الوطني

المهن الموسمية تشهد انتعاشا كبيرا خلال شهر رمضان الكريم بولاية ورقلة

تشهد أنواع كثيرة من المهن الموسمية انتعاشا “ملحوظا” خلال شهر رمضان المعظم بورقلة, حيث تستغل عائلات معوزة وأصحاب الدخل المحدود وشباب هذه المناسبة الدينية لكسب الرزق وتحصيل مداخيل إضافية.

وتعتبر شريحة لا يستهان بها من النساء الماكثات في البيت وأيضا فئات عريضة من الشباب البطالين وكذا التجار بهذه المنطقة استغلال المهن الموسمية, فرصة ولو مؤقتة لتحقيق مداخيل سيما وأنها لا تتطلب رأس مال كبير, وهو ما يفسر الإقبال عليها بل وتحول بعضها إلى مشاريع عائلية.

ويبرز في هذا الإطار بيع عدة أصناف من المنتجات الاستهلاكية المعدة منزليا خلال شهر رمضان والتي تعرض تحت أصوات بائعيها الذين يستعملون مختلف عبارات الترويج بشوارع الأسواق والفضاءات العمومية, حيث يسجل إقبالا واسعا عليها من قبل الصائمين قبل آذان الإفطار.ويلاحظ بالشارع الرئيسي لحي النصر (الضاحية الغربية لمدينة ورقلة) طاولات بيع مختلف أشكال العجائن على غرار الخبز المنزلي “رخساس” والمطلوع (خبز الخميرة) وأوراق الديول (رقائق العجينة) أوالبوراك والمعروفة محليا أيضا بـ”الملسوقة” إلى جانب بعض أنواع الحلويات الشرقية التي يكثر استهلاكها في شهر رمضان المبارك والتي تعد من أساسيات مائدة الإفطار وإحياء السهرات الرمضانية على غرار “القطايف” و”الصامصة” و”قلب اللوز” وغيرها.

وفي هذا الصدد, يقول الشاب عبد القادر (بائع رقائق العجينة) بذات الحي ”تقوم والدتي مع حلول كل شهر رمضان بإعداد كمية معتبرة من أوراق الديول وأسوق جزء منها لبعض محلات المواد الغذائية والجزارين, وأخرى أبيعها مباشرة على الرصيف, حيث تساهم هذه المهنة في توفير دخلا لعائلتي نظرا للإقبال الواسع عليها, فضلا على أن بعض الزبائن يفضلونها عن أوراق الديول الصناعية”.وليس بعيدا عنه يجلس الحاج إبراهيم (بائع متقدم السن) في صمت أمام قفة من السعف مملوءة بحزمات عشبتي ”البقدونس” و”الكزبرة”, وقال أنه يمارس هذا النشاط في كل شهر رمضان ويلقى إقبالا معتبرا من طرف الزبائن وهم من شرائح اجتماعية مختلفة, حيث يشكل العنصر النسوي نسبة معتبرة منهم و هي فرصة ملائمة ليساعد عائلته من خلال تحصيل بعض المداخيل.

 

صفحات التواصل الاجتماعي للترويج و لأخذ الطلبيات

 

ومن جهتها ذكرت السيدة أم الخير(ربة بيت 56 سنة) أنها مع حلول شهر رمضان المعظم تخصص أغلب وقتها سيما الفترة الصباحية لتحضير أوراق البوراك لتصل أحيانا إلى 30 حزمة, حيث يتكفل ابنها محمد (10 سنوات) ببيعها على حافة الطريق المحاذي لمنزلهم.

وصرحت بدورها سهيلة (ربة بيت 49 سنة) بقولها ”أتقن جيدا تحضير أوراق الديول وبعض العجائن الأخرى التي تستهلك في شهر الصيام , وأحيانا لا أتمكن من تلبية كافة طلبيات الزبائن الذين أغلبيتهم من الجيران”.

وذكرت أنها تنهض باكرا لتحضير العجينة حسب عدد الطلبيات قبل أن تنقطع عن هذا النشاط بحدود الساعة الثامنة صباحا لتتوجه بعدها إلى عملها وهي معلمة بإحدى روض الأطفال بذات الحي.وتعتبر أم مهدي (ربة بيت 34 سنة) أن شهر رمضان فرصة لكسب الرزق, حيث تقوم بتحضير كميات من خبز الدار “الكسرة” أوما يسمى”الرخساس” يوميا, ويقوم ابنها ببيعه لبعض المحلات التجارية إلى جانب تحضيرها لبعض أنواع الحلويات التقليدية.

وبغرض ضمان الترويج لمنتجاتها المنزلية تعتمد أم مهدي على صفحات التواصل الاجتماعي وخدمات الهاتف حيث تتلقى طلبيات, وتتكفل بتوصيلها إلى زبائنها مقابل مبلغ زهيد يمثل تكلفة التوصيل.ومن جهتها تستغل الطالبة الجامعية أحلام هذا الشهر الفضيل لتحضير أطباق جاهزة وبيعها لطلبة أو عمال وعاملات, وتقوم بتحضير الأطباق وتوصيلها للزبائن.كما أنها عمدت إلى توفير خدمة شهرية لفائدة زبائنها للحصول على مختلف الأطباق المعدة منزليا.وتشهد,مع حلول الشهر الفضيل مهن أخرى ازدهارا وإقبالا من طرف المستهلكين بهذه المنطقة على غرار المخللات المعدة منزليا وبعض أنواع العصائر (شربات) والحبوب الجافة المصبرة (الحمص) وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى