انطلاق سهرات “ليالي أغنية التراث” بالجزائر العاصمة
انطلقت سهرة الجمعة بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة سهرات “ليالي أغنية التراث” من تنظيم وزارة الثقافة والفنون بمناسبة شهر رمضان والتي ستشهد عرض مجموعة من الحفلات الفنية بطبوع جزائرية تحييها كوكبة من الفنانين والفرق القادمة من مختلف ولايات الوطن.
واحتضنت قاعة العروض بقصر الثقافة السهرة الأولى ل “ليالي أغنية التراث” والتي أحيتها ثلاث فرق من قسنطينة ومستغانم وبسكرة, استهلت فرقة سيدي سعيد للعيساوة من مستغانم (تأسست في 1988) بتقديم أغنية تراثية في نوع العيساوة بعنوان “الله مولانا يا الله” تبعتها مباشرة ب “سيدي عبد القادر و”سيدي المجدوب” اللتان تستحضران خصال الرجال الصلحاء من الأمة وتنشد بأخلاقهم, تبعتها أغاني اخرى بإيقاع خفيف رزين أصيل ومن شاكلة “يا سيادي” و”داويني بدواك” و”يا الحظار” وغيرها من القصائد التي تمثل الطريقة العيساوية المشهورة في مدينة مستغانم والتي تلقى رواجا شعبيا وفنيا في مناسبات وطنية ودولية.
وعلى الإيقاع العيساوي المتلاحق نفخ رئيس الفرقة فرحوح بن علي بكل تركيز على “الغيطة” او المزمار ومن حوله التف اعضاء الفرقة على الطبل والطبيلة والتار و الدفوف التي جلعت الذات تهتز بالأذكار, ضمن إيقاع حضري تتميز به هذه الموسيقى
وبنفحات رمضانية خالصة تقدمت الجمعية الراشدية العيساوية لقسنطينة بمجموعة من الابتهالات والبراول في مديح النبي محمد صلى الله عليه و سلم, حيث توحدت حناجر الفرقة و آلاتهم الموسيقية التي تراوحت بين المزمار والبندير والدربوكة والتار تحت قيادة رئيس الفرقة عزوز بوعبدوس و الذي يشرف أيضا على تكوين أجيال صاعدة في هذه المدرسة التي بلغت ال 44 عاما من الوجود.
وبدورها نشطت فرقة جمعية الحفوظية من ولاية بسكرة فقرتها الغنائية بكثير من البهاء والاحتفاء بمديح سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم, واستحضار أجواء روحانية صافية من خلال الأزياء والدفوف والطبول ورفع الأعلام التي ملأت الركح وبثت البهجة في نفوس الحاضرين في القاعة.
واختارت الفرقة الطبع الصحراوي الأصيل والمحلي البسكري لتقديم باقة من أشهر القصائد الغنائية بدءا بقصيد “الزيارة” في مدح رسول الله ثم الدخول في حظرة “الليلة الليلة” من التراث المحلي البسكري المحبوب لدى الكثير من الجمهور بحكم إيقاعه الذي يحدث نبضات القلب, بعدها استرسل بن عيسى محمد لزهر قائد الفرقة واعضائه في أغنية “جارت الأشواق” و “يا محمد سيد الحسني” التراثية التي نقلت الحضور الى مستوى آخر من التجاوب الجميل.وضمت فرقة جمعية الحفوظية هذه السهرة 12 فنانا بين مؤديا وعازفا على الطبل والدف يتقدمهما صوت معنان حسان ورفيق رواغة اللذان امتعا الساهرين بصوتهما الشجي وبتوجيهات من رئيس الفرقة بن عيسى محمد لزهر.
يذكر أن هذه السهرات التراثية تنظم كل يوم جمعة الى غاية 5 أبريل المقبل حيث ستعتلي الخشبة عدة فرق على غرار فرقة جمعية جذور (الفقيرات) من ولاية عنابة, فرقة تكوشت من تيزي وزو و الفرقة النسوية العاصمية تحت اشراف “الفنانة نرجس” ناهيك عن فرقة أهاليل من تيميمون و فرقة “الفردة” من بشار وفرقة جمعية الحاج محمد الفول دندون سيدي بلال من غرداية.