الوضع الحقوقي يزداد سوء مع التصعيد الوحشي لنظام الاحتلال المغربي
أكدت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي “إيساكوم”، أميناتو حيدر، أن الاراضي الصحراوية المحتلة تحت حصار غاشم، و أن الوضع الحقوقي هناك “يزداد سوءا” مع التصعيد الوحشي لقوات الاحتلال المغربية التي تخشى الاحتجاجات المطالبة بالحق في تقرير المصير و الحرية و الاستقلال، منددة بتقاعس المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الصحراوي.
جاء ذلك في حوار أجرته الناشطة الحقوقية الصحراوية مع منظمة الجائزة السويدية الدولية “رايتس لايفلي هود”، و التي فازت بها أميناتو حيدر عام 2019، و ذلك بمناسبة الأسبوع الدولي للتضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي (25-31 مايو).
و قالت رئيسة “ايساكوم” أن “الوضع الحالي في الاراضي المحتلة و منذ انتهاك المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار، في 13 نوفمبر 2020، “يزداد سوء”، ولا سيما في ظل تقاعس المنتظم الدولي، و على رأسه الأمم المتحدة، عن الوفاء بالتزاماته بتنظيم استفتاء تقرير المصير، مبرزة في السياق، الحصار الذي تفرضه شرطة الاحتلال على منازل الحقوقيين بما فيها منزلها بمدينة العيون المحتلة.
و أضافت: “في الوقت الحالي الذي أتحدث فيه معكم من المنزل، شرطة الاحتلال بالخارج”، مردفة “حالتي ليست فريدة من نوعها بل يتعرض جميع النشطاء الحقوقيين إلى حصار الشرطة لتجنب أي شكل من أشكال الاحتجاج”.و أشارت إلى أن “كل هذا يحدث وسط صمت تام للمنظمات الدولية، وخاصة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) التي تقع على بعد أمتار قليلة من منزلي ولكنها لا تفعل شيئا”، قائلة : “إنهم لا يتصلون ولا يسألون عن وضعنا، ولا يقولون حتى مرحبا”.
و في ردها على سؤال حول كيف يمكن للحقوقيين الصحراويين مواصلة النضال على مر السنين في ظل هذه الظروف، ذكرت الناشطة الصحراوية أن “الوضع بالفعل يزداد سوءا، لكننا الآن على الأقل أقمنا علاقات دولية وأصواتنا مسموعة”. وأضافت “حاليا، أرسل هذه الرسالة من المنزل من خلالكم وهو ما لم يكن ممكنا في السابق”.و تابعت تقول “لقد عانينا من وحشية نظام الاحتلال المغربي، وظلت هذه التجربة الرهيبة مغيبة تماما، لا أحد يعرف ما كان يحدث في المناطق المحتلة”، مستدركة بالقول “مع ذلك، و بفضل اتصالاتنا الحالية وقوة وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، تم الاستماع إلينا أخيرا، بفضل تصميمنا واقتناعنا بأن لنا الحق في النضال و قضيتنا عادلة”.
الاحتلال المغربي يحاول طمس هوية الشعب الصحراوي
من جهة اخرى، أبرزت السيدة حيدر الأساليب التي يستخدمها الاحتلال المغربي من أجل القضاء على الثقافة الصحراوية، مستدلة في ذلك ب”حظر الموسيقى الصحراوية، وخاصة الموسيقى الثورية، في الاراضي المحتلة و تلقين الأطفال، في المدارس، الثقافة و التقاليد المغربية”.كما يقوم الاحتلال، تضيف،”بإنتاج أفلام وثائقية بهدف إيصال رسالة إلى الرأي العام المغربي و العالمي مفادها أن -الصحراويين مغاربة- و ذلك عن طريق محاولة طمس معالم ثقافتنا ضمن استراتيجية معينة”، و لهذا السبب، توضح اميناتو حيدر: “نحاول دائما أن نشرح خاصة للأطفال والشباب أن الثقافة المغربية ليست ثقافتنا.. نحترمها، لكنها ثقافة شعب آخر و هي ثقافة المحتل”.و توقفت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي عند الذكرى الخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو و اندلاع الكفاح المسلح، والتي احتفل بها الشعب الصحراوي منذ ايام قليلة، مؤكدة انها تؤرخ لنصف قرن من المعاناة، “ولكنها أيضا تمثل نصف قرن من التحدي و التصميم و الثقة في قضيتنا العادلة”.
و بهذا الخصوص قالت: “نحن جميعا مقتنعون بأنه يتعين علينا الكفاح، و ملتزمون بمواصلة النضال و الوفاء لتضحيات الشهداء و ضحايا الاختفاء القسري”، مشيرة الى انه خلال هذه الفترة تم أيضا تطوير المجتمع الصحراوي، الذي يحظى بالاحترام و التقدير و حقق نتائج بارزة في جميع المجالات.و خلصت في الاخير الى أن “كفاح الشعب الصحراوي نابع من تصميمه على الحرية والتمتع بكامل حقوقه، و انه يعلم ان عليه أن يدفع ثمنا باهظا نظير ذلك، لأن أسوأ ما في الامر التزام الصمت و الاستسلام و القبول بالظلم و الاحتلال”، كما أكدت على أن الشعب الصحراوي قادر على تحرير وطنه و بناء بلد حديث وديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ومبادئ وقيم الديمقراطية.