الثقافة

بجاية:الفيلم الروائي “الأخيرة” يبهر الجمهور بمزجه الأسطورة بالتاريخ و الرومانسية

أبهر الفيلم الروائي الطويل “الأخيرة”، للمخرجين عديلة بن ديمراد وداميان أونوري، الذي صدر بدور السينما في يونيو الماضي بالجزائر و عرض مساء الأربعاء في اليوم الخامس من اللقاءات السينمائية لبجاية، الجمهور الذي أبدى إعجابا منقطع النظير فيما يخص جودة الإخراج و موضوعه الذي يجمع بين الأسطورة والتاريخ والرومانسية والخيال.

و عبرت الأستاذة الجامعية فريدة عن “انبهارها” بقصة هذا الفيلم “الملحمي الرومانسي الذي يأسر المشاعر”، و كذا إعجابها بجمال الديكور والمشاهد الملحمية، كما قالت.

و يسلط هذا الفيلم الذي تصل مدته 113 دقيقة وهو من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، الضوء على حياة الأميرة زفيرة في القرن السادس عشر (16) بالجزائر العاصمة، وهي إحدى زوجات السلطان سليم التومي، الذي قام بدوره الممثل محمد الطاهر زاوي.

و كانت زفيرة التي أدت دورها الممثلة عديلة بن ديمراد، إنسانة عادية لا يميزها أي شيء عن نظيراتها وقتها، إذ كانت الزوجة الثانية لملك كان يهملها بعض الشيء، قبل أن تضعها الأقدار في سياق سياسي مميز دفع بها إلى أعلى أركان المملكة.و يروي الفيلم كيف تم اغتيال زوج زفيرة السلطان على يد عروج بربروس المجسد في الممثل دالي بن صالح، بعد أن حرر الجزائر العاصمة من طغيان الإسبان و كان يطمح الزواج منها وبسط نفوذه على البلاد.

و لقد رفضت زفيرة عرضه في البداية، ولكنها و تحت ضغط محيطها، وافقت الزواج من قاتل زوجها، وكانت تخطط للانتقام منه واغتياله ليلة الزفاف مستغلة في ذلك اللحظات الحميمية التي يكون فيها دون دفاع.و بعد فشل مخططها الانتقامي، لم تجد الأميرة أمامها سوى الانتحار حتى تجنب لنفسها عقاب من حاولت قتله.

و أبان المخرج في هذه النهاية المأساوية عن قدر كبير من الرقة و الأحاسيس المرهفة التي كانت تتخللها مشاهد وحشية لمعارك ملحمية، لم تؤثر في شيء من استمتاع الجمهور في مشاهدة رائعة سينمائية مزجت بين الحقيقة و الخيال.للإشارة، فقد فاز فيلم “الأخيرة” بجائزة في مهرجان البندقية السينمائي لسنة 2022.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى