت ذاكرة لا يموت
هذا و في نفس السياق ، أكدت السيدة أحمد إبراهيم منيرة، المكلفة بالإعلام للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي بسيدي بلعباس، أنّ الطبعة الرابعة عشرة ستتميز ببرمجة فنية ثرية ومشاركة نوعية تسعى لإبراز الوجه الثقافي الأصيل للمدينة، الحاضنة التاريخية لهذا اللون الغنائي العريق. وأشارت إلى أنّ عودة المهرجان إلى سيدي بلعباس بعد تنظيمه في وهران تشكل محطة هامة لإعادة إشعاع هذا الحدث وترسيخ تقاليد جديدة في التنظيم، مؤكدة أنّ تجربتها الرابعة في هذا المجال، بعد مساهمتها في طبعات سابقة رفقة محافظين بارزين، تمنحها خبرة واسعة وطموحاً متجدداً لضمان نجاح هذه التظاهرة التي تكرّس مكانة الراي في الساحة الفنية الوطنية.
فتحي. م