بسبب الاعتداءات المتواصلة وصمت سلطات معسكر…. المحمية الرطبة “المقطع” تُحتضَر
تواصل الجمعيات البيئية وممثلي المجتمع المدني ببلدية مرسى الحجاج بوهران نضالها للحفاظ على المحمية الرطبة “المقطع” بعد تعرضها لأعمال تخريبية، أثرت سلبا على الحياة بها وتهدد بزوالها، ب تغيير مسار الوادي.
وتعود العملية الإجرامية إلى يوم 1 جويلية 2020، أين قام مجهولون بسد الطريق أمام مجرى الوادي على مستوى واد سيق – شطر مقطع دوز -، التابعة إقليميا لولاية معسكر، وتغيير مساره ليمر بثلاثة أعمدة كهربائية ذات الضغط العالي، وهو ما يجعل الخطر أكبر، بوجود عائلات من البدو الرحل مهددة بخطر التكهرب تقطن هناك. ناهيك عن الخطر الأهم وهو انخفاض منسوب المياه بالمحمية والتنبؤ بجفافه، مما جعل الكثير من الطيور الموسمية تهجرها، إلى جانب نفوق الأسماك، منها أنواع كانت تتخذها للتكاثر. هذا ما كشفته مراسلة موقعة من طرف جمعيات بيئية وممثلي المجتمع المدني لبلدية مرسى الحجاج في 8 مارس 2021، تم توجيهها لرئيس المجلس الشعبي الولائي لمعسكر، لطلب تدخله بعدما تم توجيه مراسلة في 1 جويلية 2020 إلى رئيس مقاطعة الغابات لبلدية المحمدية لولاية معسكر، وإعلامه بالجريمة المرتكبة في حق المحمية، والتي يبدو أن من قام بذلك استعان بآلة دفع، مما جعل الممر فوق الوادي يسقط، غير أنه لم يحدث أي تكفل بالمسألة..
يذكر أن المحمية الرطبة “المقطع” تتوسط 3 ولايات مستغانم، وهران ومعسكر، وهي تتربع على 23 ألف هكتار، منها 380 هكتار تابعة لولاية مستغانم، مسجلة ضمن اتفاقية “راميسار” الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة. نظرا لما تضمه من مسطحات مائية، مستنقعات وسهوب، وهو ما يوفر فضاء للتكاثر البيولوجي للطيور، الأسماك والحيوانات. إلى جانب كونها فضاء لراحة الطيور المهاجرة، غير أن الاعتداءات المتكررة عليها، خفض من توافد هذه الطيور، حيث أحصت المصالح المختصة بمحافظة الغابات في 2019، توافد 22 نوعا من الطيور المهاجرة، ضمت 3.366 طائرا مائيا مهاجرا بين عائلات الغاق على غرار البلشون الرمادي، أبو منجل الأسود، بلشون البقر، الغطاس الصغير، النحام الوردي، الحذف الشتوي أبو طويلة، غراب الماء الكبير والنورس. وعائلات البط المائي، كبط شهرمان، دجاجة الماء، البط الأخضر، أبو مجرف ودجاجة الماء الزرقاء. توجد 9 أنواع من هذه الطيور محمية قانونا ويمنع صيدها كطرائد.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة الغابات لولاية مستغانم، قامت بالتدخل السريع في 2019، لاسترجاع المحمية، وتهيئتها بعدما تم سرقة فسائل الأشجار التي تم غرسها وكادت أن تتحول إلى مكب للنفايات، بسبب انعدام ثقافة الحفاظ على البيئة لدى الكثيرين.
ميمي قلان